الآفات واحدة من أخطر المشكلات التي تهدد حياة البشرية، وفتيل الأزمة العالمية التي تتآكل وتتلاشى أمامها مصادر الغذاء الإنساني، ما يُحتم التعريف بها، والتدخل بكافة الوسائل المُمكنة للحد منها، وضبط وتيرة تكاثرها لوضعها تحت السيطرة
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أيمن حمودة – مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزرعة – هذا الملف بالشرح والتحليل.
الآفات.. تصحيح المفاهيم الخاطئة
في البداية صحح الدكتور أيمن حمودة الاعتقاد الراسخ لدى غير المُتخصصين، نافيًا أن كون كل الحشرات تندرج تحت مصطلح الآفات، وموضحًا أن الأمر عينه ينطبق على المصطلح ذاته، والذي أثبتت الدراسات صعوبة حصره في هذه الفئة المحدودة من الكائنات، بمعنى أدق “ليست كل حشرة آفة، وليست كل آفة حشرة”.
وأشار إلى أن مكافحة الآفات صعدت لبؤرة الاهتمام العالمي، عام 1979 والذي شهد عقد أول مؤتمر للغذاء، بحضور ومشاركة 179 عالم من 179 دولة، لوضع أسس وقواعد خطة حماية الأمن الغذائي، في ظل الوتيرة المُتسارعة للزيادة السكانية، والتقلبات المُناخية، والعنصران الأخيران يُكملان أضلاع مُثلث الخطر الذي يُهدد البشرية.
فئات وأنواع الآفات
أوضح أن مصطلح الآفات يضم تحت مظلته فئات متنوعة من الإصابات والمخاطر التي تُهدد الأنشطة الإنسانية التي تستهدف بالأساس توفير احتياجاته الغذائية المُختلفة، من النباتات والمحاصيل الزراعية، بالإضافة للطيور والحيوانات الرعوية والحلابة على حد سواء، ما يصعب معه حصرها في فئة بعينها.
وأكد مدير عام الإدارة العامة للمكافحة بوزارة الزرعة، على وجود ثلاثة أنواع رئيسية – حشرية، فيروسية، بكتيرية – تُشكل القوام الرئيسي لها، موضحًا أن كل فئة منها لها طبيعتها الخاصة، وأضرارها المتباينة، ما يترتب اتباع أنماط واستراتيجيات مُختلفة، لمُكافحتها والسيطرة عليها، والحد من انتشارها، والنزول بحجم الضرر الاقتصادي الناجم عنها إلى أدنى مستوياته.
موضوعات قد تهمك:
الذرة الشامية.. “التوريق” و”التطويش” و7 أخطاء واجب تجنبها ومزايا الري التبادلي
محصول المانجو.. أفضل أنواع التربة للزراعة و”7″ أسباب لتفوق الأصناف الأجنبية
ضوابط المكافحة والحدود الحرجة للإصابة
في المُقابل، شدد “حمودة” على وجود ضوابط صارمة، تحكم استراتيجيات المكافحة، وكيفية اختيار التوقيت الصحيح لتنفيذها، والنسب والمُقننات المسموحة لاستخدام المبيدات، والتي تختلف بحسب الحالة، والمرحلة العمرية، ونوع النبات، والتربة والبيئة.
وسلط الضوء على أهم تلك المعايير، التي تحكم بدء تنفيذ إجراءات المكافحة، أو ما يُطلق عليه الحدود الحرجة للإصابة، ومعناها أقصى درجة يُمكن للنبات أن يتحملها، أو عدد مُعين من الحشرات، يؤدي تجاوز حدوده المسموحة، لدخولها ضمن دائرة الآفات، وهو الأمر الذي يستوجب التعامل معها بكافة الوسائل المُتاحة، للحد من انتشارها ومُعدلات نموها وتكاثرها.
إقرأ أيضًا:
مكافحة دودة الحشد “قبل الزراعة”.. 4 خطوات لحماية “الذرة” من الإصابة
محصول الأرز.. أفضل 3 أصناف للزراعة بنهايات الترع والأراضي سيئة الصرف
الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها
ولفت إلى حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الآفات، والتي تتراوح ما بين 50 إلى 80%، من حجم الإنتاج أو الحصاد الكُلي المُتوقع، فيما تتخطى حدود الضرر في بعض الحالات نسبة الـ100%، مُستشهدًا بما حدث داخل القارة السمراء، خلال العقد الأخير، والذي شهد إعلان دولتين إفريقيتين لنبأ إفلاسهما.
شاهد:
أفضل الطرق للقضاء على الحشائش واستراتيجيات الاستفادة الاقتصادية منها