الإسهال عند العجول واحد من الأمور المُزعجة لجموع المُربين، والتي تؤثر بالسلب على مُعدلات النمو الإيجابية لاستثمارات الإنتاج الحيواني، وقد تصل أضرارها لفقدان جانب كبير من القطيع، أو تضرر مستوى وحجم الإنتاجية المُتوقعة، وهو الأمر الذي يستدعي تسليط المزيد من الضوء، والاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين، للوقوف على مُسببات الإصابة ومدى خطورتها.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة سارفيناز سامي عبد الغني –رئيس بحوث وحدة الباثولوجي، ورئيس قسم أمراض الجاموس السابق– ملف الإسهال عند العجول بالشرح والتحليل.
الإسهال عند العجول
مفاهيم مغلوطة وأخطاء شائعة
في البداية تحدثت الدكتور سارفيناز سامي عبد الغني عن الإسهال عبد العجول مُصححة الخطأ الشائع لدى عموم المُربين، والذين يتعاملون معه على أساس كونه مرضًا بحد ذاته، وهي الفرضية التي أثبتت الدلائل والأسانيد العلمية عدم صحتها على أرض الواقع.
ولفتت رئيس بحوث وحدة الباثولوجي أن الإسهال عند العجول يُعد عرضًا وليس مرضًا في حد ذاته، لافتةً إلى أن الكثير من الأمراض الشائعة بين أفراد القطعان التي يتم الاستثمار فيها بمشروعات الإنتاج الحيواني، يُمثل الإسهال أحد أعراضها، وأحد القواسم المُشتركة بين عدد كبير منها.
الإسهال عند العجول
المتوسطات الإنتاجية ومعدلات تحويل اللحم
نبهت “عبد الغني” إلى مدى خطورة الإسهال عند العجول على الثروة الحيوانية، مؤكدةً أن هذا العرض المرضي يُمثل أحد معاول هدم مثل هذه المشروعات الاستراتيجية الهامة، نظرًا لعدم قدرة الحيوانات الصغيرة المُصابة به على تجاوز تبعاته، والوصول لمُعدلات تحويل اللحم المأمولة، والمُتعارف عليها في الظروف الطبيعية، ما يُترجم لخسائر اقتصادية قد لا يتحملها صغار المُربين.
وأوضحت أن الأمر عينه يحدث بالنسبة لمُعدلات الإنتاجية، وبخاصة في الحيوانات الحلابة، بحيث لا تتجاوز الرؤوس المُصابة بـ”الإسهال” الحدود الدُنيا للمتوسطات الإنتاجية المُتعارف عليها، وهي الإشكالية التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء عليها، للتعريف بمُسبباتها وطريقة التعامل معها، لتخطي تبعاتها السلبية على اقتصاديات مشروعات الإنتاج الحيواني.
الإسهال عند العجول
مُسبباته الرئيسية
قسمت الدكتورة سارفيناز سامي عبد الغني الإسهال عند العجول إلى شقين:
- شق مرضي
سلطت “عبد الغني” الضوء على المُسببات المرضية لحدوث ظاهرة الإسهال عند العجول، موضحة أنها غالبًا ما تظهر نتيجة:
- انتقال عدوى الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية عقب الولادة مُباشرةً، وأشهرها “روتا فيروس” و”كورونا فيروس”
- انتقال عدوى الإصابة ببعض المُسببات البكتيرية عقب الولادة، وفي مُقدمتها “ايكولاي k99″، “السالمونيلا”، “الشيجيلا”، “التيبسيلا”
- مُسببات فطرية
- سموم فطرية وغالبًا ما يكون الغذاء مصدرًا أساسيًا لانتقالها كاستخدام بقايا الخبز المنزلي الذي يحمل العديد من الفطريات التي لا يلحظها المُزارع أو لا يعي مدى خطورتها على الحيوانات
وحذرت “عبد الغني” من خطورة التعامل مع مثل هذه الأطعمة، التي لا تتوقف خطورتها عند الإصابة بـ”الإسهال”، وإنما تمتد آثارها السلبية بإفراظ تلك الفطريات لسموم تنتقل إلى كبد الحيوان المُصاب، وبالتبعية إلى الإنسان الذي يتغذى على لحومها أو ألبانها أو إنتاجها الداجني في وقت لاحق.
- مُسببات غير مرضية
ضربت رئيس قسم أمراض الجاموس السابق عددًا من النماذج والأمثلة للمُسببات غير المرضية المؤدية لظهور أعراض الإسهال عند العجول، وأوجزتها في النقاط التالية:
- تناول العجول الصغيرة للعلائق غير المتوازنة
- تقديم أصناف جديدة من العلائق لم تعتد العجول الصغيرة على تناولها وهضمها
- نقص الأملاح
- نقص الفيتامينات
- التعرض للملوثات
موضوعات قد تهمك
تربية الماعز والأغنام.. أبرز الأخطاء الشائعة وطرق تلافيها
الإسهال عند الأغنام.. أبرز أسبابه وعلاقته بـ”الفطام” وطرق تلافي حدوثه
غاز الميثان.. أبرز أخطاء “تغذية الماشية” وسُبل تقليل نسبة الانبعاثات
حمى اللبن.. أسبابها وأعراضها وطرق علاج الماشية المصابة بها
إقرأ أيضًا
الجهد الحراري.. أضراره على إنتاجية “الماشية والمجترات” و3 توصيات للتغلب عليه
اللقاحات المحلية والمستوردة.. “الطب الوقائي” يكشف أفضل الخيارات لـ”تحصين الماشية”
مشروعات التسمين.. أيهما أفضل “العجول الرضيعة” أم “الفطام”؟ “الأقنص” يجيب
مواصفات عجول التسمين.. شروط اختيار رؤوس الماشية لمشروع ناجح
لا يفوتك