الأراضي الملحية ومحاولات زراعتها واستصلاحها تقتضي الإلمام الكامل بكافة المعلومات الخاصة بهذا الملف، علاوة على استكشاف مكامن الخطورة ونسب الخسارة المُتوقعة حال خوض هذه التجربة، وطرق التكيف معها واستراتيجيات تخطيها بشكل مقبول.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور علاء طنطاوي – أستاذ الخضر والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث – ملف طرق زراعة واستصلاح الأراضي الملحية بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على سبل مُعالجتها، وأبرز التقنيات والتوصيات الفنية الواجب اتباعها للتغلب على هذه الإشكالية، بوصفها أحد التداعيات السلبية الملموسة لظاهرة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري.
تحديات زراعة الأراضي الملحية
في البداية شدد الدكتور علاء طنطاوي صعوبة الاقتصار على تقنية واحدة للتغلب على صعوبات وتحديات زراعة الأراضي مُرتفعة الملوحة، والتي تُحتم اتباع المنهج العلمي وتقنيات الإدارة المُتكاملة، منذ بداية الزراعة وصولًا لمرحلة جني المحصول والحصاد، وذلك لتحقيق النتائج والأرباح المرجوة والمأمولة.
وسلط أستاذ الخضر والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث الضوء على أبرز المُصطلحات المُستخدمة في هذا الملف، لتبسيط المعلومة وإتاحة الفُرصة الكافية لفهم أعمق بالنسبة لعموم المُزارعين.
أبرز المصطلحات المُستخدمة ومعادلة قياس نسب الملوحة
أوضح “طنطاوي” أن أبرز المُصطلحات المُستخدمة في القياس بالنسبة لهذا الملف هي:
1. AC – Electrical conductivity: ويقصد به التوصيل الكهربي
2. Millimoses / centimeter
3. decimens / centimeter
وذلك بوصفها التعبيرات الأكثر شيوعًا فيما يخض ملف الأراضي الملحية، مُقدمًا المعادلة الشهيرة لقياس الملوحة:
1 AC = 1 Millimoses/centimeter = 1 decimens/meter
وأوضح “طنطاوي” أن المعادلة السابقة = 640 جزءًا على المليون
4AC مؤشر فشل الزراعة بالأراضي الملحية
لفت أستاذ الخضر والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث إلى أن الوصول إلى 4AC يعني صعوبة الحصول على إنتاج مُرضي أو أي حلول لزراعة الأراضي التي تتجاوز هذه النسبة، مُعممًا تلك القاعدة الأساسية على كافة المحاصيل، سواء على صعيد الخضر أو الفاكهة أو نباتات الزينة.
موضوعات قد تهمك
الفول البلدي.. مواقيت الزراعة “قبلي وبحري” ومخاطر التبكير وأبرز 9 توصيات فنية
محصول القمح.. “عقم الأزهار” و”حجم الإنتاجية” وعلاقتهما بتوقيت الزراعة
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
اللائحة الاسترشادية لخسائر الزراعة بالأراضي الملحية
قدم الدكتور علاء طنطاوي لائحة رقمية استرشادية، لتحليل مُعدل الخسائر الاقتصادية المُتوقعة حال زراعة الأراضي الملحية ببعض المحاصيل وقوفًا على نسب تحملها للملوحة طبقًا للتوصيات الفنية الواردة بشأنها.
محصول الفاصوليا
بدأ “طنطاوي” بمحصول الفاصوليا، موضحًا أن تجاوز نسب الملوحة في مياه الري أو التربة لحدود الـ1AC، يعني خسارة ما يفوق 75% من حجم الإنتاجية المُتوقعة والمُثلى لهذا المحصول، ما يُحتم عدم المُخاطرة بخوض هذه التجربة.
محصول الموز
لفت أستاذ المركز القومي للبحوث أن الأمر عينه ينطبق على محصول الموز، الذي لا ينبغي زراعته بالأراضي التي تتخطى فيها نسبة الملوحة حدود الـ1AC، نظرًا لحساسيته الشديدة ضدها، وقدم قدرته على المُقاومة.
إقرأ أيضًا
الأسمدة الزراعية.. تعريفها واشتراطات استخدامها وأبرز الفوارق بينها
السياسة الصنفية لـ”الفول البلدي”.. أفضل التقاوي المقاومة لـ”الهالوك” و”الأمراض الورقية”
محصول الطماطم
أوضح أن محصول الطماطم يأتي في قائمة المحاصيل المُتوسطة التحمل لدرجات الملوحة، بالشكل الذي يتيح زراعتها في حدود الـ2AC، مع الوصول لدرجات إنتاجية وربحية مُرضية بالنسبة للمُزارعين، بحلول نهاية الموسم.
شروط وطُرق الزراعة المُثلى
وضع الدكتور علاء طنطاوي قواعد زراعة الأراضي الملحية، مُقدمًا التوصيات الفنية المُثلى الواجب اتباعها لنجاح عملية الزراعة والوصول لحصاد مُرضي وربحية تُعادل حجم الجهد المبذول على مدار الموسم.
وشدد على ضرورة الاعتماد على الشتلات، حال اتخاذ قرار خوض تجربة الزراعية في الأراضي الملحية، بوصفها الطريقة المُثلى للتغلب على هذه الإشكالية، مُحذرًا من مغبة اللجوء إلى “الزراعة بالبذرة” في مثل هذه الحالات، نظرًا لحساسية البذرة واحتياجها لظروف وعمليات فسيولوجية صارمة للوصول لمرحلة الإنبات وظهور الجذير والريشة.
وأوضح أن ارتفاع أثمان البذور والهُجن يُعزز من فرضية التخلي عن اللجوء لهذه التقنية حال زراعة الأراضي الملحية أو التي يتم ريها بمياه مُرتفعة الملوحة، نظرًا لحجم الخسائر الاقتصادية المُترتبة على خوض هذه المُغامرة غير مأمونة العواقب.
لا يفوتك