أشجار الزيتون وطرق مضاعفة إنتاجيتها، واستراتيجيات تعظيم عوائدها الاقتصادية ومستخلصات الزيت منها، وسبل الحد من تداعيات التغيرات المناخية عليها، كانت واحدة من أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور السيد مصطفى قاعود، أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية جامعة قناة السويس، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية عبير صلاح، مقدمة برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
نبذة تاريخية عن أشجار الزيتون
في البداية تحدث الدكتور السيد مصطفى قاعود عن القيمة التاريخية لأشجار الزيتون، موضحًا أنها الشجرة المباركة التي استظلت بها السيدة مريم العذراء خلال رحلتها المقدسة التي مرت خلالها بالأراضي المصرية، هربًا من بطش الملك هيرودس، الذي تطير وتخوف على مُلكه وسلطانه من مولد السيد المسيح عيسى ابن مريم.
الشجرة “بهنسا” المعمرة المباركة
كشف “قاعود” عن موقع الشجرة المباركة التي استظلت بها السيدة مريم والسيد المسيح، موضحًا أنها لازالت باقية إلى يومنا هذا في قرية البهنسا بمحافظة المنيا، والأمر عينه بالنسبة للبئر التي شربت منها السيدة العذراء، وذلك للتدليل على كونها واحدة من الأشجار المعمرة، التي قد تستمر لآلاف السنين.
فوائد صحية وعلاجية
تطرق أستاذ الفاكهة إلى الأهمية الصحية والمزايا الغذائية للزيتون، موضحًا أن المداومة على تناول زيت الزيتون يخفض من معدلات الكوليسترول في الدم، بخلاف تنظيم مستوى السكر، وقتل كافة الخلايا البكتيرية الموجودة في منطقة الأمعاء والقولون.
وأشار إلى واحدة من العادات الصحية المنتشرة، التي يتم فيها خلط زيت الزيتون مع التين بمعدل 7 إلى 1 – مقدار الزيت يكون سبعة أضعاف مقدار التين – موضحًا أن تناول واحدة من ثمار التين المنقوعة بهذا الزيت يوميًا، تعزز من صحة الجسم، وتضاعف من مناعته ضد الإصابة بمختلف الأمراض.
فوائد ومزايا اقتصادية
عدد “قاعود” مزايا أشجار الزيتون موضحًا أن كل جزء منها له قيمة اقتصادية واستخدامات تصنيعية، بدءًا من الأخشاب والتي تستخدم في صناعة الأثاث، مرورًا بالأوراق التي يعول على منقوعها المغلي لتخفيض معدلات السكر في الدم.
وأوضح أن ثمار الزيتون إما أن يتم تناول لحمها، أو توجه للمعاصر للحصول على الزيت، مع إعادة تدوير نواتج العصر المتمثلة في “الماء الخضير”، الذي ينصح برشه على النباتات، للاستفادة من قيمته الغذائية والأحماض الأمينية والهرمونات الموجودة فيه، لتحسين حجم الإنتاجية ومعدلات التزهير والنمو.
ولفت إلى استخدامات الجزء الصلب من مخرجات ونواتج عصر الزيتون المعروف بـ”التفلة”، موضحًا أنه يتم خلطه واستخدامه ضمن كسب الأعلاف المقدمة للحيوانات، مشيرًا إلى مردودها الإيجابي في تحسين خواص ألبانها، ومضاعفة فترة صلاحيتها للاستخدام، حتى وإن لم يتم حفظها داخل “الثلاجات”.
تأثير التغيرات المناخية على خريطة توزيع الزيتون
تناول أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية تأثير التغيرات المناخية على ترتيب أشجار ومحصول الزيتون في قائمة المحاصيل الاستراتيجية، موضحًا أنه شهد تحركًا وصعودًا ملحوظًا، ليحتل المرتبة الثالثة بعد الموالح والمانجو بإجمالي مساحة يفوق الـ250 ألف فدان، نتيجة زيادة الطلب العالمي عليه وعلى مستخلصاته من الزيوت.