الأقحوان يحتمل أن يكون الموطن الأصلى لهذا النبات سواحل البحر الأبيض المتوسط فى كل من أفريقيا وأوربا، وقد انتشرت زراعته فى معظم بقاع العالم خاصة المناطق المعتدلة حرارياً، وأصبحت أسبانيا والولايات المتحدة من أكبر الدول المنتجة لأزهاره يليها هولندا ومصر والمجر والمغرب وإيطاليا ثم فرنسا.
وكان يزرع فى مصر كنبات تنسيق واتجهت زراعته حديثاً كنبات طبى فى محافظتى القليوبية والفيوم.
نبات الأقحوان من النباتات التى تنمو بغزارة خلال شهور الشتاء المنخفض الحرارة، كما أنه يتحمل الحرارة المرتفعة صيفاً ويتحمل ايضاً درجات مختلفة من الجفاف لفترات محدودة ولكن هذا يعطى نمواً ضعيفاً وأزهار صغيرة باهتة اللون.
تجود زراعته فى معظم أنواع الأراضى وخاصة الثقيلة والصفراء الخفيفة، ويتحمل النبات الزراعة فى الأراضى الحامضية بدرجة ملحوظة، ولا يتحمل الملوحة عند 0.2 ملليموز.
الوصف النباتى لنبات الأقحوان
نباتات عشبية حولية صغيرة الحجم لأنها تتكون فى صورة متجمعة ورقيا وليس لها ساق إلا بعد أن تمر بفترة النمو الخضرى، يصل ارتفاعها إلى 50سم فأكثر، وتخرج الأوراق عند اتصال الساق بالجذر.
الأوراق جالسة بسيطة ملعقية الشكل ومستطيلة يصل طولها 10-20سم وعرضها 2- 3.5 سم، لونها أخضر داكن، ناعمة الملمس وحافتها كاملة أو مسننة قليلاً.
الأزهار فى نورات مركبة (هامة أو رأسية) ذات محور رئيسى ينتهى بقرص مستدير قطره 3- 5 سم ويوجد على حوافه الخارجية عدداً يصل إلى 20- 25 من الزهيرات الشعاعية ذات اللون البرتقالى أو البرتقالى المحمر.
بينما الزهيرات الأنبوبية أو القرصية تتركز فى الداخل وأعدادها كبيرة جداً، لونها أصفر غامق، وقد يحاط القرص من الداخل بعدة قنابات خضراء اللون تعرف بالقلافات والنورات منها المفرد ومنها المجوز (أى تكون الأزهار الشعاعية فى محيط زهرى واحد أى على صف واحد و هى المفرد, أو أن الأزهار المجوز تحتوى على أكثر من محيطين زهريين قد يصل إلى 3- 13 محيط)، و الأزهار محمولة على حامل متوسط الطول. وتحتوى الثمار على بذور طويلة مجعدة لونها أصفر رمادى.
المكونات الفعالة لـ الأقحوان
تحتوى أزهار الأقحوان ذات اللون الأصفر على نسبة بسيطة من البيتا كاروتين β-carotene (70 مجم/جم مادة جافة)، بينما الازهار البرتقالية مرتفعة النسبة منه تصل الى 86 مجم/جم مادة جافة).
كما تحتوى النورات على كميات قليلة من الزيت الطيار ومادة مرة تسمى الكلانديولين Clandulin وهى مادة عديمة الطعم.
الاستخدامات والفوائد الطبية لنبات الأقحوان
منقوع الأزهار فى الماء الساخن يستعمل كمشروب يساعد على سرعة ظهور الطفح الجلدى الخاص بمرض الحصبة فى علاج قروح الفم واللثة والبلعوم والمرئ وعلاج النزلات المعوية الخفيفة ولطرد الديدان الإسطوانية، حمام مائى لمعالجة قروح الأرجل وبعض أنواع الإلتهابات الجلدية والحروق والجروح والكدمات ولمنع الغرغرينا، غسول لعلاج احتقان الجفون صباحاً ومساءً، تفتيت الحصى ومدر للبول ومجهض ويشفى من الاستسقاء وطارد للغازات.
