منظمات النمو والقواعد الحاكمة لاستخدامها، واحدة من الركائز الأساسية التي تؤثر سلبًا وإيجابًا، في قدرة المزارعين على تسويق المحصول الذي تم حصاده بحلول نهاية الموسم، وهي المسألة التي تستوجب تسليط المزيد من الضوء عليها، والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين بشأنها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد فاروق الخولي – الأستاذ بمعهد بحوث البساتين – ملف القواعد الحاكم لاستخدام منظمات النمو بالشرح والتحليل.
منظمات النمو وعلاقتها بـ”الإصابات الحشرية”
في البداية تحدث الدكتور محمد فاروق الخولي عن الإصابات الحشرية وتداعياتها السلبية على عمليات البناء، التي تحدث داخل خلايا النبات، وتأثيراتها العكسية التي تضاعف من وتيرة عمليات الهدم، وسبل التعامل معها على النحو الأمثل، الذي يقلل من حد الضرر الواقع على النبات، وحجم الحصاد المتوقع بحلول نهاية الموسم.
وأوضح أن النبات يقوم برد فعل معاكس حال تعرضه للإصابات الحشرية، حيث يقوم بإفراز بعض منظمات النمو كـ”الإيثيلين” بوتيرة متسارعة تفوق معدلاته الطبيعية، وهي المسألة التي تضاعف من معدل عمليات الهدم التي تحدث داخل الخلايا، وتعزز فرص إصابته بالشيخوخة.
الكانايتين والإيثيلين
علاقة عكسية
لفت الأستاذ بمعهد بحوث البساتين إلى دور منظمات النمو، وأبرزها “الكانايتن” و”السايتوكاينين”، لصد وتقليل وتيرة عمل “الإيثيلين” المعروف بهرمون الشيخوخة، والحد من عمليات الهدم التي تحدث داخل خلايا النبات، موضحًا أنها واحدة من الخيارات المثلى التي يمكن الاعتماد عليها في مثل تلك الحالات.
الكالسيوم وعمليات الهدم
كشف عن فوائد إضافة بعض العناصر الصغرى، للحد من تسارع وتيرة عمليات الهدم، التي تحدث داخل خلايا النبات، موضحًا أن استخدام العناصر التي تتميز بوجود “كاتيون ثنائي” كـ”الكالسيوم”، يساعد في تحسين الصحة العامة للنبات، ويعزز قدرته على التعويض وتجديد الخلايا ومنع الشيخوخة.
أنواع منظمات النمو وآلية عمل الإيثيلين
قسم “الخولي” منظمات النمو المعروفة إلى قسمين، الأول يضم ثلاثة عناصر منشطة وهي “الأوكسين، السايتو كاينين، الجبرليك”، فيما ينضوي الثاني على المواد المثبطة كـ”الإيثيلين، والأبسيسيك آسيد”.
وأشار إلى وجود بعض النباتات التي تحتوى على مواد معينة مثل “الكلوروجينيك آسيد، الفينولز”، ما يعزز قدرتها على تحمل ومقاومة، التداعيات السلبية الناجمة عن الإصابات الحشرية، ضاربًا المثل بمادة السترونيلا التي تعمل كـ”طارد للحشرات”.
وشرح آلية عمل “الإيثيلين”، موضحًا أنه بمجرد وجود الإصابة، تزداد معدلات إفراز النبات لهذا الهرمون، والذي يعمل بدوره على تحييد عنصر الكالسيوم، ومضاعفة إفراز إنزيمات الهدم داخل الخلايا.
فوائد استخدام الكانايتين
سلط الأستاذ بمعهد بحوث البساتين الضوء على جانب آخر، موضحًا أن الإصابات التي يتعرض له النبات تضاعف من معدلات إفراز هرمون “الأوكسين”، المسؤول عن الاستطالة وعمليات التزهير، بزيادة تعادل 100 ضعف ما يتم إفرازه في الظروف الطبيعية، وفي هذه الحالة يتحول دور منظمات النمو من البناء إلى الهدم.
ونصح “الخولي” باللجوء إلى استخدام بعض منظمات النمو، حال وجود الأعراض الدالة على الشيخوخة، وزيادة معدلات الهدم داخل النبات، موضحًا أن استخدام “الكانايتين” مفيد في مثل تلك الحالات، نظرًا لفوائده الإيجابية في الحفاظ على “البروتين” و”الكلوروفيل”، وتقليل معدلات الهدم لهما، مع زيادة معدلات انقسام الخلايا، ما يعزز قدرة النبات على التجديد والتعويض.
أضرار خلطة الخميرة بالعسل
حذر الأستاذ بمعهد بحوث البساتين من الانصياع لنصائح غير المتخصصين، موضحًا أن البعض يلجأ لاستخدام الخميرة والعسل، كبديل لمنظمات النمو المعتمدة التي أقرتها وزارة الزراعة ومراكزها البحثية، دون الانتباه لتبعاتها وتداعياتها السلبية على المحصول والثمار.
وكشف “الخولي” عن التبعات الخطيرة الناجمة عن استخدام خلطة “الخميرة والعسل”، موضحًا أن العسل يؤدي لمضاعفة كمية الخميرة التي تم استخدامها، وهي المسألة التي تؤدي لمضاعفة معدلات امتصاص النبات للمياه، وزيادة حدة الانقسامات التي تحدث داخل الخلايا.
وأوضح أن هذه الانقسامات السريعة التي تضاعفت وتيرتها بشكل يتجاوز الحدود الطبيعية المتعارف عليها، تؤدي إلى نتائج عكسية تعزز من ارتفاع معدلات الهدم داخل الخلايا، خلال الفترة التالية لقطف الثمار، ما يعوق قدرة المزارعين على الاحتفاظ بالحصاد أو تخزينه، ويؤدي لفساد كامل الثمار خلال فترة قصيرة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
منظمات النمو.. أضرار الإفراط في استخدامها على محصول الفراولة
محصول المانجو.. دور منظمات النمو والأحماض الأمينية في تبكير وتأخير موعد الحصاد