الأشجار الخشبية واحدة من ركائز إحداث التوازن البيئي المطلوب، وعامل هام ومؤثر في امتصاص الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما يعزز خطط الاهتمام بها، والتشجيع على زراعتها في غالبية دول العالم، لتقليل التداعيات السلبية الناجمة التغيرات المناخية.
وخلال حلولها ضيفةً على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناولت الدكتورة مها فاروق – رئيس قسم بحوث الغابات والأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين، مركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
اقتصاديات الاستثمار في الأشجار الخشبية
في البداية تحدثت الدكتورة مها فاروق عن اقتصاديات الاستثمار في زراعة الأشجار الخشبية، مؤكدةً أنها تمثل سوقًا ضخمة، يتزايد الطلب العالمي عليها، بالإضافة لتعدد أوجه الاستفادة منها، والصناعات القائمة عليها.
وأوضحت “فاروق” أن جانب كبير من المواد الفعالة الطبية والدوائية، يتم استخلاصها من الأشجار الخشبية، ما يضاعف من الطب عليها، ويعزز من قيمتها الاقتصادية، علاوة على الصناعات الأخرى القائمة على المواد غير الخشبية وأبرزها “الورق، وعجائن الورق”.
ولفتت “فاروق” إلى تزايد الاعتماد على الأخشاب المحلية، والتي تضاعفت في ظل أزمة الدولار، ونقص عمليات الاستيراد من الخارج، مؤكدةً أن البعض حقق مكاسب اقتصادية مجزية من أشجار استخدام أشجار “الكافور الليموني” و”الحور”.
شجرة الكازوينا “صديق الفلاح”
وكشفت عن جانب آخر من فوائد أشجار “الكازورينا”، والتي يتم الاعتماد عليها في مجال صناعة “السنادات”، المستخدمة في مزارع العنب والموز، موضحةً أن العاملين في هذا المجال، يقومون ببيعها بـ”العود الواحد”، ما يحقق لهم مكاسب مجزية سنويًا.
مخاطر زراعة الأشجار المثمرة على الطرق
وردت رئيس قسم الغابات والأشجار الخشبية، على المطالبات التي يدعو إليها البعض بزراعة الطرق المرورية بالأشجار المثمرة، لتوفير مساحات إضافية لبعض المحاصيل، وتقليل الفجوة الغذائية فيها، مؤكدةً أنت مثل هذه الدعاوي غالبًا ما ينادي بها “غير المتخصصين”، دون دراية بعواقبها الصحية.
وكشفت “فاروق” عن نتائج عدة أبحاث تم إجراؤها بواسطة معهد بحوث البساتين، على الصفوف الأولى للمزارع القريبة من الطرق المرورية، والتي أكدت على ارتفاع نسبة التلوث فيها، نتيجة تعرضها للأتربة والأدخنة وعوادم السيارات، ما يعزز فرص احتوائها على “الرصاص” بنسب كبيرة، ويضاعف من مخاطرها الصحية على المواطنين.
وأكدت أن فرص نجاح زراعة الأشجار المثمرة على الطرق المرورية تكاد تكون شبه معدومة، نظرًا لاحتياجاها لتطبيق حزمة من البرامج والمعاملات، التي يصعب تنفيذها ومتابعتها في مثل هذه المناطق، ضاربة المثل، بصعوبة إجراءات معاملات المكافحة بالمبيدات الكيميائية في الأماكن العامة، لما لها من مخاطر صحية على المواطنين.
فوائد بيئية
وتطرقت “فاروق” إلى الفوائد البيئية المتحققة حال زراعة الأشجار الخشبية على الطرق المرورية، موضحةً أنها تقلص من نسب تواجد الشوائب العالقة في الجو، الناتجة من عوادم السيارات وأدخنة المصانع، والتي يترواح قطرها بين 2.5 إلى 10 ميكرون، والتي تمثل أحد الأسباب المباشرة للوفاة المبكرة والسكتات الدماغية، حال وصولها إلى الجهاز التنفسي في الجهاز مجرى الدم، وفقًا ما أكدته أحدث الأبحاث العلمية في هذا الشأن.
شجرة السرسوع
ودللت على المكاسب الاقتصادية التي يمكن تحقيقها، بتجربة زراعة أشجار “السرسوع” على كورنيش النيل، مؤكدةً اعتماد الكثير من قرى الصعيد عليها في صناعة الأواني والهدايا الخشبية، التي يتزايد حجم الطلب عليها في المنافذ التصديرية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
مستقبل زراعة الغابات والأشجار الخشبية في مصر
موضوعات قد تهمك..
مخلفات دودة القز والعذراوات.. 4 مكاسب اقتصادية من إعادة تدويرها كـ”علائق”
بدائل الأعلاف.. 3 فوائد مباشرة لاستخدام “أوراق التوت” كعلائق للدواجن
أوراق التوت.. نتائج مذهلة لاستخدامها كعلائق للماعز والجديان