معايير الأمان الحيوي، وسبل وطرق تطبيقها داخل مزارع الدواجن، وتأثيراتها على معدلات الإنتاجية والجودة، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور علي متولي الديب – الباحث بقسم تربية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – وذلك خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تعريف منظومة الأمان الحيوي
في البداية عرف الدكتور علي متولي الديب مصطلح “الأمان الحيوي” بأنه أي إجراءات أو تدابير يتم اتخاذها لتقليل فرص واحتمالات ظهور الإصابات الميكروبية أو الفيروسية، وكافة الأعراض المرضية التنفسية المشتركة بشكل عام، مع تقليل مخاطرها وأضرارها على الطيور، والإنسان الذي يتعامل معها أو يستهلكها.
وأضاف الباحث بقسم تربية الدواجن أن تطبيق اشتراطات الأمان الحيوي، غير مقصور على مشروعات تربية الدواجن فقط، وإنما يتسع نطاقه ليشمل كافة مشروعات الإنتاج الحيواني، على اختلافها وتنوعها وتعددها، للحفاظ على الثروة الحيوانية، ومضاعفة معدلات إنتاجيتها.
اشتراطات الأمان الحيوي في الإنشاءات وتجهيزات العنابر
اتجاه المباني والعنابر
سلط “الديب” الضوء على قواعد الأمان الحيوي الواجبة عند تأسيس المزرعة والعنابر، موضحًا أنه يشترط أن تكون المباني موزاية وغير عمودية على الرياح، للحيلولة دون انتقال المسببات المرضية والوبائية إليها بشكل مباشر.
السياج الخارجي والمصائد
وشدد الباحث بقسم تربية الدواجن على ضرورة إحاطة المزرعة والعنابر بسياج أمان، لفصل الخارجي عن الداخلي، مع نشر المصائد الخاصة بالطيور البرية والقوارض حول وداخل المزرعة، للحد من انتشارها وتقليص مخاطرها المباشرة على المشروع.
مواقع وغرف العمال والإداريين
ولفت إلى ضرورة الالتزام بإنشاء غرف خاصة للعمال والمهندسين والأطباء البيطريين، والوحدات الخاصة بالأعمال الإدارية، على أن تكون هذه الإنشاءات في مقدمة المزرعة، موضحًا أن هذه القواعد تعد من الأبجديات المتعارف عليها، والمعمول بها داخل أغلب مشروعات الإنتاج الحيواني.
أماكن تربية المراحل العمرية الصغيرة
وأشار إلى أهم هذه القواعد المعمول بها داخل مزارع مشروعات الإنتاج الحيواني، والتي تقضي بإنشاء عنابر الأعمار الصغيرة في مؤخرة المزرعة، على أن تكون عنابر المراحل العمرية الأكبر في المقدمة، مشددًا على أهمية الالتزام بتطبيق هذه الاشتراطات، نظرًا لتداعياتها المباشرة على حجم الإنتاجية والربحيو المتوقعة في نهاية كل دورة.
الأحواض المطهرة
وأضاف “الديب” أن من ضمن هذه الاشتراطات الوقائية، الالتزام بغلق بوابات المزرعة، مع وضع أحواض تحوي مواد مطهرة عند هذه البوابات، لتطهير وتعقيم كل من يعبر إلى داخل المزرعة، للحيلولة دون انتقال أي عدوى أو إصابة مرضية إلى القطيع.
العلائق
وأوصى بضرورة التعامل مع مصادر وشركات أعلاف موثوقة ومعتمدة، لضمان خلو العلائق المستخدمة في برامج التغذية المتبعة داخل المزرعة من أي آفات أو أمراض أو فيروسات، كأحد إجراءات الأمان الحيوي الوقائية الواجبة.
فحص مصادر المياه
وتطرق الباحث بقسم تربية الدواجن إلى ضرورة فحص مصادر المياه المستخدمة داخل المزرعة، للتأكد من سلامتها وخلوها من أي مسببات مرضية، للحيلولة دون التداعيات السلبية الناجمة عنها، والتي قد تسهم في انتشار بعض الإصابات المرضية، بما يضاعف من حجم الخسارة الاقتصادية المتوقعة.
