الإرشاد الرقمي واحد من التوجهات التطبيقية الواعدة، التي تستهدف تجاوز أوجه القصور التي تشوب أداء الوسائل والطرائق التقليدية المباشرة، وتسعى جاهدة للارتقاء بالمنظومة الزراعية، والاستفادة من الطفرة التكنولوجية وأدواتها، لتعظيم الناتج النهائي من المحاصيل الزراعية.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عطوة أحمد عطوة – مدير مكتب تسويق التكنولوجيا، مسؤول الإرشاد الرقمي بالحملة القومية للنهوض بالقمح – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
الإرشاد الرقمي
حاجة مُلحة وأداة طيعة لتجاوز السلبيات
في البداية تحدث الدكتور عطوة أحمد عطوة عن الحاجة المُلحة للجوء إلى مُدخلات الذكاء الاصطناعي، والاستعانة بها وتطويعها لخدمة ملف الإرشاد الرقمي، للتغلب على الإشكاليات التي تُحيط بملف الإرشاد التقليدي المُتعارف عليه.
وأوضح أن أبرز الإشكاليات التي واجهت الطرق التقليدية المُتعارف عليها لنقل التوصيات الفنية الخاصة بالمحاصيل الزراعية المُختلفة، من المراكز العلمية والبحثية إلى المُزارعين، تعود لعدة أسباب في مُقدمتها قلة عدد القائمين على هذا الأمر.
الإرشاد الزراعي
أبرز الإشكاليات والتحديات
سلط مدير مكتب تسويق التكنولوجيا الضوء على هذه الإشكالية والتي تتجلى بشكل أوضح في محصول القمح، مُشيرًا إلى أن تعداد المرشدين الزراعيين لا يتجاوز 1.8 ألف مهندس، فيما يتراوح عدد مُزارعي “الغلة” ما بين 2.5 إلى 3 مليون فرد، موزعين على 7 آلاف قرية وتابع بجميع محافظات الجمهورية، ما يوضح مدى صعوبة أداء الخدمة الإرشادية على وجهها الأمثل بالطرق التقليدية المُباشرة.
الإرشاد الرقمي
ركائز خطة الارتقاء بمحصول القمح
لفت “عطوة” إلى حجم الجهود المبذولة على صعيد خطط مُضاعفة حجم الإنتاجية الخاصة بمحصول القمح، والتي تعتمد على ركيزتين أساسيتين، الأولى التوسع الأفقي بزيادة مساحة الرقعة الزراعية، فيما يُمثل الارتقاء بمستوى الصنف والسلالات المُنزرعة عالية الإنتاجية، أحد أهم الملفات التي توليها وزارة الزراعة ومعاهدها البحثية التابعة كامل اهتمامها، وفي مقدمتها معهد بحوث المحاصيل الحقلية ومركز البحوث الزراعية.
وأكد أن الفوارق الرقمية الموجودة بين إنتاجية الحقول الإرشادية التي تصل إلى 30 إردب للفدات، وأراضي المُزارعين التي لا تتعدى أفضل متوسطاتها حدود الـ19.2 إردب للفدان، بسبب عدم تطبيق التوصيات الفنية على النحو الأمثل، وهو الأمر الذي أكد مدى القصور الذي يشوب ملف الإرشاد، ما دعا للبحث عن حلول بديلة يمكن تطبيقها والاستفادة منها.
الإرشاد الزراعي
صعوبات التغيير
انتقل “عطوة” إلى ثاني التحديات التي واجهت الارتقاء بحجم إنتاجية محصول القمح، والمُتمثلة في صعوبة إقناع المُزارعين بالتخلي عن عاداتهم وطرق الزراعة التقليدية التي توارثوها أبًا عن جد، والالتزام بتطبيق النهج العلمي الحديث لتحقيق أفضل المُعدلات والنتائج المرجوة، وهي المسألة التي لاقت مُقاومة شديدة في بادئ الأمر.
وأوضح أن تجاوز مسألة النقص الحاد في عدد المُرشدين الزراعيين المُدربين، واتساع رقعة التغطية المطلوبة، وعدو وجود حلقة الوصل بين المراكز البحثية والمُزارعين، بالإضافة لضعف الرغبة في تغيير القناعات الموجودة لدى المُزارعين، استدعى اللجوء إلى خطة بديلة، واتباع سياسة التطبيق التدريجي.
الإرشاد الرقمي
مصادر استقاء وتوصيل المعلومة
كشف مسؤول الإرشاد الرقمي بالحملة القومية للنهوض بالقمح عن ملامح الخطة التي تم اتباعها لتوصيل المعلومات الإرشادية إلى جموع المُزارعين، والتي اعتمدت على استغلال التفاعل الكبير مع مواقع التواصل الاجتماعي والواتساب، لخدمة الأهداف والخطط التي وضعتها الوزارة للارتقاء بإنتاجية “الذهب الأصفر”.
وأشار “عطوة” إلى أن اللجوء إلى مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي لم يحل دون وجود منابر أخرى لمخاطبة مُزارعي القمح، وتوصيل المعلومات الإرشادية إليهم، وفي مُقدمتها “قناة مصر الزراعية”، وموقع وزارة الزراعة، وموقع مركز البحوث الزراعية.
وحذر جموع المُزارعين من الوقوع في فخاخ المواقع غير المُتخصصة، والتي تقدم معلومات غير صحيحة، فيما يخص المجال الزراعي، ما قد يؤدي لخسائر اقتصادية ضخمة لا يُمكن تعويضها، مُشددًا على ضرورة استقاء المعلومة من مصادرها الصحيحة والمُعتمدة، التابعة لوزارة الزراعة ومراكزها البحثية المُتخصصة.
إقرأ أيضًا..
آفات القمح.. أشهر 6 أمراض تُهدد محصول الغلة وبرنامج المكافحة المُعتمد لها
لمزارعي القمح.. أهم 5 توصيات خلال شهر فبراير
القمح.. 6 نقاط توضح حقيقة طرد السنابل المبكر لصنف سخا 95
دودة ورق القطن في البرسيم.. الأعراض وتوقيت الإصابة وقائمة مبيدات المكافحة المُعتمدة
خنفساء البنجر السلحفائية.. أعراض وتوقيت الإصابة وبرامج ومبيدات المكافحة المُوصى بها
التفحم السوطي في قصب السكر.. العلامات الـ10 للإصابة والمُبيدات المعتمدة للمُكَافحة