تحتاج الأسماك إلى العناصر الغذائية التى تحتاجها بقية الحيوانات التى تعيش على الأرض للمحافظة على الحياة والنو والانتاج . فالاسماك تحتاج الى البروتين والطاقة الحرارية والفيتامينات والأملاح المعدنية وعوامل النمو الأخرى وتحصل الاسماك على هذه الاحتياجات من مصادرها الطبيعية ( البلانكتون النباتى ، والبلانكتون الحيوانى ) المتوفرة فى مياة البحار والمحيطات بالنسبة لأسماك الميالة المالحة والأنهار والقنوات والبحيرات الداخلية بالنسبة لأسماك المياة العذبة.
إلا أن الأسماك المرباه فى المزارع السمكية ( الاستزراع المكثف أو النصف مكثف ) تعتمد فى تغذيتها كليا على العلف المصنع الذى يحتوى على كل العناصر الغذائية بالمستوى الذى يغطى احتياجات الأسماك ( العلف المتزن ).
– لا تختلف الأسماك فيما بين الأنواع المتعددة والمختلفة فى نوعية أو مستوى هذه الاحتياجات ولذلك يمكن أن تكون هذه الاحتياجات الغذائية لأحد الأنواع من الأسماك أساسا لتغطية احتياجات نوع آخر حتى يتم من خلال الأبحاث المتخصصة تحديد إحتياجات كل نوع على حده خلال مراحل النمو المختلفة.
– تحتاج الأسماك الى البروتين كمصدر للأحماض الأمينية الأساسية وهى نفس الأحماض الأمينية التى تحتاج اليها الحيوانات الأخرى ( ليسين – ميثيونين – ليوسين – فينايل الأنين – تريونين – هستدين – أرجنين – تربتوفان ) وتعتمد احتياجات الأسماك من البروتين على مستوى الأحماض الأمينية ونسبة الاستفادة منها فى أنواع العلف المستخدمة وبصفة عامة تحتاج الأسماك الى نسبة عالية من البروتين فى أعلافها ويرجع السبب في ذلك أن نسبة البروتين فى لحوم السماك على أساس المادة الجافة تصل إلى 65% .
كمال: احتياجات الأسماك تختلف حسب العمر والوزن
وتختلف هذه الاحتياجات حسب العمر والوزن أو الحجم بالنسبة لكل نوع وهى تتراوح بين 38-56% فى سمك السالمون ، 32 – 40 % فى سمك التراوث ، 28 – 36 % فى القراميط وهذه النسبة تقل مع زيادة العمر ويعوض إنتاج القيمة الحيوانية للبروتين زيادة نسبته فى العلف أو إضافة الأحماض الأمينية المحددة للنمو و التي تؤثر على القيمة الحيوية ( المثيونين فى كسب فول الصويا – الليسين فى جلوتين الذرة ).
وتسبب العلائق الناقصة فى البروتين أو العلائق التى تستخدم مصادر بروتين ذو قيمة حيوية منخفضة نموا ضعيفا ينتهى الى النفوق ولا تظهر أعراض خاصة بنقص الأحماض الأمينية فيما عدا التربتوفان فله أعراض واضحة وعادة ما تختفى هذه الأعراض بعد أسبوعين من إضافته لتعويض النقص.
– تحتاج الأسماك الى طاقة حرارية أقل من تلك التى تحتاجها الحيوانات الأخرى ، ولذلك نجد أن نسبة الطاقة الى البروتين فى علائق الأسماك 9 : 1 بينما هى فى الدواجن 16 : 1 ويرجع انخفاض إحتياجات الأسماك من الطاقة إلى الأسباب الآتية :
الأسماك من ذوات الدم البارد
محدودية النشاط الحركى للاسماك
تفرز الأسماك نواتج هدم البروتين فى صورة أمونيا وهى تمثل فقد فى الطاقة حوالى 5% بينما فى الدواجن فإن إفراز نواتج الهدم فى صورة حمض اليوريك يمثل فقدا قدره 25 % تقريبا.
– تعتبر الدهون المصدر الأساسى للطاقة علاوة على أنها تعمل كوسادة للأعضاء الحيوية فى جسم السمكة وكعازل حرارى وتدخل فى تخليق الهرمونات وكوسط لنقل الفيتامينات الذائبة فى الدهون بالاضافة الى انها مصدر هام لمجموعة الأحماض الأمينيى الأساسية ( غير المشبعة ) وخاصة اللينولينيك .
