الآفات الغازية أو العابرة للقارات تختلف اختلافًا كليًا في برامج مُكافحتها، والاستراتيجيات التي تتبعها الجهات المعنية للتعامل معها، وتقليل الآثار السلبية الناجمة عنها، للحد من خسائرها والأعباء التي يتحملها المُزارع بعد موسم شاق وطويل، ما يُحتم ضرورة تسليط الضوء المُعادلة الاقتصادية التي تحكم اختيار الإطار الخاص بهذه المُعاملات، وأبرز الفوارق بينها والحشرات المستوطنة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية دينا هاني، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور علي سليمان – رئيس اللجنة التنسيقية للصحة والصحة النباتية، عضو لجنة إدارة أزمة دودة الحشد الخريفية بوزارة الزراعة – ملف الآفات الغازية بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبرز الفوارق الخاصة بطرق رصدها ومكافتها، ومدى جواز التعامل معها وفقًا لقاعدة الحد الاقتصادي الحرج، وخطورة ومآلات هذا القرار الاقتصادية والبيئية.
الآفات الغازية والعابرة للقارات.. التعريف وأبرز الفوارق
في البداية عرف الدكتور علي سليمان الآفات الغازية بأنها كافة الإصابات والأمراض الناجمة عن دخول أسراب الحشرات العابرة للقارات، والتي تنتقل من بلد لآخر خلال فترة زمنية مُعينة، وفي مُقدمة هذه السلالة دودة الحشد الخريفية، التي تم رصد أول ظهور رسمي لها في أقصى جنوب مصر عام 2019.
ولفت رئيس اللجنة التنسيقية للصحة والصحة النباتية على وجود عدة فوارق بين الآفات الغازية والمستوطنة، وهو الأمر الذي يترتب عليه اختلافًا كبيرًا في آليات واستراتيجيات التعامل مع كلا النوعين، والتوقيت المُلزم لبدء مُعاملات المُكافحة الخاصة بهما.
الآفات الغازية واختيار توقيت بدء إجراءات المُكافحة
سلط عضو لجنة إدارة أزمة دودة الحشد الخريفية بوزارة الزراعة الضوء على المُعادلة الاقتصادية الحاكمة، لاختيار التوقيت المُلزم لبدء مُعاملات مُكافحة الآفات الغازية، وركائز الاختلاف الفاصلة بينها والآفات والحشرات المُستوطنة، موضحًا عدم جواز الاحتكام إلى قاعد الحد الاقتصادي الحرج في التعامل مع الصنف الأول، فيما يُعد خيار الانتظار حتى الوصول لمُعدل مُعين من الإصابات قبل اتخاذ مثل هذا القرار.
موضوعات قد تهمك:
دودة الحشد الخريفية.. 4 خطوات للتخلص منها بدون مبيدات
الموالح.. قواعد ترشيد نفقات الزراعة الـ10 والموعد الأمثل لمقاومة الحشائش
الآفات الغازية وقاعدة الحد الاقتصادي الحرج
وشدد الدكتور علي سليمان على عدم جواز الارتكان إلى مبدأ الحد الاقتصادي الحرج في التعامل الإصابات الناجمة عن الآفات الغازية، والتي يؤدي الاحتكام إليها إلى مُضاعفة حدود الإصابة والخسائر الناجمة عنها على صعيد حجم الإنتاجية المُتوقع.
إقرأ أيضًا:
زراعة القطن.. أسرار “سترات البوتاسيوم” وأبرز 6 توصيات لحماية المحصول
محصول القطن.. 8 مزايا اقتصادية لصنف “جيزة 97” وركائز خطة تعميمه
الآفات الغازية والمستوطنة.. التبعات الاقتصادية لإرجاء مُعاملات المُكافحة
أكد “سليمان” أن الالتزام بقاعدة الحد الاقتصادي الحرج، تُتيح للمُزارع إرجاء بدء تنفيذ مُعاملات المُكافحة حتى مستوى مُعين من ظهور مؤشرات الإصابة، والتي قد تصل في بعض الأحيان حتى 20% من إجمالي المحصول، وهو الأمر الشائع بالنسبة للحشرات المستوطنة، فيما لا يمكن تطبيق نفس الأمر على الآفات الغازية، التي يؤدي التباطؤ في بدء إجراءات التعامل معها، إلى خسائر اقتصادية ضخمة، علاوة على تعزيز فُرص اصابتها لكافة المحاصيل الزراعية الأخرى، المُجاورة لبؤر الإصابة، وما لهذا الآمر من مآلات بيئية وصحية.
شاهد: