أكد الدكتور عمرو صلاح، الباحث أول بقسم بحوث الزيتون وفاكهة المناطق شبه الجافة بمعهد بحوث البساتين، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر شاشة قناة «مصر المستقبل»، أن الزيتون شجرة مباركة ذكرها الله عز وجل, ولها فوائد جمة للمزارع والمستهلك والاقتصاد, موضحًا أن بعض الدول يعتمد اقتصادها الأخضر على زراعة الزيتون.
وأشار الدكتور صلاح إلى أن الزيتون في مصر له تاريخ طويل, ورغم بعض الإخفاقات في الإنتاجية سابقًا, فإن العلماء أثبتوا أن هذه المشاكل كانت بسبب ممارسات خاطئة من بعض المزارعين.
لفت الدكتور صلاح إلى أن مستقبل زراعة الزيتون في مصر يعتمد على المزارعين والمعلومات الصحيحة، معدّدًا قيمة هذه الشجرة المباركة, كونها لا تمثل استثمارًا فقط، بل موروثًا ثقافيًا يتوارثه الأجيال, مشيرًا إلى أن نشر ثقافة حول أهميتها الصحية والمعلومات الخاصة بزراعتها واجب على العلماء والخبراء.
الأهمية الاقتصادية لمحصول الزيتون
أوضح الدكتور صلاح وجود استفادة مباشرة وغير مباشرة للزيتون, مشيرًا إلى استفادة على مستوى الفرد (المواطن والمزارع) وعلى المستوى العام (الاقتصاد القومي)، فهي تعزز قدرة المزارع على زيادة دخله, حيث أن جميع منتجات الشجرة لها عائد اقتصادي, سواء من بيع الثمار المخصصة للتخليل أو الزيت.
وأضاف أن أوراق الشجرة تُباع وتدخل في صناعات عديدة, كما أن أخشابها تباع في حال اقتلاع الشجرة وتدخل في صناعات الزينة والديكور, وموضحًا أن منتجات خشب الزيتون غالية ومميزة مقارنة بأخشاب الأشجار الأخرى.
وتابع أن زيت الزيتون له قيمة غذائية وعلاجية, وأن أوراقه تحتوي على مواد فعالة تُستخرج بواسطة شركات صيدلانية وتدخل في علاج أمراض القلب والشرايين ومضادات الأكسدة.
وتطرق الدكتور صلاح إلى أن زراعة هذا المحصول ليست سهلة بالمطلق, مشيرًا إلى أن اختيار الأرض والمناخ المناسبين أمران حاسمان، مبيّنًا أن كل الأراضي مناسبة لزراعة هذه الأشجار ما عدا الأراضي الطينية الثقيلة سيئة الصرف.
الأراضي المناسبة لزراعة أشجار الزيتون
وأكد أن الزيتون يُفضل الأراضي الرملية أو الرملية الطميية أو الطميية ذات الخصوبة المعقولة والجيدة الصرف، مُسلطًا الضوء على أن مستقبل التوسع الزراعي في مصر يعتمد على الأراضي الهامشية التي لا تناسب العديد من المحاصيل الأخرى, وموضحًا أن هذا المحصول هو “الجوكر” الذي ينجح في هذه الأراضي, مثل الأراضي التي تعتمد على مياه الآبار غير النيلية, أو الأراضي التي فيها صخور أو غير ممهدة للمحاصيل الحقلية, أو الأراضي التي ترتفع فيها ملوحة التربة أو مياه الري.
ودلل الدكتور صلاح على تحمل الزيتون للملوحة بوجود مزارع ناجحة في المغرة تروى بمياه ملوحتها تصل إلى 5000 و6000 و8000 جزء في المليون, وأن ذلك لم يؤثر على إنتاجيتها، مفسرًا أن هناك معاملات معينة تُقلل من تأثير ضغط الملوحة وتحافظ على الإنتاجية.
عدد الدكتور صلاح الأصناف التي تجود زراعتها في مصر, موضحًا أنها تنقسم إلى ثلاثة اتجاهات: أصناف مائدة (تخليل)، وأصناف مزدوجة الغرض، وأصناف للزيت.
الخريطة الصنفية
وبيّن أن أصناف المائدة تجود في المناطق الجنوبية حتى المنيا, مثل العجيزي الشامي، العجيزي العقصي، والتفاحي، مشيرًا إلى أن المناخ في محافظات مثل سوهاج وأسوان والأقصر غير مناسب للزراعة لإنتاج الثمار.
وذكر أن الأصناف مزدوجة الغرض، مثل البيكوال والمنزانيلو، تجود في جميع المحافظات. أما أصناف الزيت، مثل المرائي (مصري) والكراتينة والكروناكي (أجنبي)، فإنها تجود فقط في السواحل الشمالية والمحافظات المطلة على البحر الأبيض المتوسط مثل مرسى مطروح، سيوة، الإسكندرية، العلمين، العريش، ورأس صدر.
وأوصى الدكتور صلاح المزارعين بضرورة اتباع السياسة الصنفية وزراعة الصنف المناسب لأراضيهم والمناخ السائد بمناطقهم الجغرافية لتجنب حدوث أي إخفاق في معدلات الإنتاجية.
اختيار الشتلات من مصادر موثوقة
وأشار الدكتور صلاح إلى أهمية الحصول على الشتلات من مصادر موثوقة، موضحًا أن معهد بحوث البساتين لديه وحدة لإنتاج الشتلات المعتمدة منذ الثمانينات, لافتًا إلى ضرورة عمل حجز مُسبق نظرًا لكثرة الطلب عليها.
ونصح بتحري الدقة عند الشراء من الشركات الخاصة، مشددًا على أن اختيار الشتلة من مصدر موثوق هو أحد أهم عوامل نجاح زراعة الزيتون.
برهن الدكتور صلاح على خطورة الشراء من مصادر مجهولة بذكر حالة عملية لمزرعة اشترت شتلات مصابة بالنيماتودا وأعفان الجذور، موضحًا أن هذه الإصابات انتقلت إلى الأرض بعد الزراعة, مما أدى إلى انخفاض شديد بمعدلات الإنتاجية ونمو الأشجار.
وفسر أن الجذور المصابة تصبح متهالكة والأوعية الناقلة مسدودة، مما يمنع النبات من امتصاص الغذاء، مؤكدًا أن تكلفة معالجة فدان مصاب بالنيماتودا تتعدى الـ7 آلاف جنيه, مشيرًا إلى أن هذه المزرعة دفعت ضريبة باهظة للخطأ الذي ارتكبته.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الحشائش.. طرق مكافحة الزمير على القمح وتأثير التغيرات المناخية على انتشارها
محصول القطن.. سبل تجاوز مشكلة أعفان الجذور وأهمية التسميد الآزوتي المتوازن
تربية الأغنام والماعز.. طرق زيادة عوائدها الاقتصادية ورفع معدلات الإنتاج