كما تستخدم بتلات الأزهار كشاى مفيد فى تنشيط الدورة الدموية مع سرعة تدفق الدم فى الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية مما يساعد على سرعة وسهولة امتصاص الدم المحبوس فى العضلات نتيجة الإصابة بالكدمات والجروح والإكزيما الجافة. و كمادة ملونة فى منتجات الألبان (الجبن والزبد) ليعطى لوناً أصفر برتقالى.
أيضا تضاف إلى عليقة الطيور المنزلية و خاصة الدواجن لزيادة كمية الدهون فى أجسامها وتلوين الجلد الخارجى والدهن باللون الأصفر الكهرمانى لتحسين صفات اللحم مصحوباً بارتفاع وزنها النهائى خاصة دواجن التسمين وإنتاج اللحم وذلك لزيادة معدل تكوين فيتامين (أ) من البيتا كاروتين المركز فى النورات الزهرية.
وكذلك تضاف للدواجن البياضة لزيادة انتاجية البيض حيث تتحسن صفات البيضة من كبر حجمها وثقل فى وزنها، مع زيادة تلوين صفار البيض باللون الأصفر البرتقالى الداكن. الى جانب أنها تضاف للحساء كمادة ملونة صفراء. وتحتوى النورات على صبغات طبيعية تستخدم فى مستحضرات التجميل، وتحتوى أيضاً على بروتين لذلك تستخدم فى عمل شامبوهات الأطفال.
الكلانديولين يذوب فى الدهن لذلك عند استعماله لتلوين العجائن فلابد أولاً ان يتم غليه فى اللبن. وتستخدم الأزهار الشعاعية الجافة فى غش عقار الزعفران.
المستخلص الفيثانولى للأزهار له تأثير مبيد للقواقع. والمستخلص الخام أدى إلى إبادة النيماتودا بمعدل 70- 80%، كما أن المستخلص المائى لأوراق الأقحوان ثبط فقس البيض. أماالمستخلص الكحولى للأزهار يستخدم كمضاد للبكتريا والإلتهابات.
العمليات الزراعية لزراعة الأقحوان
- التكاثر وميعاد الزراعة لـ الأقحوان
يزرع بالبذور فى المشتل من نصف أغسطس و تنقل الشتلات فى أواخر سبتمبر.
- كمية التقاوى
يحتاج الفدان إلى 1- 1.5كجم بذور تزرع فى مساحة ½ قيراط لتعطى من 20- 25 ألف شتلة، و يجب أن تكون البذور خالية من الآفات و الحشرات و مطابقة للنوع و الصنف، و لا تزيد فترة تخزينها عن 3 سنوات مأخوذة من نباتات قوية النمو كبيرة الأزهار.
- تجهيز أرض المشتل
تحرث الأرض ويضاف إليها ½ م 3 السماد العضوى القديم والمتحلل مع 6 كجم السوبر فوسفات كالسيوم ، 4 كجم سلفات نوشادر ، 2 كجم سلفات كالسيوم للمساحة ½ قيراط ، ثم تزحف وتسوى وتنعم وتقسم لأحواض مساحتها (1×2م) أو (1×3م)، ويمكن عمل خطوط داخل الأحواض لزراعة البذور على جانبيها، ويراعى حماية المشتل من أشعة الشمس بالتغطية بالسيران أو بعمل دروة وذلك حتى الإنبات.
تزرع البذور سراً فى سطور على مسافة 15-20سم بين السطور، ثم يوالى المشتل بالرى حتى الإنبات ثم تتباعد فترات الرى، ثم يمنع الرى قبل نقل الشتلات بأسبوعين.
ويراعى خلو الشتلات من الإصابة الحشرية خاصة دودة ورق القطن ومقاومتها بمجرد ظهورها.
كما يلاحظ أن الضوء ليس ضرورياً لنمو البذور وإنباتها، ويكون الإنبات أفضل فى درجة حرارة 20- 30˚م.
