الأغذية الوظيفية أو الأطعمة الوظيفية “Functional Food” كما تعرف اصطلاحًا، تمثل أحدث الاتجاهات في مجال التغذية والطب، ولا تتوقف أهمية المواد الغذائية على العناصر الغذائية الرئيسية للجسم فقط، وإنما تمتد أثرها ومفعولها لما هو أبعد من ذلك، نظرًا لفوائد الصحية والعلاجية والوظيفة الوقائية أو العلاجية التي تقوم بها.
الأغذية الوظيفية لها فوائد صحية وعلاجية، علاوة على ما تحويه من المكملات الغذائية أو بعض المكونات الإضافية الأخرى، والتي تساعد على تحسين الصحة العامة للإنسان عند استهلاكها بشكل منتظم، ضمن البرنامج والنظام الغذائي اليومي.
تساعد الأطعمة الوظيفية تساعد على تقليل سوء التغذية وتعزيز النمو السليم وحماية الجسم من الأمراض، وتعتمد خصائصها على المركبات الموجودة بها، سواء بشكل طبيعي، أو المضافة أثناء التحضير والمعالجة، مثل البروبيوتيك ومضادات الأكسدة والألياف الغذائية والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.
الأغذية الوظيفية
أقسامها وفوائدها الصحية
تقسم “الأغذية الوظيفية” إلى نوعين رئيسيين “طبيعية، ومصنعة”، وتتميز الأولى بأنها تحتوي على العديد من المغذيات بالإضافة لفوائدها الطبية، وأبرزها على سبيل المثال بعض الفواكة كـ(التفاح، البرتقال، التوت، الموز)، والخضروات (السبانخ، البروكلى، القرنبيط)، والبذور (الشيا، القطونة، الكتان)، والبقوليات (الشوفان، الأرز البنى، الشعير)، والمكسرات (اللوز، الفستق، الكاجو)، والمأكولات البحرية، والأعشاب والتوابل (القرفة، الكركم، الزنجبيل)، وغيرهم.
وبالنسبة للأغذية الوظيفية المصنعة، ويقصد بها الأغذية التي تتم معالجتها وتدعيمها ببعض الإضافات (الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف الغذائية) لزيادة فوائدها الصحية، ومن أمثلتها منتجات وبدائل الحليب المدعمة والحبوب المدعمة فى بعض المنتجات مثل الخبز والمكرونة.
وينتشر استخدام الأغذية الوظيفية في المجال الصحي والعلاجي بصورة كبيرة في الأونة الأخيرة، حيث يتم تناول الأغذية المدعمة بالفيتامينات والمعادن كـ”الكالسيوم” للحفاظ على صحة العظام، و”الألياف” مثل “الحبوب الكاملة”، كأغذية وظيفية للتحكم فى مستوى السكر فى الدم، والسمنة، وأمراض القلب، والحماية من أمراض سوء الهضم.
تعد حبوب الشوفان من أشهر نماذج الأطعمة الوظيفية التي تحتوي على “ألياف البيتاجلوكان”، والتي تقوم بالعديد من الأدوار والمهام العلاجية، وفي مقدمتها “تقليل الالتهابات، وتحسين المناعة، وخفض مستوى الكوليسترول في الدم، وبالتالى الحفاظ على صحة القلب.
وتنضوي الخضروات والفواكة ومنتجات النحل إلى ذات القائمة بسبب أدوارها الوظيفية، لأنها من أهم مصادر المركبات الفينولية كـ”مضادات أكسدة”، والتى تساعد على حماية القلب والوقاية من الأمراض، مثل السرطان ومرض السكرى.
وتشمل القائمة أيضًا “المكسرات”، وتعد أحد المصادر الغنية بالمركبات الفينولية والفلافونويد والإيسوفلافونويد والفيتوستيرول وحمض الفايتيك، ولها دور وظيفي في خفض نسبة الدهون في الدم، وحماية القلب والأوعية الدموية.
ومن أشهر المنتجات الغذائية الأخرى، التي يتم تصنيفها ضمن الأطعمة الوظيفية، مثل المواد القابلة للدهن، التي تحتوي على زيت الكاميلينا، باعتباره مصدرًا جيدًا لأوميجا ٣، والبيض المخفض للكوليسترول، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والأغذية المدعمة بالأحماض الدهنية، مثل “أوميجا ٣، ڤيتامين ب ١٢، الحديد، الكالسيوم، الزنك”، لها دور مهم فى نمو وتطور الجسم.
جدير بالذكر، أن الأغذية الوظيفية يتم تناولها في شكل أطعمة أو مشروبات، أما إذا تم استهلاك المكونات الغذائية على هيئة حبوب أو أكياس أو كبسولات أو غيرها، ففي هذه الحالة تعتبر مكملات غذائية.
ويساهم استهلاك الأطعمة الوظيفية جزئيا في تقليل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض، كأحد أسباب الوقاية، ما يحتم إدراجها ضمن النمط الغذائي لحياة صحية، بالتوافق مع ممارسة الرياضة، والنوم الكافي، وتجنب التدخين والوزن الزائد.
ومن الممكن أن تصبح الأغذية الوظيفية سببا فى بعض المشكلات الصحية إذا تم تناولها بكميات كبيرة ودون اتباع التعليمات الطبية وإذا لم يتم الفصل بين تناولها وتناول بعض الأدوية بوقت كافى، وذلك لامكانية حدوث بعض التداخلات مع بعض الأدوية خاصة عند كبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة، والأطفال.
د. أسماء محمد شبل مرعي
باحث – معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية
لا تفوت مشاهدة هذه الحلقة..
موضوعات قد تهمك..
محاذير واشتراطات حفظ الأطعمة داخل العبوات والأكياس البلاستيكية
التغذية الصحية في الصيف.. د.ناهد لطفي توضحها
غش المأكولات البحرية .. باحثة توضح أبرز 6 طرق شائعة والمخاطر الصحية