محصول الذرة الشامية واستراتيجيات مضاعفة معدلات الإنتاجية وتقليص الفجوة الزراعية، كانت واحدة من أهم المحاور التي تطرقت لها الدكتورة مها بلبع – رئيس الفريق البحثي بقسم بحوث الذرة في النوبارية – خلال حلولها ضيفة على الإعلامي الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الأهمية الاقتصادية لمحصول الذرة الشامية
في البداية تحدثت الدكتورة مها بلبع، رئيس الفريق البحثي بقسم بحوث الذرة في النوبارية، عن أهمية “الذرة الشامية”، بوصفها ثالث أهم محصول استراتيجي في مصر بعد القمح، نظرًا لدورها الملموس وموقعها في قائمة التغذية، سواء بالنسبة للإنسان أو الحيوان، علاوة على دخولها في العديد من الصناعات الغذائية، ومنها الخبز البلدي المستخدم في القرى المصرية، من خلال خلطه مع دقيق القمح، كما يستخدم لاستخراج الزيوت وبعض الصناعات الأخرى مثل النشا والجلوكوز.
وأوضحت الدكتورة بلبع أن “الذرة الشامية” تمثل حوالي 40% من الأعلاف المركزة المستخدمة في تغذية الحيوانات، والتي تمثل أحد الركائز الأساسية في ملف إنتاج اللحوم الحمراء والألبان، وتصل نسبتها في أعلاف الدواجن والأسماك إلى ما بين 60% و70%، مؤكدةً أن نقص معدلات إنتاج هذا المحصول، كانت سببًا رئيسيًا لارتفاع أسعار اللحوم والدواجن في السنوات الأخيرة، ما يعكس مدى تأثير هذا المحصول على الاقتصاد الزراعي في مصر.
دور مركز البحوث الزراعية في تحسين إنتاج الذرة الشامية
أشادت الدكتورة مها بلبع بجهود مركز البحوث الزراعية، وخاصة معهد بحوث المحاصيل الحقلية، في تحسين معدلات الإنتاجية الذرة الشامية، موضحةً أن المركز يعمل على تطوير هجن جديدة ذات إنتاجية أعلى لمواجهة النقص الكبير في إنتاج المحصول، لافتةً إلى استخدامه في إنتاج السيلاج الذي يُعد مكونًا مهمًا للأعلاف الحيوانية، ما يسهم في تقليل الاعتماد على الأعلاف المركزة المستوردة، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني.
وأكدت “بلبع” أن الجهود البحثية المبذولة من قبل مركز البحوث الزراعية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوفير كميات كافية لدعم القطاعات الزراعية والحيوانية المختلفة في مصر، موضحةً أن أساتذة وخبراء المركز عاكفون على هذا الملف لتحقيق هدفين رئيسيين، الأول يستهدف إنتاج كوز ناضج وجاف قابل للحصاد، مع بقاء النباتات خضراء حتى موعد الجمع، وهي السمة التي تتيح للمزارعين استخدام النبات في الأعلاف بعد الحصاد.
وأشارت إلى أن تطوير صنف جديد من الذرة الشامية، يستغرق عادة من 12 إلى 14 عامًا، وقد يصل إلى 15 عامًا، وهو مجهود طويل يتطلب دعمًا مستمرًا من مركز البحوث الزراعية، مؤكدةً أن هناك فريقًا كبيرًا من الباحثين الذين يعملون على مدار سنوات لإنتاج هذه الهجن، ما يعكس حجم الجهد المبذول لتحقيق هذه النتائج، وأضافت أن كثيرًا من المزارعين قد لا يدركون الجهد البحثي المكثف وراء إنتاج صنف جديد، معتبرةً أن مركز البحوث الزراعية يلعب دورًا حيويًا في حماية مصر من نقص الغذاء.
أهمية الهجن الجديدة للمزارعين والدولة
أكدت “بلبع” أن الهجن الجديدة تتميز بارتفاع مستوى مقاومتها للأمراض، وقدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية، وهي أمور تجعلها مثالية للزراعة في ظل الظروف البيئية الحالية، مشيرةً إلى أن هذه الهجن تساهم في دعم سياسة الدولة لتوفير المياه، حيث أن بعض هذه الأصناف تنضج في فترة قصيرة تتراوح بين 95 إلى 100 يوم، مما يساهم في تقليل عدد مرات الري التي يحتاجها المحصول.
وتطرقت إلى يوم الحقل السنوي الذي يُعتبر يومًا احتفاليًا يجتمع فيه المزارعون والباحثون لعرض نتائج الأبحاث وأحدث الهجن التي تم تطويرها، موضحةً أن هذا اليوم يُعد فرصة لتقديم هدايا كبيرة للمزارعين من خلال الهجن الجديدة التي تتميز بارتفاع معدلات الإنتاجية ومدى قدرتها على مقاومة الظروف المناخية الصعبة.
وأكدت أن الهدف من هذه الهجن هو تلبية احتياجات المزارع الصغير والكبير على حد سواء، مشيرةً إلى أن مركز البحوث الزراعية يعمل على نقل هذه الابتكارات من المزارع النموذجية إلى حقول المزارعين في مختلف المناطق لضمان استفادة الجميع.
الهجن الفردية عالية الإنتاجية
اختتمت الدكتورة بلبع حديثها بالحديث عن بعض الهجن الفردية المهمة مثل “128، 130، 131، 132” التي تتميز بقدرتها على الاحتفاظ بالنمو الأخضر، إلى جانب الهجن الفردية الصفراء مثل “166، 167، 168، 176″، مؤكدةً أن هذه الأصناف لا تساهم فقط في زيادة الإنتاج، بل تنضج أيضًا خلال فترة قصيرة، مما يساهم في ترشيد استهلاك المياه، وهو أمر ضروري لدعم سياسة الدولة في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
الذرة الشامية ومشاكل تأخير التزهير ومخاطر إهمال المكافحة الحشرية