إذ أنها مهمة جدا للهضم والنمو والمظهر الجيد للأسماك وتعتبر الدهون التى تحتوى على نسبة عالية من هذه الحماض الدهنية ذات أهمية غذائية عن تلك الدهون العالية التشبع إذ أن نسبتها الهضمية أعلى ، لذلك يوصى بإستخدام الزيوت والدهون العالية فى حمض اللينولينيك ( أوميجا – 3 حامض دهنى ) وحمض اللينولينيك ( أوميجا – 6حامض دهنى ) إذ أن هذه الأحماض غير المشبعة فى العليقة بمستوى 5. % – 1 % يضمن الحصول على نمو جيد.
ويمكن الوصول الى هذه النسبة بإضافة زيت السمك بنسبة 5 % وعموما تختلف نسبة إضافة الدهون الى علائق الأسماك حسب طريقة تجهيز العليقة ، ففى العليقة الطرية يمكن أن تصل نسبة الدهون الى 20 % أما فى العلائق الجافة فهى يجب أن لا تتجاوز 10% وتحتوى معظم العلائق التجارية للاسماك على نسبة دهون تتراوح بين 3 – 15 % مع مراعاة الكمية الضرورية من الأحماض الدهنية غير المشبعة ويؤدى نقص الأحماض الدهنية غير المشبعة الى بعض الاضطرابات المرضية مثل نقص فوسفوليبدات الجسم وضعف تلوين الجسم .
– تمثل الكربوهيدرات فى الأسماك بنفس الطريقة التى تتم بها فى الحيوانات الأخرى الا أن النسبة الهضمية للكربوهيدرات فى الأسماك أقل وخاصة الأنواع المعقدة منها مثل النشا أما الكربوهيدرات البسيطة مثل الدكسترين فنسبة هضمها أعلى ، لذلك يوصى بعدم زيادة نسبة الكربوهيدرات المهضومة فى علائق الأسماك عن 20 % مع ملاحظة أن الكربوهيدرات لا تمثل بالمستخلص الخالى من الأزوت وتؤدى زيادة نسبة الكربوهيدرات عن هذه النسبة الى زيادة نسبة سكر الدم وجليموجين الكبد. ووزن الكبد مما يؤدى إلى نقص فى كفاءة الكبد إنتهاء بالنفوق .
– وتستخدم الكربوهيدرات كمصدر اخر للحصول على الطاقة إلا أن طاقتها الفسيولوجية بالنسبة للأسماك أقل مما هى فى الدواجن.
– نتيجة لبساطة تركيب القناة الهضمية فى الأسماك فإن نسبة هضم الألياف لا تتجاوز 10% كما لم يلاحظ أى صورة من صور التخمرات عن طريق ميكروبات القناة الهضمية ومع ذلك فإن السماك الرعوية ( آكلات العشب ) تستطيع أن تتحمل كميات كبيرة من الألياف عن المفترسات .
وعموما يوصى بعدم زيادة نسبة الألياف عن 10 % ويفضل أن لا تزيد عن 5 – 6 % وعلى خلاف ذلك فإن الأبحاث التى تمت على القراميط تشير الى ان نسبة 20 % ألياف فى العلائق لها تأثير جيد على النمو بينما التأثير يكون ضار بالنمو فى أسماك التراوث التى يجب الا تزيد النسبة فى علائقها عن 4 % .
وتعود أهمية الألياف إلى أنها تعطى حجما مناسبا للعلف يسهل مروره خلال القناة الهضمية وكذلك فإنها تعمل كمادة رابطة لمكونات العلف المصنع فى صورة حبيبات أو مكعبات.
– تحتاج الأسماك فى غذائها إلى مجموعة من الفيتامينات بعضها يذوب فى الماء مثل فيتامين ب والبعض الآخر يذوب فى الدهون مثل فيتامين أ ونادرا ما تظهر على الأسماك أعراض للنقص الغذائى فى بيئتها الطبيعية نظرا لوفرة الغذاء الذى يمدها بمعظم إحتياجاتها من الفيتامينات.
أما تربية الأسماك فى نظم الاستزراع المكثف فانها تحتاج استخدام علائق مصنعة من عدة مواد علفية قد تكون مصدرا لبعض أنواع الفيتامينات إلا أنها لا تغطى احتياجات الأسماك من كل الأنواع وبالمستوى المطلوب مما يؤدى إلى ظهور أعراض للنقص فى صورة إنخفاض الشهية ومعدلات النمو المنخفضة وتلون الجسم بلون غير طبيعى.
