الأمراض الفسيولوجية هي حزمة من الأعراض والتغيرات التي تطرأ على النبات، ويترتب عليها فقدان جزء كبير منه، دون وجود العائل أو المُسبب المرضي المُعتاد أو المُتعارف عليه، فيما تقف الظروف المحيطة خلف أي خلل غير طبيعي، ما يستدعي إلقاء المزيد من الضوء على هذا الملف، والإنصات إلى رأي المُتخصصين، لمعرفة سُبل التعامل معها والتغلب عليها، وتقليل هامش الخسائر المتوقعة الناتجة عنها.
وخلال حلولها ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، ألقت الدكتورة هيام عبد الفتاح – أستاذ فسيولوجيا النبات المُساعد بقسم النبات، التابع للمركز القومي للبحوث – الضوء على ملف الأمراض الفسيولوجية التي تصيب النبات، للتعريف
تعريف الأمراض الفسيولوجية
في البداية عرفت الدكتورة هيام عبد الفتاح مصطلح الأمراض الفسيولوجية بأنها عبارة عن حزمة من الأعراض والتحولات المرضية، التي تطرأ على النبات نتيجة تأثره بعوامل بيئية خارجية غير مرغوب فيها.
ولفتت “عبد الفتاح” إلى وجود العديد من أوجه الشبه بين الأمراض الفسيولوجية، وغيرها من الإصابات والأعراض، المُتعارف عليها لدى قطاع عريض من المُزارعين، ما يتسبب في حدوث خلط كبير، قد يؤدي لاستخدام العلاجات الخاطئة، أو اللجوء إلى بعض الممارسات غير الصحيحة، التي تؤدي لتفاقم المشكلة الأساسية.
الأمراض الفسيولوجية.. فوارق مميزة
ميزت أستاذ المركز القومي للبحوث بين باقي الإصابات المعروفة والأمراض الفسيولوجية، بأن الأخيرة غير مُعدية، بمعنى أنها لا تنتقل من النبات المُصاب إلى السليم، وفقًا للمتعارف عليه في مثل هذه الأمور.
وأوضحت أنه من الدارج بالنسبة للمتخصصين تسمية هذه الإصابات الفسيولوجية بـ”الأمراض البيئية”، نظرًا لتحمل العوامل الخارجية والظروف المُحيطة لجانب كبير من مسؤولية هذه الاضطرابات التي تُصيب النبات وتؤثر على مُعدلات نموه وإثماره بالسلب.
موضوعات قد تهمك:
مكافحة حشائش الأرز.. أبرز الأخطاء الشائعة وبدائل العلاج المُتاحة
برامج مكافحة دودة الحشد.. مراحل وطرق تنفيذها وآلات الرش الموصى بها
الأمراض الفسيولوجية وعلاقتها بـ”ثاني أكسيد الكبريت”
ضربت الدكتورة هيام عبد الفتاح المثل بتركيبة الهواء التي تتكون من 78% نيتروجين، 21 أكسجين، 0.9% أرجون وأوزون وثاني أكسيد كربون وبعض الغازات النادرة الأخرى، لافتةً إلى أن أي تغيير يطرأ على هذه التركيبة المثالية، يتم تشخيصه بأنه عبارة عن “تلوث”، يؤثر بالتبعية في نظم حياة النباتات بالسلب.
ولفتت إلى حزمة الآثار السلبية الناتجة عن تغير بعض مكونات البيئة الخارجية المُحيطة بالنبات، مثل زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكبريت في الهواء، وبالأخص في المناطق الصناعية، مُشيرةً إلى أنه هذا الغاز يتحد مع بخار الماء، لينشأ عنهما مركب ثالث غير محسوس بالنسبة للمُزارع وهو “حمض الكبريتيك”، والذي يؤدي لتدمير مادة الكلوروفيل، التي تُمثل أصل الحياة والنمو بالنسبة لغالبية النباتات والمحاصيل الزراعية، حال تكثفه ونزوله للأرض مرة أخرى.
إقرأ أيضًا:
دودة الحشد الخريفية.. استراتيجية الهجوم وأنماط الإصابة والتوقيت الأمثل لبرامج المكافحة
زراعة الأرز.. توصيات طريقتي “البدار” و”البذور الجافة” وخطة مكافحة الحشائش
تأثير تغير تركيبة الهواء وزيادة نسبة الأوزون على النبات
قدمت الدكتورة هيام عبد الفتاح نموذجًا آخر من الأمراض الفسيولوجية الناجمة عن تغير تركيبة الهواء في البيئة المُحيطة بالنبات، مثل زيادة غاز الأوزون عن النسب الطبيعية نتيجة إتحاده مع أكاسيد النيتروجين، وهي الزيادة التي تؤدي للقضاء على مادة الكلوروفيل، والإضرار بالنباتات والمحاصيل الزراعية بشكل كبير.
البرق وآثاره السلبية على المحصول
انتقلت الدكتورة هيام عبد الفتاح إلى نمط آخر من الأمراض الفسيولوجية الناجمة عن ظواهر جوية أو مُناخية مثل البرق، ما يترتب عليه وجود شُحنات كهربائية غير طبيعية، تتسع وتزداد شدة تأثيرها وضررها، حال وجود مياه أمطار أو ندى، وتظهر تبعاته بعد مرور فترة زمنية قد لا تتجاوز السبعة أيام، بفقد جانب كبير من المحصول والنباتات في محيط منطقة الإصابة.
لا تفوتك مشاهدة هذا الفيديو:
محصول القطن.. المعاملات الصحيحة وأسباب تغيير مسميات الأصناف