الجراد أحد أخطر الآفات الحشرية التي يمكن للمزارع التعرض لها، نظرًا لارتفاع حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن ظهوره وانتشاره، وهي المسألة التي أولتها المعاهد والمراكز البحثية كامل اهتمامها، للحد من أضرارها ووضع أفضل السبل لمكافحتها.
وخلال جولة كاميرا برنامج “مراكز وأبحاث”، داخل معهد بحوث وقاية النبات، التقى الإعلامي أحمد عبد الحميد مع رئيس قسم بحوث الجراد والنطاط، الدكتور جمال عبد اللطيف، للحديث عما يمكن اتخاذه من إجراءات وقائية لمكافحة تلك الآفة، والحد من الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها.
استراتيجيات مكافحة الجراد
في البداية تحدث الدكتور جمال عبد اللطيف عن أبرز الاستراتيجيات، التي تعتمد عليها منظومة مكافحة الجراد والنطاطات، مؤكدًا أنها تدور حول السبل المتاحة لإفساد عملية التكاثر المتسارعة لتلك الآفة.
وأوضح “عبد اللطيف” أن استراتيجية مكافحة الجراد والنطاطات، تبدأ بإفساد عملية تكاثر تلك الآفة في بدايتها ومع التجمعات الصغيرة لها، قبل استفحالها وفورانها، للحيلولة دون قدرتها على تشكيل أسراب كبيرة تهاجر من دولة لأخرى.
دور “بدائل المبيدات” في مكافحة الجراد
أكد “عبد اللطيف” أن بدائل المبيدات تلعب دورًا أسايًا في استراتيجيات مكافحة الجراد والنطاطات، موضحًا أنها تؤتي بنتائج فاعلة وملموسة حال استخدامها والاعتماد عليها مع المجموعات الصغيرة، فيما يتم اللجوء إلى المبيدات الكيميائية المعتمدة، حال وجود هجمات مؤكدة من الأسراب الكبيرة.
دور ومهام قسم بحوث الجراد والنطاطات
وأشار إلى الدور الذي يلعبه قسم بحوث الجراد والنطاط، والذي يرتكز على تحديد وترشيح المركبات والمبيدات الكيميائية التي تحقق أكبر نسبة إبادة لتلك الآفة، والمقننات المسموح باستخدامها، ليتم استخدام هذا البروتوكول واعتماده من قِبل لجنة مبيدات الآفات بوزارة الزراعة، قبل السماح للجهات التنفيذية المعنية ببدء اتخاذ الإجراءات اللازمة، لشرائها وتخزينها لحين صدور التعليمات الخاصة بتوقيت استخدامها.
تقنية الـ”Ultra Low Volume”
كشف رئيس قسم بحوث الجراد والنطاطات عن الاستراتيجية التي تعتمدها وزارة الزراعة بوصفها الجهة الوحيدة المنوط بها تنفيذ إجراءات مكافحة أسراب تلك الآفة، موضحًا أنها تختلف عما عداها من الأساليب المعتمدة للحشرات الأخرى.
وأوضح أن تنفيذ عمليات مكافحة تلك الأسراب، يعتمد على استخدام تقنية الـ”ULV” أو ما يعرف بـ”Ultra Low Volume”، والتي تقوم على تفتيت ذرات المبيدات إلى جزيئات متناهية الصغر، بهدف تغطية أكبر مساحة ممكنة، ومضاعفة معدلات الإبادة المستهدفة لتلك الآفة.
توقيت إجراء معاملات المكافحة
أوضح أن إجراءات مكافحة الجراد عادة ما تبدأ خلال ساعات الغروب، وهو التوقيت الذي تحط فيه أسراب الجراد على الأرض والأشجار، قبل أن تعاود طيرانها في ساعات الصباح الباكر، لتهاجم مناطق زراعية جديدة.
وأشار “عبد اللطيف” إلى أن معدلات طيران تلك الأسراب تتخطى حدود الـ70 كم في اليوم الواحد، فيما يصل طول السرب الواحد إلى نفس المسافة تقريبًا، ما يكشف حجم الجهد المبذول، لإنجاح إجراءات المكافحة المطلوبة، وإلحاق أكبر قدر من الضرر والإبادة لها.
وسلط رئيس قسم بحوث النطاطات الضوء على آليات تنفيذ إجراءات المكافحة، والتي تعتمد على استخدام المبيدات الزيتية دون خلطها بالمياه، وذلك بواسطة معدات خاصة تختلف عن تلك المستخدمة مع الآفات الحشرية الأخرى.
أبرز الأخطاء الشائعة
تطرق “عبد اللطيف” إلى أحد أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض أهالينا المزارعين، حال وصول الأسراب المهاجرة إلى أراضيهم، والتي يلجأون فيها لإشعال إطارات السيارات، بهدف تشتيت هذه الحشرات، وإبعادها عن محاصيلهم الزراعية، ما يؤدي لمضاعفة الجهد المبذول من قِبل فرق المكافحة.
وشدد “عبد اللطيف” على ضرورة إبلاغ فرق المكافحة، حال وصول الأسراب إلى أي منطقة زراعية، مع عدم القيام بأي إجراءات منفردة وغير مدورسة، تؤدي لمضاعفة حجم الخسائر المتوقعة، وتوسيع دائرة الإصابة وانتشار تلك الآفات، ما يستدعي انتظار الفرق المتخصصة المدربة، للوصول إلى النتائج المأمولة منها، وتحقيق أفضل معدلات الإبادة الممكنة.
شاهد الفيديو..
موضوعات قد تهمك..
دودة الحشد الخريفية.. تقنيات المكافحة المعتمدة حال تحميل “الذرة” على “الصويا”
ثمار الفاكهة.. القواعد العامة لعمليات جمع وتداول “العنب”
الذرة الشامية.. التوصيات الفنية للزراعة والري والتسميد “من الألف إلى الياء”