الأعلاف الخضراء واحدة من الخيارات الجيدة لمُزارعي المحاصيل الاستراتيجية الهامة مثل القمح، نظرًا لإسهاماتها العديدة والإيجابية في تحقيق حزمة من الأهداف والمكاسب الاقتصادية، والتي تحتاج لتسليط المزيد من الضوء عليها، والاستماع إلى رأي الخبراء والمُتخصصين، لمزيد من التوعية بأهميتها ودورها الفاعل في زيادة الربحية والعوائد المُتوقعة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مصطفى عبد الجواد – أستاذ معهد المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف الأعلاف الخضراء وأهميتها الاقتصادية، ودورها الإيجابي بالنسبة للنشاط الزراعي والمُزارعين بالشرح والتحليل.
الأعلاف الخضراء.. “هبة ربانية” لا مثيل لها
في البداية أكد الدكتور مصطفى عبد الجواد أن الأعلاف الخضراء مُستمرة ومُتواجدة على مدار العام، وطوال الموسم الزراعي بخلاف المحاصيل التقليدية المُعتادة، التي ترتبط بفصل أو فترة زمنية مُحددة.
وسلط أستاذ معهد المحاصيل الحقلية الضوء على المزايا الاقتصادية لـ”الأعلاف الخضراء”، والتي أطلق عليها مصطلح “الكنوز الخضراء”، نظرًا لعوائدها وقصر فترة زراعتها والتي لا تتجاوز الـ40 يومًا، ما يجعلها في مُقدمة اهتمامات المُزارعين، ضاربًا المثل بـ”البرسيم” الذي تتم “الحشة الأولى له” بعد 40 يومًا، ليتوالى الحصاد عدة مرات بعدها.
موضوعات قد تهمك
“الجبرلين”.. تأثير انخفاض معدلاته على “العقد والتزهير” ومحاذير وضوابط استخدامه
منظمات النمو والهرمونات.. أبرز الفوارق بينها ودورها في مقاومة التغيرات المناخية
مزايا الأعلاف الخضراء
وأوضح أن عوامل تفوقها لا تقتصر على قِصر دورتها الزراعية فقط، وإنما تمتد لما تُسهم به من خدمات جليلة في تحسين مستوى التربة، ورفع مستوى جودة المحاصيل الزراعية التالية لها، بما يُدعم أهمية التوسع فيها، وزيادة الاهتمام بها.
وعدد الدكتور مصطفى عبد الجواد مزايا الأعلاف الخضراء، والتي لا يمكن حصرها في نقاط مُحددة، وإن كانت السمات البارزة لها تتمثل في التالي:
1. عدم إصابتها بالأمراض “البكتيرية أو الفطرية أو الحشرية”
2. درجة استساغتها عالية جدًا
3. خالية من المواد السامة
4. إعادة النمو فيها أسرع من باقي الحاصلات التقليدية
5. دورتها الزراعية لا تتعدى الـ45 يومًا
مكاسب اقتصادية لـ”كبار وصغار” المُزارعين
لفت إلى أن الأعلاف الخضراء واحدة من الكنوز التي وهبها الله لـ”صغار وكبار” المُزارعين على حد سواء، موضحًا أن فوائدها بالنسبة للشريحة الأولى، تتمثل في الاكتفاء بها دون الحاجة للاعتماد على المُركبات العلفية عالية التركيز، فيما يستفيد منها الطرف الثاني من المُعادلة “كبار المُزارعين” عن طريق دمجها مع باقي المُركبات المُتعارف عليها، بما يُخفض من سقف وقيمة نفقات ومُدخلات النشاط، والتي تُترجم إلى زيادة حجم الربحية بحلول نهاية الموسم.
إقرأ أيضًا
الزراعة التعاقدية.. انعكاساتها على “الحيازات الزراعية” ومنظومة الري الحديث
فطام القطن وشكائر الأسمدة.. أبرز الأخطاء الشائعة قبل الجني وبعد الحصاد
زيادة إنتاجية القمح بـ”العلف الأخضر”
قدم الدكتور مصطفى عبد الجواد طُرقًا جديدة للاستفادة من الأعلاف الخضراء في زيادة إنتاجية بعض المحاصيل الاستراتيجية، موضحًا أنه يُمكن استغلالها خلال فترة الـ70 يومًا الفاصلة بين زراعة المحاصيل المبكرة – الأرز والذرة على سبيل المثال – وبين القمح.
وأوضح أن نجاح هذه الفكرة يعتمد على زراعة بعض الأعلاف الخضراء كـ”البرسيم الفحل”، بعد انتهاء موسم الذرة أو الأرز، وقبل زراعة القمح، مُعددًا مكاسب هذه الخطوة والتي يُمكن إيجازها في النقاط التالية:
1. تطهير التربة
2. رفع نسبة خصوبة التربة
3. الحصول على 25 طن علف أخضر/للفدان، والتي يُمكن تحويلها إلى 5 طن علف جاف “دريس”
4. هذه التقنية تُسهم في مُضاعفة حجم إنتاجية القمح المزروع بعد البرسيم بما يُعادل من 2 إلى 4 إردب للفدان
التوقيت المثالي لزراعة “الأعلاف الخضراء”
أكد أستاذ معهد المحاصيل الحقلية أن الموعد الأمثل والتوقيت المُناسب لزراعة البرسيم الفحل، هو خلال الفترة من 20 أغسطس وحتى 15 سبتمبر، موضحًا أن فترة السبعين يومًا الفاصلة بين توقيت زراعة القمح “من 20 نوفمبر إلى نهاية الشهر، تتيح الفرصة للحصول على الحشة الأولى وإنتاج جيد من الأعلاف الخضراء.
شاهد