الأسمدة الزراعية واحدة من الركائز الأساسية لعملية الزراعة، ونجاحها مرهون بدرجىة الالتزام بعدة اشتراطات ومعايير علمية، وهي المسألة التي تنعكس في النهاية “سلبًا وإيجابًا” على حجم الحصاد ونسب ومُعدلات الجودة المُتوقعة، ما يستدعي تسليط المزيد من الضوء، والاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين في هذا الملف الشائك.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة آيات محمود السيد – أستاذ مساعد بالمعمل المركزي للزراعات العضوية – ملف الأسمدة الزراعية بالشرح والتحليل، مُسلطةً الضوء على مخاطر إهمال وعدم الالتزام يالتوصيات الفنية الواردة بشأن المُقننات التي تم إقرارها لكل محصول سواء بالزيادة أو النقصان.
الأسمدة الزراعية.. ركيزة أساسية لمحصول وحصاد اقتصادي
في البداية تحدثت الدكتورة آيات السيد عن فوائد الاعتماد على الأسمدة الزراعية، بوصفها أحد أشهر الطرق المُستخدمة لتوفير احتياجات النبات من العناصر الغذائية المُختلفة، شريطة الالتزام بالتوصيات الفنية الواردة بشأن نسب المُقننات المُستخدمة، للحصول على أعلى مُعدلات الإنتاجية المُتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وأوضحت أن نجاح خطة توزيع الأسمدة الزراعية، تستدعي وعيًا وإلمامًا دقيقًا بالاختلافات الموجودة من نبات لآخر، بالإضافة لمعرفة طرق إتمام هذه المعاملة بالشكل الصحيح، علاوة على اختيار التوقيتات المُثلى لتنفيذها.
أضرار زيادة الأسمدة الزراعية المُستخدمة مع محصول الطماطم
لفتت إلى أن عدم الإلمام أو إهمال القواعد السابقة يترتب عليه العديد من الإشكاليات، ضاربةً المثل بما يحدث حال تجاوز نسب توزيع الأسمدة الزراعية المُنضبطة مع محصول الخيار، والذي يحتاج إلى 50 وحدة نيتروجين يتم توزيعها على عدد الريات، مُشيرةً إلى أن تجاوز المُقننات السمادية المُحددة، يؤدي لأن يكون النبات “غضًا”، بالإضافة لفتح “الثغور” وإفراز الكيتونات التي تُمثل مصدر جذب للعديد من الحشرات والآفات، وأشهرها الذبابة البيضاء والمن، ومن ثم الإصابة بالأمراض الفيروسية وفقدان الجانب الأكبر من المحصول.
قواعد تحديد المُقننات السمادية
كشفت الدكتورة آيات السيد عن أهم ركائز بناء خطة توزيع الأسمدة الزراعية المُتبعة مع أي محصول، والتي تعتمد بالدرجة الأولى على نوع التربة وصفاتها، ودرجات الملوحة الموجودة في الأرض أو المياه، لافتة إلى أن مخاطر زيادة مُعدلات التسميد تتساوى مع أضرار نقصانها.
موضوعات قد تهمك
محصول القمح.. حافز التوريد الإضافي وأحدث القرارات الخاصة بـ”الكارت الذكي”
محصول الفراولة.. درجات الحرارة المثلى وخسائر تبكير وتأخير الزراعة
أسباب إصابة الطماطم بـ”عفن الطرف الزهري”
قدمت أستاذ المعمل المركزي للزراعات العضوية مثالًا شارحًا لحجم الضرر والخسائر الاقتصادية الناتجة عن قلة المُقننات السمادية المُقدمة لبعض نباتات العائلة الباذنجانية وأشهرها الطماطم، موضحةً أن الوقوع في مثل هذا الخطأ وعدم تدبير الاحتياجات الغذائية بمُعدلات كافية، يؤدي للإصابة ببعض الأمراض الفسيولوجية الخطيرة وأشهرها “عفن الطرف الزهري”.
وأكدت “السيد” أن “عفن الطرف الزهري” الشائع بالنسبة لمحصول الطماطم لا يحدث نتيجة مُسبب مرضي، وإنما هو عرض حتمي بسبب نقص بعض العناصر الغذائية الضرورية لإتمام مراحل نمو النبات مثل الكالسيوم، ما يؤدي لرخاوة الأنسجة، وزيادة نسب نمو الفطريات المُترممة عليها، ما ينتج عنه خسارة جانب كبير من المحصول، والتي تتحول رقميًا لخسارة ضخمة في نسب العوائد الاقتصادية المُتوقعة.
التسميد المُتوازن = محصول قوي وأرباح اقتصادية
شددت أستاذ المعمل المركزي للزراعات العضوية على أن التسميد المُتوازن هو سبيل النجاح الوحيد، للوصول لحصاد مرضي ومُعدلات جودة مُرتفعة، والتي تصب في صالح المُزارعين، شريطة تماشيها مع طبيعة الأرض ونوعها ودرجة نقاء أو مُلوحة مياه الري المُستخدمة، بالإضافة لآلية توزيع السماد على مراحل نمو النبات المُختلفة.
إقرأ أيضًا
محصول القمح.. “عقم الأزهار” و”حجم الإنتاجية” وعلاقتهما بتوقيت الزراعة
الفول البلدي.. مواقيت الزراعة “قبلي وبحري” ومخاطر التبكير وأبرز 9 توصيات فنية
لا يفوتك