الإجهاد البيئي واحد من أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي والعاملين فيه، نظرًا لتداعياته السلبية على أغلب المحاصيل، وحجم الخسائر الاقتصادية المترتبة عليها، ما يستدعي تسليط الضوء عليه، والتوعية بسبل التعامل معه، عبر الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، تناول الدكتور هاني سرور – أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة بجامعة عين شمس – ملف الإجهاد البيئي والمركبات الزراعية متعددة الأغراض.
تعريف مصطلح الإجهاد البيئي
في البداية عرف الدكتور هاني سرور مصطلح “الإجهاد البيئي” بأنه وجود عوامل مغايرة للظروف المثلى اللازمة لنمو النبات بالشكل الطبيعي المتعارف عليه، موضحًا أن هذا المفهوم يندرج تحته عدة أنواع.
أنواع الإجهاد البيئي
أوضح أستاذ الكيمياء الحيوية أن أولى أنواع الإجهاد البيئي تلك الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي تشمل:
- الارتفاع أو الانخفاض الشديد في درجات الحرارة
- الفروقات الكبيرة بين درجات حرارة الليل والنهار
- الجفاف ونقص المياه
- تقديم مقننات مائية أقل من المعدلات الموصى بها لكل نبات سواء من “مياه الترع، الأنهار، الآبار والمياه الجوفية، الأمطار”
- نقص المياه بسبب زيادة معدلات التبخير والنتح
أبرز تداعياته السلبية
أكد “سرور” أن الظروف المناخية المتقلبة وغير المواتية السابق ذكرها، تؤدي لحدوث تغيرات فسيولوجية للنبات، بالإضافة لارتفاع مستويات الملوحة سواء في المياه الجوفية أو الماء الأرضي، موضحًا أنه يمكن الاستدلال عليها عن طريق “التوصيل الكهربي”.
التوصيل الكهربي وعلاقته بمستوى الملوحة
تطرق “سرور” إلى مستويات “التوصيل الكهربي”، موضحًا أن المياه المقطرة تمثل إلكترويد ضعيف تقترب درجة توصيله من الصفر، بسبب عدم احتوائها على الأملاح، لافتًا إلى أن هذه الدرجة ترتفع إلى 1000 جزء في المليون، حال إضافة 1 جرام من الملح في اللتر.
وقسم “سرور” استنادًا لهذا المعيار – التوصيل الكهربي – النباتات إلى 3 مستويات:
- نباتات مرتفعة التحمل للملوحة
- نباتات متوسط التحمل للملوحة
- نباتات حساسة للملوحة
الأملاح ومعاملات التسميد
لفت أستاذ الكيمياء الحيوية إلى أن أغلب النباتات الاقتصادية تنتمي للشريحة الثالثة والتي تتسم بحساسيتها الشديدة للملوحة، ما يستدعي أن تكون درجة توصيلها الكهربي قليلة، لضمان استمرارها وتحسين إنتاجيتها.
وأكد على احتياج أغلب النباتات لإضافة الأسمدة، نظرًا لوجود بعض الأملاح السامة في المياه، أبرزها أملاح الصوديوم والكلوريد، ما يستدعي إضافة بعض الأملاح النظيرة المغذية، تصل إلى 16 عنصرًا أشهرها أملاح “البوتاسيوم، الكالسيوم، الماغنسيوم، النترات، الأمونيوم”.
لا تفوتك مشاهدة الفيديو..