الإجهاد البيئي واحد من التداعيات السلبية التي تصيب النباتات والمحاصيل الزراعية، كنتيجة مباشرة للتغيرات المناخية الحادة، التي تعاني منها أغلب دول العالم، بسبب زيادة معدلات استخدام الوقود الأحفوري، وهي المسألة التي تفرض تغييرًا وتعديلًا كبيرًا، في أغلب المعاملات الزراعية، وتستدعي مزيدًا من الإنصات لنصائح الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، تناول الدكتور هاني سرور – أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة بجامعة عين شمس – ملف الإجهاد البيئي والمركبات الزراعية متعددة الأغراض.
التغيرات المناخية والإجهاد البيئي
في البداية تحدث الدكتور هاني سرور بشكل عام عن تداعيات التغيرات المناخية، للتعريف بمعنى ومصطلح “الإجهاد البيئي”، وأبرز الأخطاء الوارد الوقوع فيها، والتي تؤدي لتفاقم حجم الضغوط والضرر الواقعة على النباتات والمحاصيل الزراعية المختلفة.
وأوضح أن النباتات كأي كائن حي تتأثر بالبيئة المحيطة وتتفاعل معها، وهي المسألة التي تدفعها لاتخاذ بعض ردود الأفعال، للدفاع عن نفسها والحفاظ على حياتها واستمراريتها.
وأشار “سرور” إلى الضغوط التي تتعرض لها النباتات والمحاصيل الزراعية، وبخاصة خلال الفترات التي تشهد تباينًا وتغيرًا شديدًا في أحوال الطقس ودرجات الحرارة، كنوبات البرودة والسخونة الشديدة.
ولفت إلى أن تداخل الظروف البيئية المحيطة، بفعل التغيرات المناخية الحادة، أدى لزيادة الضغط الواقع على النبات، بداية من ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات الاحترار، وما صاحب تلك المتغيرات من زيادة فرص الإصابة بالأمراض والآفات، وهي المسألة التي أدت لإصابة المحاصيل بظاهرة “الإجهاد البيئي”.
وأشار إلى وجود بعض التفصيلات الأخرى، التي يصاب فيها النبات ببعض الأمراض عن طريق الآفات الحشرية، والأخيرة تصنف علميًا تحت ما يعرف بـ”الإجهاد الحيوي”، الذي يمثل أحد صور وأشكال الإجهاد البيئي بمعناه الواسع والشامل.
معاملات التسميد المثلى
نصائح عامة
قدم أستاذ الكيمياء الحيوية عددًا من التوصيات الفنية، حيال طريقة التعامل المثلي، مع ظاهرة الإجهاد البيئي وتداعياته السلبية على النبات، وفي مقدمتها تقليل نسبة المقننات السمادية الآزوتية سواء كانت نترات أو أمونيا أو “أميدات – يوريا”.
وأكد “سرور” أن الإفراط في تقديم مثل هذه المركبات، يرفع معدلات السمية التي يتعرض لها النبات، ويفرض ضغوطًا وإجهادًا إضافيًا عليه، ما قد يؤدي لخسارة جانب كبير من المحصول وحجم الإنتاجية المتوقعة، وهي الإشكالية التي يمكن تلافيها، بتقليل نسبة المقننات النيتروجينية، مع الاتجاه صوب التسميد النتراتي أو “أيون النترات”.
أنواع الأسمدة الآزوتية
قسم “سرور” الأسمدة الآزوتية إلى ثلاثة أشكال رئيسية:
- النترات
- الأمونيوم
- “الأميد” أو اليوريا
أبرز المحاذير
حذر أستاذ الكيمياء الحيوية من الإفراط في استخدام التسميد بالصورتين الأخيرتين “الأمونيوم والأميد”، خلال فترات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، كونهما من المواد التي تحفز النبات على زيادة إفراز هرمون الجبرلين، بالإضافة إلى ارتفاع درجة سمية كل منهما، ما يؤدي للإضرار بالنبات، ومضاعفة حجم الإجهاد البيئي الواقع عليه.
ونصح “سرور” أهالينا المزارعين بضرورة الهبوط بمعدلات التسميد النيتروجيني بشكل عام، خلال فترات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، مع الاكتفاء بالتسميد النتراتي فقط، لتقليل حجم الضرر والضغوط المفروضة على النبات، ومضاعفة حجم الاستفادة التي يمكن تحقيقها.
لا تفوتك مشاهدة هذا الفيديو..
موضوعات ذات صلة..
الإجهاد البيئي والحيوي وتداعيات زيادة إفراز هرمون “الجبرلين”
“الإجهاد الحراري”.. علاج مشاكل ارتفاع “الرطوبة” وفوائد استخدام “مركبات البوتاسيوم”