الأمن الغذائي أحد أضلاع منظومة الأمن القومي، التي لا يمكن تجاهلها أو عدم الاهتمام بها بالشكل الأمثل، نظرًا لتبعاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ما يدعو للعمل بشكل دائم على ضرورة إيجاد حلول ابتكارية لها، بما يخدم توجهات الدولة ويدعم خططها التنموية في هذا المجال.
وخلال حلوله على سامح عبد الهادي مقدم برنامج مصر كل يوم، والمُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عمرو مصطفى، عميد كلية الزراعة السابق بجامعة القاهرة، عن ملف الأمن الغذائي، والتقنيات العلمية التي اتبعتها الدولة، لتحقيق طفرة زراعية جيدة، تمكنها من سد الاحتياجات الأساسية، من المحاصيل الاستراتيجية ذات الأبعاد الاقتصادية.
الأمن الغذائي في عهد الرئيس “السيسي”.. “إعجاز حقيقي”
في البداية تحدث الدكتور عمرو مصطفى، عن حجم الإنجازات التي تحققت على صعيد تأمين ملف الأمن الغذائي، والتي وصفها بالإعجاز الذي لا يتأتي للبشر تحقيقه، وذلك في مجمل حديثه عما شهدته فترة تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، من نهضة حقيقية، وتسارع في وتيرة المشاريع العملاقة التي جرى تأسيسها.
وتناول عميد كلية الزراعة السابق حجم الإنجازات والطفرة التي تحققت في ملف الأمن الغذائي بالشرح والتحليل، لتوضيح بعض الحقائق الغائبة عن أذهان المواطنين، مُتخذًا بعض النقاط كدليل ملموس يمكن التحقق من صدقه.
الأمن الغذائي ومشروع الصوب الزراعية
وضرب الدكتور عمرو مصطفى المثل بمشروع الصوب الزراعية لتوضيح مقصده بشكل مُبسط وسلس، موضحًا أن اختيار القيادة السياسية لهذا المشروع لم يأت من فراغ، نظرًا للأهمية الاستراتيجية والاقتصادية، التي دفعت لاختيار تلك التقنية دونًا عن غيرها.
وأوضح أن أهم مميزات استراتيجية الزراعة وفق تقنية الصوب، تتجلى في قدرتها على مُضاعفة إنتاجية المساحة من ثمان إلى تسع أضعاف، علاوة على أنها تُساهم في الحد من استخدام المبيدات، لتكون وفق آليات الإدارة الرشيدة، ما يُعزز من تحقيق أهداف التنمية المُستدامة، والحفاظ على البيئة وصحة الإنسان.
وعدد من مميزات مشروع الصوب الزراعية، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية تأتي وفقًا لتوجه الدولة، الذي يسعى لترشيد استخدام المياه، باتباع سُبل الري الحديثة، ما يؤدي لتوفير كمية هائلة من المياه.
توفير فُرص عمل وفتح المجال للمتخصصين
انتقل الدكتور عمرو مصطفى إلى زاوية جديدة لم يلتفت إليها غالبية المصريين، فيما يخص فتح سوق العمل وتوفير المزيد من الفرص لشباب الخريجين، مؤكدًا أن اختيار مشروع الصوب الزراعية، تعدى مفهوم تحقيق الأمن الغذائي، ليصل إلى مدى أبعد وأكثر رحابة، وخصوصًا فيما يتعلق بحل أزمة البطالة.
وأوضح أن الصوبة الزراعية تحتاج إلى عدد 2 مهندسين زراعيين، ما يعني أن قوام المشروع القومي “100 صوبة زراعية”، يحتاج 200 ألف مهندس وهو رقم ضخم جدًا، مُقارنة بحجم الخريجين المتواجدين بسوق العمل.
لا يفوتك.. كيفية تفادى أمراض الخضر الناتجه عن الشبورة المائية والصقيع
حلول ابتكارية تماشيًا مع توجهات الدولة
ولفت إلى أن هذه المسألة فتحت باب الأمل لقطاع كبير من شباب الخريجين، الذين يحلمون بفرصة المُشاركة في حلم البناء والتعمير، موضحًا أن هذا التحدي دفعهم للتفكير في حلول ابتكارية، للمساهمة في توفير الكفاءات العلمية المؤهلة، للعمل في هذا المشروع القومي الضخم.
ماجيستير زراعي لحملة المؤهلات العليا
وكشف الدكتور عمرو مصطفى، أن هذا التحدي دفعهم لطرح فكرة تأهيل شباب الخريجين وحملة المؤهلات العليا، عن طريق دراسة أكاديمية مُكثفة ومضغوطة في عام دراسي واحد، يحصل من يجتازه على شهادة الماجيستير المهني، مؤكدًا أن هذه المنحة متوفرة لخريجي كليات الزراعة وباقي الكليات على السواء.
إقرأ أيضًا:
دودة الحشد الخريفية.. أبرز سماتها الظاهرية وطُرق انتشارها
السكر والتدخين والسمنة.. ثلاثي الرعب الصامت وعلاقته بـ”تأخر الإنجاب”