وتحتاج السماك الى 13 – 15 فيتامين يمكن توفيرهم فى مخاليط خاصة تجارية لاضافتها الى الأعلاف المصنعة . ويجب ملاحظة أن مخاليط الفيتامينات المستخدمة فى أعلاف الدواجن لا تفى بالغرض إذ أنها لا تحتوى على بعض الفيتامينات فى هذه المخاليط مثل حمض الاسكروبيك والاينوزيتول علاوة على أن مستوى الفيتامينات فى هذه المخاليط قد يكون ناقصا عن الاحتياجات.
وزيادة مستوى اضافتها يرفع مستوى فيتامينات أخرى مثل فيتامين أ التى تسبب زيادته تسمما وتحتاج الاسماك إلى حمض الأسكروبيك بخلاف الثدييات الاخرى نظرا لعدم قدرتها على تخليقه وتتوقف درجة إحتياج الأسماك إلى هذا الفيتامين على درجة الاجهاد ، حجم السمكة ، العناصر الغذائية الأخرى.
– تستخدم بعض المصادر الطبيعية مثل ثمار البرتقال والليمون والكرنب وبعض المنتجات الحيوانية لإمداد العلائق بهذا الفيتامين ولكن يستخدم هذا الفيتامين فى الصورة المحضرة فى الصناعة ، ويجب مراعاة إضافة المواد الضادة للأكسدة لحماية هذا الفيتامين من تأثير فعاليته.
– بالاضافة الى حاجة الاسماك إلى العناصر المعدنية لتكوين الأنسجة العظمية والمساعدة فى أداء الوظائف الفسيولوجية المختلفة عن طريق دخولها فى تركيب الانزيمات ومرافقات الانزيمات فان هذه العناصر المعدنية تقوم بالمحافظة على التوازن الاسموزى بين جسم السمكة والمياة المحيطة بها من خلال الجلد والخياشيم ويؤدى هذا الدور الى تقليل حاجة الأسماك لبعض العناصر المعدنية عندما تتوفى فى الماء.
فوجود العناصر القابلة للانتشار مثل الكلوريدات ، الكربونات ، الصوديوم ، البوتاسيوم ، الفوسفور ، الكالسيوم ، الماغنسيوم الأيونات الأخرى يقلل من ضرورة وجودها فى العلائق المصنعة المستخدمة فى التغذيةهذا بالاضافة الى أن بعض مواد العلف الداخلة فى تركيب هذه العلائق.
تحتوى على نسب كافية من بعض الأملاح مثل أملاح البوتاسيوم ، الصوديوم ، المنجنيز بما يحقق النمو العادي للأسماك وغالبا ما تكون العلائق التي تحتوى على نسب منخفضة من المنتجات الحيوانية ( السمك – اللحم ) ناقصة في العناصر القادرة مثل الحديد ، الزنك ، الكوبالت ، اليود لذلك لا بد من الأخذ بالتوصيات العامة بإضافتها في العلائق النباتية على وجه الخصوص من خلال استخدام مخاليط الأملاح المعدنية تحتوى على مستويات من أملاح العناصر الهامة وتضاف بمعدلات تحقق تغطية احتياجات الأسماك منها بما يضمن الحصول على معدلات إنتاج عالية.
وفى حالة عدم توافر هذه المخاليط يمكن اللجوء الى المخاليط الخاصة بالدواجن مع مراعاة مضاعفة معدل إضافتها فى العلف النهائى.
وعموما يؤدى نقص هذه العناصر المعدنية فى الماء أو فى العلائق إلى انقاص معدلات النمو ، الانيميا ويعتبر نقص اليود من الأسباب التى تؤدى إلى ظهور أعراض واضحة على الأسماك إذ تتضخم الغدة الدرقية ونتيجة لأهمية هذه الغدة فى عمليات التمثيل الغذائى لإفرازها لهرمون الثيروكسين أصبح روتينا فحص التراكيب والأعلاف المصنعة للأسماك لضمان تغطية الاحتياجات من اليود وخاصة عند تربية الأسماك فى مياة فقيرة فيه إلا أن وجود بعض المنتجات الحيوانية ( مسحوق السمك ) يوفر المطلوب من اليود الضرورى لتغطية الإحتياجات.
اقرأ أيضا
كارت الفلاح الذكي ببطاقة الرقم القومي..”يوسف” يزف بشرى سارة للمزارعين
محصول الأرز.. الأهمية الاقتصادية والغذائية وحدود قدراتنا الإنتاجية
رئيس اتحاد النحالين العرب: قروض تمويلية للمناحل من البنك الزراعي قريبا
التسمم بالثعابين.. أبرز 24 عرضًا ظاهريًا و12 توصية للعلاج والإسعاف
لا يفوتك
أهمية تطوير منظومة المبيدات فى مصر