- الزراعة فى الأرض المستديمة
قبل الحرث فى الاراضى القديمة يضاف السماد البلدى القديم المتحلل بمعدل 15-20 م3 / فدان ثم تسوى الأرض ، ثم ينثر السماد سوبر فوسفات كالسيوم بمعدل 200- 300كجم مع اضافة50كجم كبريت زراعى/ فدان وتخطط بمعدل 12 خط / قصبتين على ان تزداد فى الاراضى الجديدة لتصل الى 20-25 م3 سماد بلدى متحلل + 300 – 400كجم سوبر فوسفات كالسيوم+ 100كجم كبريت زراعى/ فدان..
تزرع الشتلات فى وجود الماء على مسافة 25-30سم بين النباتات فى الثلث العلوى من الخط، و بعد 3-5 أيام تروى النباتات تجرية، ثم ينظم الرى كل 15-20 يوم.
اما فى الاراضى الجديدة تفرد الخراطيم على مسافة 70- 90سم ثم تروى الأرض لمدة ساعتين، ثم تزرع الشتلات على جانبى الخرطوم بينهما 10- 15سم، و تكون المسافة بين النباتات على طول الخط 25-30سم، ثم تروى الأرض بمعدل 1-2 ساعة يومياً صباحاً ومساءً حتى نجاح الشتلات، ثم ينظم الرى بعد ذلك ساعتين كل 3-5 أيام.
- الترقيع
ويراعى الترقيع بعد اسبوعين من الزراعة بشتلات من نفس المصدر وذلك فى وجود الماء، مع مداومة مقاومة الحشائش بالعزيق المستمر وترديم التربة حول النباتات.
- التسميد في الأقحوان
فى الاراضى القديمة يحتاج الفدان إلى300كجم سلفات نشادر تضاف على ثلاث دفعات، الأولى بعد شهر من الزراعة والباقى بعد 30- 45 يوم فى كل مرة. كما يحتاج الفدان إلى 100كجم سلفات بوتاسيوم تقسم على دفعتين تضافا مع الدفعة الأولى و الثانية للسماد الآزوتى، ويتم إضافة الأسمدة تكبيشاً حول النبات ثم يتم ريها مباشرةً.
أما فى الأراضى الجديدة تزداد كمية السماد الآزوتى إلى 450كجم/فدان (وتتم أول إضافة بعد شهر من الزراعة) وتضاف على دفعات بمعدل 50كجم لكل دفعة كل أسبوع، وتضاف مع ماء الرى بالتنقيط حيث يتم رى النباتات لمدة ساعة ونصف ثم يضاف السماد فى النصف ساعة الأخيرة ثم يستمر الرى لمدة ربع ساعة أخرى لإنزال ما تبقى من السماد داخل الخراطيم إلى الأرض.
يتم إضافة السماد البوتاسى بمعدل 150كجم/ فدان على دفعات بمعدل 25كجم للدفعة يبدأ إضافتها مع الدفعة الرابعة من السماد الآزوتى.
يفضل إضافة100كجم سلفات نشادر+ 50كجم سلفات بوتاسيوم/فدان خلال قطف الأزهار
كما ينصح بإضافة العناصر النادرة مثل الماغنسيوم والكوبالت والبورون والزنك والنحاس والموليبدنوم عدا المنجنيز، إما منفردة أو متجمعة فى صورة محلول رش ورقى. فالماغنسيوم و الكوبالت يعملان على كبر حجم النورات وزيادة نسبة المواد الكاروتينية، أما النحاس فيعمل على تكوين النورات الزهرية وتحسين صفاتها الطبيعية.
جمع الأقحوان
يبدأ الإزهار في الأقحوان خلال شهر ديسمبر ويتم جمع النورات الزهرية عند التفتح الكامل وقبل تكوين البذور وذلك خلال اليوم من الصباح حتى المساء، والنورات لا تتفتح فى وقت واحد على نفس النبات لذلك يتم الجمع كل 5 -6 أيام، ويستمر حتى نهاية موسم التزهير فى شهر مايو، مع مراعاة العناية بالرى أثناء الجمع ومقاومة الإصابات الحشرية إن وجدت.
