النخيل وفرص استثماره وكيفية الوصول لأفضل معدلات الإنتاجية المأمولة، وملف الصادرات الزراعية ودور ومساهمة التمور فيها، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور محمد كمال عباس، أستاذ وقاية النباتات بمعهد بحوث وقاية النباتات والخبير الوطني لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
ضرورة اتباع نهج وقائي في مكافحة الآفات
في البداية تحدث الدكتور محمد كمال عباس، أستاذ وقاية النباتات بمعهد بحوث وقاية النباتات، عن أبرز التحديات التي تواجه ملف زراعة النخيل، في ظل انتشار عدة أنواع من الآفات، والتي قد تسبب أضرارًا اقتصادية جسيمة، لافتًا إلى أن بعضها لا يصل إلى الحد الاقتصادي الحرج، الذي يستوجب مكافحته بشكل مباشر، ما يحتم اتباع نهج وقائي متكامل لحماية هذه المحاصيل من الأضرار المحتملة.
ولفت “عباس” إلى الاستراتيجيات التي يتبعها بعض المزارعين، والتي تعتمد على المكافحة الكيميائية باستخدام المبيدات وفق جداول زمنية ثابتة، دون مراعاة الاحتياجات الفعلية للنخيل أو طبيعة الإصابة، لافتًا إلى أن وبرغم أن هذه الطريقة قد تبدو مجدية على المدى القصير، إلا إنها قد تؤدي إلى مشكلات تتعلق بتراكم متبقيات المبيدات، مما يؤثر سلبًا على جودة الإنتاج الزراعي، خاصة في حال تصديره إلى الأسواق العالمية. ولذلك، فإن المكافحة الفعالة للآفات يجب أن تعتمد على الإجراءات الوقائية وتقييم مستويات الإصابة قبل اللجوء إلى المبيدات.
الآفات الأكثر خطورة والإجراءات الوقائية لمكافحتها
وتطرق “عباس” إلى أبرز الآفات التي تصيب النخيل في مصر، وفي مقدمتها “سوسة النخيل الحمراء”، والتي تؤثر بشكل أساسي على الفسائل الصغيرة، مما يستوجب إجراء فحوصات شهرية منتظمة، للكشف عن أي إصابة مبكرة، مشددًَا على ضرورة إجراء عمليات الرش الوقائي كل ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى تطبيق برامج وإجراءات المكافحة الحيوية عند الحاجة، ولافتًا إلى ضرورة اللجوء إلى الغمر بمحلول مبيد بدلاً من الحقن، في حالة إصابة الفسائل، لتجنب الإضرار بالنخلة في مرحلة نموها المبكرة.
وواصل أستاذ وقاية النباتات شرحه، موضحًا أن النخيل المنتج، يتوجب زيادة الاهتمام بتطبيق برامج مكافحة الآفات، وبخاصة خلال شهري ديسمبر ويناير، اللذن يعدان من أهم الفترات التي يجب التركيز خلالها على برامج المكافحة، نظرًا لكونها فترة سكون نسبي لها، وخلال هذه الفترة، تلجأ الآفات إلى قمة النخلة بحثًا عن مأوى، مما يستدعي تنفيذ عمليات التقليم وإزالة الفسائل الهوائية وتنظيف محيط النخلة من الرواسب والحشائش، وذلك للحد من انتشار الآفات والتقليل من فرص الإصابة في الموسم الجديد.
دور عمليات التقليم والتلقيح في الحد من انتشار الآفات
تعد عمليات التقليم الدورية، خاصة خلال شهري مارس وأبريل، من الوسائل الفعالة للحد من انتشار الآفات. فمن الضروري التخلص من أي كيزان نخيل غير مكتملة النمو أو تلك التي تظهر عليها علامات غير طبيعية، حيث قد تكون مصابة بأمراض أو حشرات. كما يجب توخي الحذر عند تنفيذ عمليات التلقيح، لأن نقل اللقاح من نخلة مصابة إلى أخرى سليمة يمكن أن يزيد من معدل الإصابة بالآفات.
وبالنظر إلى حساسية مرحلة الإزهار والعقد، فإن استخدام المبيدات خلال هذه الفترة يكون محدودًا، لذا يُنصح بإجراء رش وقائي عقب انتهاء التلقيح مباشرة، ما يساعد في مكافحة الآفات التي تنشط في هذه المرحلة، مثل دورة البلح الصغرى.
تغيرات المناخ وتأثيرها على انتشار الآفات
تشير الملاحظات الحديثة إلى أن بعض الآفات، مثل حلم الغبار أو الغبيرة، بدأت بالظهور في مناطق جديدة بسبب التغيرات المناخية، مما يستلزم تعديل استراتيجيات المكافحة بما يتناسب مع هذه التغيرات. في هذه الحالة، يمكن اللجوء إلى رش النخيل بمركبات مثل الكبريت الميكروني، بمعدل رشتين إلى أربع رشات خلال الموسم، ما يساعد في الحد من انتشار هذه الآفة.
أهمية التكييس ودوره في الحد من إصابات المخازن
تعتبر عملية تكييس العذوق بعد التلقيح من الأساليب المهمة لحماية الثمار من الإصابة بالآفات المخزنية، مثل سوسة البلح العمري أو الدود المخزني، والتي يمكن أن تؤدي إلى رفض الشحنات المصدرة في حال وجود أي آفة حية داخلها. إن تطبيق إجراءات التكييس بالشكل الصحيح يمكن أن يوفر على المزارعين الحاجة إلى عدة رشات بالمبيدات، مما يقلل من التكاليف ويحسن من جودة الإنتاج.
اختتم “عباس” حديثه بالتأكيد على فوائد اتباع نهج الإدارة المتكاملة للآفات في زراعة النخيل، والذي لا يقتصر على استخدام المبيدات فحسب، بل يتطلب تنفيذ مجموعة من الإجراءات الوقائية والتدخلات المدروسة، بما يشمل الفحص الدوري، والتقليم، والتلقيح السليم، والتكييس، واستخدام المبيدات بحكمة عند الضرورة، بهذه الطريقة، يمكن تحقيق إنتاجية أفضل مع تقليل المخاطر البيئية والصحية، وضمان تحقيق معايير الجودة المطلوبة في الأسواق المحلية والعالمية.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
زراعة مطروح تطلق طفيل الترايكوجراما بواحة سيوة لمكافحة آفات التمور
آفات النخيل والتمور.. خطط وبرامج المكافحة من “الألف” إلى “الياء”