قواعد تطهير العنابر
وواصل شرحه لأهم الإجراءات الواجبة، موضحًا أن المرحلة التالية لانتهاء عمليات إنشاء المزرعة والعنابر، تشمل بدء حملة التطهير والتعقيم، مع التركيز على نوعية المطهرات المستخدمة، ومدى ملائمتها للمشروع، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية.
وأكد على الترتيب الموصى به لإجراءات تطهير المزارع والعنابر، والذي يبدأ بمرحلة التنظيف والغسيل، على أن يبدأ هذا الإجراء من الأسقف إلى الجدران وليس العكس، لضمان نزول المسببات المرضية العالقة بها إلى الأسفل والقضاء عليها.
وأوضح أن تنفيذ إجراءات الغسيل والتطهير تكون متدرجة، حيث تبدأ أولًا بالمياه فقط، يعقبها الغسيل بالماء والصابون، فيما يتم إرجاء استخدام المواد المطهرة والمُعقمة إلى النهاية، مع إتاحة الفترة الزمنية الملائمة للمطهر المستخدم، بما يعزز درجة التصاقه بالمحيط، وإحداث الأثر المرجو من استخدامه، مشددًا على عدم إهمال أي مساحة مهما كانت صغيرة دون تطهيرها، مؤكدًا أن كل 1 سم يحتوي على 10 ملايين مسبب مرضي على الأقل، وفقًا للدراسات العلمية.
سد الشقوق والشبابيك
ونصح بعدم إهمال أي شقوق موجودة داخل جدران العنابر، مع العمل على سدها وعلاجها بشكل سليم، مع إحاطة الشبابيك الموجودة بأسلاك قوية، حال اتباع نظم التربية المفتوحة، لمنع وصول الطيور البرية أو الآفات الحشرية أو القوارض للداخل.
وسائل مكافحة القوارض والزواحف
وأكد على خطورة استخدام إلقاء السموم الخاصة بالزواحف والقوارض بشكل مباشر على أرضية العنابر، نظرًا لاحتمالات تناول الطيور لها، ما يهدد بنفوقها وخسارتها، مشيرًا إلى استخدام نظم المكافحة البيولوجية أو اللاصقات، بوصفها الحل الأمثل للقضاء على هذه الآفات.
تداعيات عدم تطبيق اشتراطات الأمان الحيوي
4 خسائر وأضرار اقتصادية متوقعة
وأكد على أهمية الالتزام بتطبيق قواعد واشتراطات الأمان الحيوي داخل مزارع الدواجن، موضحًا أن المرجعية الأساسية الحاكمة لهذا الأمر، هو رغبة المربي في تحقيق معدلات الربحية المرجوة، وهو الهدف الذي لن يتحقق حال وقوع أي إصابات مرضية، ما يسفر عن زيادة حالات النفوق، والتي تمثل خسارة اقتصادية مباشرة يصعب تعويضها.
ولفت “الديب” إلى ثاني الأضرار المتوقعة، حال عدم التزام المربي بتطبيق إجراءات منظومة الأمان الحيوي، والمتمثلة في عدم الوصول للمواصفات القياسية، المتعارف عليها لدى جمهور المستهلكين، ما يقلص فرص المنتج التسويقية، وهي المسألة التي تترجم رقميًا لخسائر اقتصادية كبيرة.
وعرض الباحث بقسم تربية الدواجن لثالث أشكال الضرر المباشرة الواقعة على المربي، حال عدم الالتزام بتطبيق إجراءات الأمان الحيوي، والتي تضعه في ورطة اللجوء إلى استخدام كميات كبيرة من الأدوية والأمصال واللقاحات، والتي تمثل تكلفة إضافية تقلص من معدلات الربحية المتوقعة، وهي المسألة التي تمثل خسارة اقتصادية غير مباشرة.
وأشار إلى رابع تداعيات عدم الالتزام بتطبيق آليات وإجراءات منظومة الأمان الحيوي الموصى بها داخل مزارع تربية الدواجن، ما يخلق العديد من المشاكل البيئية والصحية، مؤكدًا أن من أبرزها حدوث إصابات مباشرة للإنسان الذي يتعامل مع هذه الطيور، سواء كان المربي أو المستهلك.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة وحزمة التوصيات الكاملة..
تربية الدواجن.. المساوئ الـ5 للعنابر المفتوحة وتداعيات ارتفاع الرطوبة
تربية الدواجن.. قواعد واشتراطات استخدام بقايا طعام المنزل في التغذية