الأرز الهجين واستنباط سلالات جديدة عالية الإنتاجية وقليلة الاحتياجات المائية، يمثل أحد الملفات التي أولتها الدولة وباحثيها كامل الاهتمام والرعاية، لتحقيق طفرة علمية لواحد من المحاصيل الاستراتيجية، وهي المسألة التي تستدعي إلى تسليط المزيد من الضوء.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حمدي الموافي – رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاجية الأرز الهجين، رئيس البرنامج القومي للأرز في مصر، الحائز على الميدالية الذهبية في معرض جنيف – ملف تفاصيل إنتاج الأرز الهجين بالشرح والتحليل.
إشادة واجبة
“البلال” مؤسس المشروع القومي للأرز
في البداية أشاد “الموافي” بالدور الكبير الذي لعبه العالم الجليل محمد سيد البلال، بوصفه مؤسس البرنامج القومي للأرز، والذي يشكل استراتيجية متكاملة تبدأ من التربية والمعاملات وخطة الوقاية ضد الأمراض والآفات.
وأوضح أن “البلال” قام بتأسيس مركز بحوث تدريب الأرز في سخا، علاوة على توفير البعثات التدريبيه للباحثين بكافة دول العالم، مؤكدًا أنه لم يحظ بحقه اللازم من التكريم.
وأشار إلى الطفرة التي حققها جيل الأساتذة والباحثين الذين تتلمذوا على يد الدكتور محمد سيد البلال، مؤكدًا أن جيل الثمانينات حقق ثورة علمية وطفرة كبيرة، مكنت مصر من تخطي كارثة الأرز عام 1984، عبر استنباط مجموعة جديدة من الأصناف، حققت لها الريادة، وكسرت القواعد المتعارف عليها لحدود الإنتاجية من وحدة المساحة.
الأرز الهجين
مراحل استنباط الأصناف الجديدة
سلط “الموافي” الضوء على المراحل التي مرت بها عملية إنتاج واستباط أصناف الأرز الجديدة في حقبة الثمانينات، والتي بدأت بمضاعفة حجم الإنتاجية من وحدة المساحة، لتقفز من 2.5 إلى 4 طن للفدان.
وأشار إلى أن النقلة النوعية التي حققها الباحثين – وهو منهم – لم تتوقف عند هذا الحد، وإنما امتدت لإنتاج أصناف تتحمل ارتفاع مستوى الملوحة حتى 4 آلاف جزء في المليون، بالإضافة لتقليل معدل استهلاكها للمياه لتتراوح بين 5 إلى 6 آلاف متر مكعب، بدلًا من 9 آلاف.
الأرز الهجين
مزايا الأصناف السوبر
انتقل “الموافي” إلى المرحلة الثانية من تطوير منظومة الأرز، والتي استهدفت إنتاج الأرز الهجين، بعد تفعيل بروتوكول تعاون مع أكاديمية البحث العلمي لتمويل المشروع.
وأكد أن المشروع الأول لإنتاج الأرز الهجين، بدأ عام 2014 لإنتاج الأرز السوبر، والذي تجاوز فيه وزن السنبلة حاجز الـ8 جرامات بدلًا من الوزن التقليدي الذي توقف عند حدود 3 جرامات، بفضل الاعتماد على تقنيات برنامج التهجين ونقل صفات الجودة المميزة إلى الأصناف المصرية.
الأرز الهجين
السلالات عقيمة الذكر
سلط “الموافي” الضوء على فحوى القرار الوزاري رقم 1115 لسنة 2018، الذي اعتمد تسجيل 9 أصناف متنوعة دفعة واحدة، واستنباط سلالات عقيمة الذكر سيتوبلازميًا وراثيًا، يتفوق في معدلات الإنتاجية عن الأصناف التقليدية المتعارف عليها.
وتطرق إلى مزايا أصناف الأرز الهجين “السوبر” التي تم إستنباطها، وتسجيلها في مصر، موضحًا أن السنبلة فيها تحمل ما بين 400 إلى 450 حبة، متناسقة، فيما تصل إنتاجيتها إلى 6 طن للفدان.
الأرز الهجين
صنف “جيزة 201″ و”جيزة 11” بسمتي
كشف “الموافي” عن نجاح فريقه البحثي في إنتاج صنف “جيزة 201″، الذي يمثل أول أصناف الأرز البسمتي التي يتم إنتاجها في مصر، موضحًا أن الهند وباكستان يحتكران هذا الصنف، فيما تصل فاتورتنا الاستيرادية منه إلى 300 مليون دولار سنويًا.
وفجر مفاجأة كبيرة مؤكدًا أن بعض شحنات الأرز البسمتي التي يتم استيرادها، هي في الحقيقة أرز طويل الحبة “مغلي” في ظروف معينة، وهي الإشكالية التي سعى للتغلب عليها، عبر إنتاج واستنباط صنف مصري 100%، موضحًا أن صنف “جيزة 201” لاقى قبولًا كبيرًا عند زراعته في بعض البلدان الإفريقية ومنها مالي والنيجر.
وأكد أن صنف الأرز البسمتي “جيزة 201” والهجين “جيزة 11″، يمكن لهما تغطية الاحتياجات التصديرية للدول العربية، موضحًا أن قدراتهما الإنتاجية تتجاوز حدود الـ5.5 طن، فيما يحتاجان مقننات مائية أقل “4.5 ألف لتر مكعب”.
إقرأ أيضًا..
الأرز.. أهم الطرق الحديثه في الزراعة ومعدل الإنتاج
محصول القمح.. أبرز التوصيات الفنية للأراضي التي سبق زراعتها بالأرز
لا يفوتك..