الآفات الزراعية تُشكل واحدة من أخطر المُعضلات والإشكاليات التي تواجه جموع المُزارعين على مدار الموسم، والتي يتطلب التعامل معها وعيًا وإدراكًا لكيفية الإبقاء على الحدود الآمنة لاستخدام برامج المُكافحة، نظرًا لحجم الخسائر المُترتبة عليها، ما يستلزم الاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد أحمد إبراهيم – أستاذ المبيدات بقسم وقاية النباتات، كلية زراعة جامعة أسيوط – ظاهرة مقاومة الآفات الزراعية لفعل المبيدات بالشرح والتحليل.
الآفات الزراعية والاستخدام المشروط للمُبيدات
في البداية أكد الدكتور محمد أحمد إبراهيم على عدم إمكانية الاستغناء عن المبيدات الزراعية بأي حال من الأحوال، موضحًا أن النشاط الزراعي يتكبد خسائر اقتصادية جسيمة حال الإهمال في برامجها وآليات تنفيذها، والتي تُقدر بـ30% من إجمالي حجم الإنتاجية المُتوقعة، علاوة على قابلية هذا الرقم للزيادة.
وأوضح أن الاستخدام المشروط لـ”المُبيدات الزراعية”، والتي يتم فيها الالتزام باستخدام المُقننات الواردة في التوصيات، يؤدي لزيادة إنتاجية المحصول، والنزول بمُعدلات الهدر والفاقد إلى حدودها الدنيا، والتي تُترجم على أرض الواقع إلى مكاسب تصب في صالح المُزارعين بنهاية الموسم.
تعريف مقاومة الآفات الزراعية لفعل المبيدات
شدد على أن الإفراط في استخدام المُبيدات، دون وجود حاجة مُلحة لهذا الأمر، يؤدي لنتائج عكسية تؤثر على طول أمد بقاء هذه المواد شديدة السمية في البيئة، علاوة على الانعكاسات السلبية الأخرى، فيما يتعلق بمُعدلات الإصابة وحجم الإنتاجية والحصاد النهائي، والتي تتحول إلى خسائر جسيمة يتكبدها المُزارع.
وعرف الدكتور محمد أحمد إبراهيم ظاهرة “مقاومة الآفات الزراعية لفعل المبيدات” بأنها تنتج عن ارتفاع قدرة بعض الآفات على تحمل التركيزات العالية، للمُركبات الكيميائية المُستخدمة خلال مُعاملات المُكافحة.
موضوعات قد تهمك
الآفات.. الحدود الحرجة للإصابة والتوقيت الأمثل للمكافحة
الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات.. آلياتها وعلاقتها بـ”إدارة المحصول” والمبيدات الكيماوية
الآفات الغازية والمستوطنة.. استراتيجيات المُكافحة وعلاقتها بـ”الحد الاقتصادي الحرج”
المقاومة وارتفاع درجة التحمل.. أبرز الفوارق ما بينهما
فرق أستاذ المبيدات بقسم وقاية النباتات بين ارتفاع درجة تحمل بعض الآفات للتركيزات العالية للمواد الكيميائية شديدة السمية، مؤكدًا أن هذه الحالة تُمثل ظاهرة طبيعية تحدث لجميع الكائنات الحية، مُشددًا على أن مكمن الخطورة الحقيقية يكمن في النمط الثاني أو ما يُعرف بـ”المُقاومة”.
ولفت إلى أن ارتفاع درجة تحمل بعض الآفات الزراعية للتركيزات السمية العالية، يُمثل حالات فردية، لا يُمكن الاعتداد بها أو الاستناد إليها، نظرًا لتوقفها عند حدود الموسم، مُشيرًا إلى أن “المُقاومة الحقيقة” تُمثل نمطًا مُغايرًا، تنتقل فيه الجين الخاص بردة الفعل المذكور إلى الأجيال اللاحقة.
وكشف “إبراهيم” عن الآثار السلبية الناجمة عن ظاهرة “مقاومة الآفات الزراعية لفعل المبيدات”، والتي يترتب عليها انعدام تأثير كافة المُبيدات المُعتمدة، حتى لو تم تكرارها عدة مرات مُتتالية، وبتركيزات أعلى.
أضرار ظاهرة “مقاومة الآفات الزراعية لفعل المبيدات”
سلط الدكتور محمد أحمد إبراهيم الضوء على حجم الخسائر الناجمة عن ظاهرة “مقاومة الآفات الزراعية لفعل المبيدات”، والتي قسمها إلى شقين:
1. خسائر اقتصادية
وتشمل تكلفة تكرار عمليات المُكافحة باستخدام المُبيدات لأكثر من مرة على مدار الموسم، دون إحراز أي تقدم فيما يخص القضاء على الآفات الزراعية، ما يؤدي للجوء إلى مُضاعفة المُقننات المُستخدمة، وتجاوز الحدود المسموحة، ومُضاعفة حجم الإنفاق على هذا الشق، الذي يتآكل أمامه رصيد ربحية المُزارعين.
ولفت إلى أن الخسارة الاقتصادية الثانية تتمثل في استمرار وجود الآفات الزراعية وتغذيها على المحصول الرئيسي، ما يُضاعف من حجم الهدر والفاقد من حجم الحصاد المُتوقع، علاوة على اتساع هامش الإنفاق فيما يخص مُعاملات المُكافحة.
2. أضرار بيئية
وتتمثل في زيادة مُعدلات تركيز المادة الكيميائية الخاصة بالمُبيدات، وبقاء أثرها في البيئة المُحيطة لفترة أطول، ما يُشكل أضرارًا صحية خطيرة على الإنسان والحيوان والنبات.
إقرأ أيضًا
عيش الغراب.. 19 خطوة من الزراعة إلى الحصاد
طفيل الترايكوجراما ..مميزات استخدامه في مكافحة الآفات في عدد من المحاصيل
المكافحة الحيوية ودورها في مقاومة الآفات المختلفة
لا يفوتك