استخدام اليوريا في تحضير العلف، تُمثل أحد الطرق الشائعة التي يلجأ إليها بعض المُزارعين، في سبيل إعداد وتحضير عليقة جيدة تضمن تطبيق قواعد التغذية السليمة، لكن هذا الغرض قد يتحول لخطر داهم على صحة وحياة الحيوان، حال مُخالفته للتوصيات الفنية الواردة في هذا الشأن، وتجاوز النسب المسموحة لها، وهو الأمر الذي يستدعي الاستماع والإنصات إلى أراء الخبراء، لتوضيح الحقائق ووضع روشتة علمية، تكون سبيلًا لتحقيق الأهداف المرجوة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أحمد سليمان، أستاذ تغذية الحيوان، ورئيس قسم تغذية الحيوان الأسبق، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية، عن استخدام اليوريا في تحضير العلف، والأخطاء الشائعة فيها، مُلقيًا الضوء على فوائدها وخطورتها حال تجاوز القواعد والاشتراطات العلمية الصحيحة المُنظمة لاستخدامها.
أبرز محاذير استخدام اليوريا في تحضير العلف
في البداية شدد الدكتور أحمد سليمان على خطورة استقاء المعلومات الخاصة بتغذية الحيوانات وتحضير العليقة من شبكات الانترنت والمنصات المنتشرة على الفضاء الإلكتروني، مؤكدًا أن أغلب هذه النوافذ يُديرها غير المُتخصصين، ما قد يؤدي لإلحاق خسائر اقتصادية وأضرار كبيرة بقطاع الإنتاج الحيواني، حال الاسترشاد بها واتباعها دون تنقيح أو تصحيح.
وأكد الدكتور أحمد سليمان على ضرورة رجوع المُزارعين والمُربين إلى أهل العلم والتخصص، للتوجيه إلى أفضل الطُرق فيما يخص قواعد وأبجديات التغذية السليمة، واستخدام البدائل المُناسبة في مجال تصنيع وإعداد العليقة، بما يعود بالإيجاب على ارتفاع مُعدلات التسمين والإنتاج، ويحافظ على صحة الحيوان والسلالة التي يتم الاستثمار فيها.
موضوعات قد تهمك:
عليقة الجاموس الحلاب.. بـ”الأرقام” طريقة تحضير أول طن
قدم الدكتور أحمد سليمان عددًا من التوصيات الخاصة، بأفضل البدائل الطبيعية لتحضير العليقة، وإنتاج العلف المتوازن، والذي يجمع بين عناصر ومصادر البروتين والطاقة بشكل صحيح، علاوة على أساسيات وقواعد استخدام الإضافات المُحسنة، التي ترفع من قيمتها الغذائية وعلى رأسها عنصر اليوريا.
وأوضح أن البعض يُسيىء استخدام اليوريا في تحضير العلف الحيواني، وهو الأمر الذي ينعكس بالسلب على صحة الحيوان، ويُعرض المُزارع لفقدان الرؤوس التي يستثمر فيها، حال الوقوع في بعض الأخطاء الشائعة، والتي يروج لها بعض المُدعين من غير المُتخصصين، ما يهدد مشروعات الإنتاج الحيواني بخسائر اقتصادية كبيرة.
وأوصى الدكتور أحمد سليمان بضرورة ألا تتجاوز نسبة استخدام اليوريا في إنتاج العلف الـ0.5%، مُؤكدًا أن عدم الالتزام بهذه النسبة، قد يؤدي لإصابة الحيوان بـ”التسمم” والوفاة.
إقرأ أيضًا:
التغذية السليمة.. أفضل بدائل العلف “المجانية” لرفع معدلات التسمين والإنتاجية
شرح الدكتور أحمد سليمان طريقة استخدام اليوريا في تحضير العلف، مُوضحًا أنه ينبغي إذابة الكمية المُقررة في المياه بـ”شكل كامل”، لافتًا إلى ضرورة الانتباه إلى عدم وجود أي قطع أو ترسيبات، مع وجوب وحتمية التخلص من أي قطع غير ذائبة قبل استخدام هذا المحلول.
وقدم سليمان شرحًا مُبسطًا لخطوات استخدام اليوريا في تحضير العلف، والتي تبدأ بفرم خلطة العلف المُستخدمة، والتي يمكن الاستعانة فيها ببعض الإضافات مثل حطب الذرة وكسر الأرز والعدس ومُصاصة القصب وقشر فول الصويا، ثم تهويتها بالشكل المناسب على أكياس، على أن يتم رشها بمحلول اليوريا وتقليبها بشكل جيد، لضمان توزيعه بشكل متساو، قبل أن يتم جمعها وتعبئتها داخل أكياس بلاستيكية يتم غلقها بإحكام لمدة 4 أسابيع حال القيام بهذه العملية في فصل “الشتاء”، مع الاكتفاء بأسبوعين فقط حال إتمامها صيفًا.
لا يفوتك.. معاملات ما قبل وبعد حصاد البنجر
فوائد اليوريا وأفضل النصائح قبل استخدامها
فسر الدكتور أحمد سليمان فوائد استخدام اليوريا في تحضير العلف، بأنها تؤدي لزيادة البروتين غير الحيواني، والتي تحولها الحيوانات الدقيقة الموجودة داخل منطقة “الكرش” إلى بروتين حقيقي، مُشيرًا إلى كل 1 جرام من اليوريا بإمكانة تخليق %3 وحدة بروتين، ما يؤدي لتوفير نسبة كبيرة من الكُسب والعلف المُستخدم في التغذية.
ونصح الدكتور أحمد سليمان بضرورة تهوية الخليط المُشبع باليوريا قبل استخدامه كعلف لمدة 10 دقائق، لضمان تطاير وتبخر غاز الأمونيا الناتج عن فترة التخزين، وذلك للحيولة دون حدوث تهيج بمنطقة العين والأغشية المُخاطية، ما يؤدي لنفور الحيوان ورفضه لتناول هذا الخليط، لافتًا إلى أن اتباع هذه النصيحة يضمن إقبال الماشية على تناول المُخلف الزراعي المُستخدم سواء كان “حطب الذرة أو مُصاصة قصب، وفتح شهيتها بشكل كبير علاوة على مذاقها الحلو.