تنقل أزهار الأقحوان مباشرة إلى مناشر مغطاة للتجفيف، و يراعى أن تكون الأزهار بسمك لا يزيد عن 10سم فى المنشر حتى لا تتعفن و يسهل تقليبها مرتين يومياً لتحتفظ الأزهار الشعاعية بألوانها الطبيعية ولا تتحول إلى اللون البنى أو تنفرط الأزهار الشعاعية من النورة، و تستمر عملية التجفيف عدة أيام (5-7 أيام) حتى تصبح جافة تماماً.
تعبأ الأزهار الجافة فى كراتين خاصة من الورق المقوى وتغلق باحكام، وتخزن فى مخزن جيد التهوية بعيداً عن الرطوبة.
إنتاجية فدان الأقحوان
يعطى الفدان 1-1.25 طن نورات جافة طبيعياً.
الآفات والامراض:
- الحفار:
يصيب البادرات فى المشتل و يتغذى على جذورها مما يسبب موت الكثير منها، وتزداد الإصابة مع الإسراف فى التسميد الآزوتى.
ويتم العلاج باستخدام طعم قليل السمية (ربع لتر ملاثيون+ 15كجم جريش ذرة أو سرس أرز + 20 لتر ماء+ 1كجم شبة مجروش يذاب فى قليل من الماء) كما يمكن إضافة القليل من العسل الأسود ليساعد على التخمر لجذب الحشرات، ثم ينثر الطعم بين النباتات قبل الغروب و بعد ريه على الحامى.
- الديدان القارضة:
تهاجم النباتات فى المشتل وفى الأراضى المستديمة مسببة موت نسبة عالية من النباتات مما يستدعى إجراء عملية الترقيع.
تكافح باستخدام الطعوم قليلة السمية مثل الحفار مع عدم إضافة العسل الأسود، ثم يضاف تكبيشاً أسفل النباتات فى أى وقت بعد ريه على الحامى.
- الذبابة البيضاء و المن و بق النباتات:
تصيب النباتات خلال الفترة من أواخر سبتمبر وحتى نهاية نوفمبربدرجات متفاوتة، وتتم المقاومة بالرش بأى من الآتى:
- البيوفلاى 300جم/ 100 لتر ماء رشتين متتاليتين.
- الصابون السائل بمعدل نصف لتر/ 100 لتر ماء.
- زيت معدنى (سوبر مصرونا أو KZ) بمعدل 1 لتر / 100 لتر ماء.
- دودة ورق القطن و الديدان النصف قياسة و الدودة الخضراء:
تصيب النباتات خلال شهرى أكتوبر و نوفمبر، و تكافح باستخدام المبيدات البكتيرية مثل:
- دايبل2X بمعدل 250جم/ 100 لتر ماء.
- أجرين بمعدل 250جم/ 100 لتر ماء.
- كما يمكن استخدام الزيت المعدنى بمعدل 1 لتر/ 100 لتر ماء للديدان بعد الفقس.
- البياض الدقيقى:
ينتقل هذا المرض عن طريق الهواء و يقاوم بالرش بالآتى:
– الكبريت الميكرونى بمعدل 250جم/ 100 لتر ماء ثلاث رشات كل 7- 10 أيام.
- المركب الحيوى أكيوتن 10 AQ بمعدل 6جم/ 100 لتر ماء 2-3 رشات حسب شدة الإصابة.
مقال
الأقحوان
اعداد
أ.د. شادية قطب أحمد
رئيس بحوث قسم النباتات الطبية والعطرية
اقرأ أيضا
تعرف على كيفية جمع و حصاد النباتات الطبية والعطرية
النباتات الطبية .. استشاري يوضح 9 طرق لاستخدامها
النباتات الطبية .. استشاري يوضح 26 نصيحة للعلاج بها
لا يفوتك