الآفات الزراعية والحشرات يُعدا من أبرز المُعضلات والمشاكل، التي يُعاني منها الإنسان بوجه عام، والمُزارع والبيئة بوجه خاص، بيد أن هناك مجموعة من الفوارق الحاسمة، التي تفرق ما بين كلا النوعين، وهو الأمر الذي يتوقف عليه مدى الحاجة للتدخل بعدد من خطوات المُكافحة المنصوص عليها، قبل التحول إلى استخدام المُبيدات والمُركبات الكيميائية، ما استدعى الاستماع لرأي المُتخصصين، للتعرف على سُبل وتوقيت تنفيذ هذه الإجراءات.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أيمن حمودة – مدير عام مُكافحة الآفات بوزارة الزراعة – عن هذا الملف بالشرح والتفصيل، موضحًا أهم آليات ومعايير المكافحة السليمة، وكيفية التغلب على مُعدل الإصابات والتحكم فيه بشكل علمي صحيح.
الآفات الزراعية.. التعريف والمفهوم العام
في البداية أكد الدكتور أيمن حمودة أن الحديث عن مصطلح الآفات الزراعية يطول شرحه، مُشيرًا إلى أن هذا الملف حظى باهتمام آلاف الباحثين، فيما وُضعت وأُلفت مئات المراجع، التي تتحدث عنه وتدور في فلكه، وحول أبرز آثاره وأضراره المُباشرة على الإنسان والنبات والبيئة.
وتحدث مدير عام مُكافحة الآفات بوزارة الزراعة عن المفهوم العام بأنه يُقصد به أي كائن حي يُسبب ضررًا للإنسان والحيوان والبيئة المُحيطة، التي تعيش فيها هذه المخلوقات، لافتًا لوجود درجات تحكم هذه المخلوقات وتفصل بينها.
أبرز الفوارق بين الآفات الزراعية والحشرات
فرق “حمودة” بين الآفات الزراعية والحشرات، موضحًا وجود خطأ شائع لدى العامة وغير المُتخصصين يخلط ما بينهما، حيث يعتقد البعض بأن كلا المُصطلحين يُعبران بالضرورة عن شيء واحد، وهو أمر غير صحيح بالمرة.
وأوضح أن كلمة “حشرة” يُقصد بها كل كائن حي “يتكاثر ويموت ويفنى” بمعدلات مُنتظمة، والتي يكون فيها التكاثر مُساويًا أو يقل عن مُعدل الوفيات، ما يعني أن المحصلة العامة له تساوي صفر، فيما ينتقل هذا المخلوق إلى مرحلة مُختلفة، حال تجاوز حدود تعريفه المذكورة.
موضوعات قد تهمك:
الخرشوف.. كيف تربح 300 ألف جنيه من الفدان الواحد؟
القواعد الحاكمة للفصل بين الآفات الزراعية والحشرات
أكد “حمودة” أن هذه الحشرة بمجرد تجاوزها لحدود التكاثر الطبيعية، فإنها تدخل ضمن بند “الآفات”، والتي يمكن تقسيمها إلى شريحتين بحسب حجم الأضرار والإصابة الناجمة عنها.
المرحلة الأولى.. الحدود الحرجة
عرف الدكتور أيمن حمودة مصطلح “الحدود الحرجة” على أنه يُقصد به خروج مُعدلات انتشار وتكاثر الحشرة عن حدود الآمان، التي يُمكن للنبات أن يتحملها، دون الحاجة لاتخاذ أي خطوات أو إجراءات دفاعية من قِبل المُزارعين.
ولفت إلى أن هذه الحشرات تنتقل إلى منطقة مُختلفة تمامًا، لتدخل ضمن حيز الآفات الزراعية، والذي قسمه إلى قسمين، الأول منه يختص بها حال زيادة مُعدل تناسلها وتكاثرها عن مُعدل الوفيات، بالشكل الذي باتت معه تُمثل خطرًا يشعر به المُزارع، والذي يمكن توصيفه اصطلاحًا بـ”الحدود الحرجة” للإصابة.
وأكد أن هذه المرحلة تفرض على المُزارع اللجوء إلى طُرق المُكافحة، الموصى بها والتي حددها المُتخصصون بـ6 طُرق طبيعية، فإذا ما أمكن التعامل معها، فلا حاجة لاستخدام المواد الكيميائية، إما إذا لم تُجد هذه الوسائل نفعًا، فهذا يعني أن الآفات انتقلت للمرحلة الثانية الأكثر خطورةً وفتكًا.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
شروط التغذية الصحية في شهر رمضان
المرحلة الثانية.. حد الضرر الاقتصادي
تحدث “حمودة” عن هذه المرحلة والتي تخطت فيه مُعدلات تكاثر الآفة لنسب الوفيات بمراحل كبيرة، علاوة على فشل التعامل معها أو التحكم فيها والقضاء عليها، في حدود الإصابة الحرجة، ما ترتب عليه إفلاتها ووصولها لما يُعرف بـ”حد الضرر الاقتصادي”، والذي تتخطى فيها تكلفة إجراءات المُكافحة، لإجمالي العائد الاقتصادي المتوقع من النشاط بالكامل.
شروط تدخل المُزارع واللجوء إلى طُرق ووسائل مكافحة الآفات
أكد الدكتور أيمن حمودة على أن لجوء المُزارع إلى استخدام تقنيات ووسائل مُكافحة الآفات تحكمه العديد من الشروط، أبرزها تخطي مُعدل الإصابات والتكاثر للحد الأقصى الذي يتحمله النبات، وهو الأمر الذي يختلف من محصول لآخر، ومن حشرة لآخرى.
إقرأ أيضًا:
المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية وشروط استخدام المبيدات الكيميائية