البروسيلا والسل البقري والسعار وغيرها من الأمراض المشتركة، التي تنتقل عند التعامل المباشر بين الإنسان والحيوان، وتأثيرها على تعداد الثروة الحيوانية والصحة العامة، كانت واحدة من أهم المحاور التي تطرق لها الدكتور عاطف شريف خبير الإنتاج الحيواني، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تعداد الثروة الحيوانية في مصر وأبرز التحديات
في البداية تحدث الدكتور عاطف شريف عن أبرز التحديات التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية والعاملين في هذا المجال، بسبب ارتفاع مدخلات الإنتاج، والتداعيات السلبية الناجمة عن الأزمات العالمية، وتوقف سلاسل الإمداد والتجارة.
وأوضح “شريف” أنه لا يوجد تعداد دقيق لرؤوس وقطعان الثروة الحيوانية في مصر، وإن كانت الإحصاءات الرسمية، تشير إلى وجود ما يقرب من 12 مليون رأس من الجاموس والأبقار، وفقًا لما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
وأوضح أن تعداد رؤوس وقطعان الثروة الحيوانية في مصر شهد انخفاضًا كبيرًا، خلال الفترة من 2018 والتي وصل فيها التعداد إلى 22 مليون رأس، وحتى 2024 التي انخفض فيها هذا الرقم بما يعادل النصف، وصولًا إلى 12 مليون رأس، وهو مؤشر خطير يوضح مدى التراجع الذي حل بهذا القطاع.
التعداد غير الرسمي
كشف “شريف” عن واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية في مصر، مؤكدًا أن عدد الرؤوس الموجودة خارج التعداد والحصر الرسمي، تفوق الأرقام المعلنة بما يعادل 7 أضعاف، والتي تعود ملكيتها إلى صغار صغار المربين، في المناطق التي يصعب وصول لجان الحصر وحملات التطعيم والتحصين إليها، أو إلى القبائل البدوية المرتحلة التي تعتمد على نظم الرعي المفتوح، ولا تستقر في أماكن بعينها.
مشاكل نظم التربية المرتحلة
أكد خبير الإنتاج الحيواني أن القبائل البدوية المرتحلة تشكل خطرًا كبيرًا على الثروة الحيوانية والصحة العامة، نظرًا لأنها تمثل أحد بؤر العدوى والإصابة بالطفيليات الداخلية والخارجية والأمراض المزمنة كـ”البروسيلا والسل”.
وبرر “شريف” عدم وجود أي جدوى للرؤوس والقطعان المملوكة للقبائل البدوية المرتحلة، بسبب عدم اتباعها لبرامج التغذية المنضبطة، واعتمادها على الحشائش فقط، علاوة على إصابتها بالعديد من الأمراض المزمنة التي تحول دون قدرتها على الوصول لمعدلات الإنتاجية الاقتصادية المتعارف عليها.
الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان
البروسيلا والسل والسعار
تطرق خبير الإنتاج الحيواني إلى واحدة من أبرز المخاطر والأضرار الناجمة عن التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة ببعض الأمراض المزمنة، كـ”البروسيلا والسل”، مؤكدًا أن تناول ألبانها ومنتجاتها دون إجراء المعاملات الحرارية الموصى بها، يؤدي لانتقال هذه الأمراض إلى الإنسان.
تعداد المصابين بـ”البروسيلا”
أشار “شريف” إلى بعض الإحصائيات التي أصدرتها منظمتي الفاو والصحة العامية وبعض المصادر العلمية المتخصصة، والتي أفادت بأن التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة ببعض الأمراض المعدية، ومنها البروسيلا، يؤدي لتضاعف تعداد البشر المصابين بهذا المرض بمعدل 1.5 مليون إصابة جديدة سنويًا.
الأعراض العامة للإصابة بـ”البروسيلا”
حذر خبير الإنتاج الحيواني من مخاطر انتقال عدوى الإصابة بـ”البروسيلا”، والمتمثلة في الضعف العام وارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 42 درجة وصولًا للوفاة، والتي تهدد 5% من المصابين بهذا المرض، مع احتياج المريض للخضوع لبرنامج علاجي مكثف بالمضادات الحيوية لمدة 3 أشهر.
الأضرار الاقتصادية لـ”البروسيلا”
لفت “شريف” إلى خطورة عدوى الإصابة بـ”البروسيلا” والمتمثلة في تركز إصاباتها بالفئة العمرية ما بين 25 إلى 40 عامًا، والتي تشكل السواد الأعظم من قوة الأيدي العاملة بأي دولة على مستوى العالم، والتي يؤثر فقدانها بالسلب على معدلات الإنتاجية والاقتصاد بشكل عام.
السل البقري
أكد خبير الإنتاج الحيواني على مخاطر انتقال عدوى الإصابة بمرض “السل البقري”، موضحًا أن هذا المرض متوطن بـ192 دولة من أصل 210 دولة على مستوى العالم، ما يوضح حجم خطورته على الإنسان، نظرًا لتركز الإصابة في “الرئة”، وعدم ظهور مؤشرات وأعراض الإصابة إلا في مراحلها الأخيرة، ما يصعب من إمكانية العلاج، الذي يحتاج لفترة زمنية طويلة، حال تشخيصه في وقت مبكر، مع فقدان المريض لوزنه بشكل ملحوظ، وإصابته بضعف وخمول عام.
مخاطر وطرق انتقال عدوى الإصابة بـ”السعار”
حذر “شريف” من مخاطر التعامل غير المسؤول مع الحيوانات المصابة بـ”السعار”، موضحًا أن عدوى الإصابة تنتقل بين الحيوانات، بسبب إلقاء الحيوانات النافقة نتيجة هذا المرض بالمصارف والترع وعلى حواف الحقول، ما يعزز فرص انتقال العدوى إلى الحيوانات السليمة، ومنها إلى الإنسان عن طريق اللعاب أو العض، مؤكدًا أن السعار يؤدي لوفاة 95% من البشر المصابين.
وسلط خبير الإنتاج الحيواني الضوء على بعض أسباب انتقال عدوى السعار، موضحًا أنه ينتقل عن طريق اللعاب، حال ملامسته لأي جروح ظاهرية على جسم الإنسان، عند التعامل المباشر بين الإنسان والحيوان المصاب، سواء الأبقار أو الجاموس.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
قواعد واشتراطات استخدام بنجر العلف بمشروعات الإنتاج الحيواني و17 ميزة اقتصادية
كسب المورينجا.. استخداماته وفوائده لمشروعات الإنتاج الحيواني والألبان