استخدام الطحالب في مُعالجة المياه هو أحد التطبيقات العلمية، والخطوات الحثيثة التي تبنتها العديد من الحكومات، لإعادة تدوير مواردها المائية، وتحقيق أقصى استفادة منها، في كافة الأنشطة الزراعية والصناعية، لتعظيم أوجه الاستفادة من وحدة المياه، وتقليل مُعدلات الهدر والفاقد، في ظل الزيادة السكانية المُتسارعة، وتنامي ظاهرة الشُح المائي.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية دينا هاني، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور رضا مغازي – أستاذ مساعد بقسم تلوث المياه، التابع للمركز القومي للبحوث – عن استخدام الطحالب في مُعالجة المياه، كطريقة علمية فاعلة في حل العديد من المُشكلات البيئية، وسُبل تعظيم الاستفادة منها، لتوفير بيئة نظيفة وصالحة للحياة الآدمية، في ظل تنامي الاحتياجات وقلة الموارد.
في البداية أكد الدكتور رضا مغازي على أن الطحالب موجودة منذ فجر التاريخ، لكن اكتشاف دورها وفوائدها بشكل علمي لم يتضح بشكل علمي إلا مع بدايات القرن الثامن عشر، الذي كثف فيه العلماء من أبحاثهم لاكتشاف الخبايا والقدرات المُذهلة لهذا الكائن الهش.
وأوضح أن الدراسات والأبحاث العلمية تخطو مع سطوع شمس كل يوم خطوة جديدة لسبر أغوار عالم الطحالب الخفي، وهي الحقائق التي تؤكد مقولة العامة ومأثوراتهم الشعبية “يوضع سره في أضعف خلقه”، نظرًا لحجم الاستفادة التي يُمكن تحقيقها من التطبيقات العلمية لاستخدام هذا الكائن الذي يبدو ظاهريًا في قمة الضعف.
استخدام الطحالب في مُعالجة المياه
وحول استخدام الطحالب في مُعالجة المياه، كشف الأستاذ المساعد بالمركز القومي للبحوث، أن الأبحاث العلمية الخاصة بهذا الشأن جرى العمل عليها منذ عدة عقود، لاستغلال قدراتها المُذهلة في إعادة تدوير مياه الشرب والصرف الصحي، لتعظيم الاستفادة منها، وخلق مورد جديد يُمكن الاعتماد عليه، واستثماره في مشروعات التنمية الزراعية، واستصلاح أراضي الظهير الصحراوي بالمحافظات المصرية.
آليات استخدام الطحالب في مُعالجة المياه
ألقى الدكتور رضا مغازي الضوء على آليات استخدام الطحالب في مُعالجة المياه “الشرب والصرف الصحي”، موضحًا أن التطبيقات العلمية القائمة على هذا الشأن، تستغل ميكانيزم النوع المُتناهي الصغر “المايكرو ألجي”، وحركتها المُستمرة في المسطحات المائية، وعمليات تصنيع الغذاء الخاصة بها، في تحقيق الغرض المنوط والمطلوب منها.
وأوضح أن استخدام الطحالب في مُعالجة المياه، يعتمد على عمليات البناء الضوئي التي تقوم بها هذه الكائنات الدقيقة، والتي تتلخص في سحب ثاني أكسيد الكربون وكافة المُلوثات والمُركبات العضوية المُنتشرة في المياه، بالإضافة لأشعة الشمس كمُدخلات أساسية لتخليق غذائها، فيما تتمثل مُخرجات عملية التمثيل الغذائي التي تقوم بها، في إطلاق الأكسجين والمياه النقية الصالحة لإعادة الاستخدام مرة أخرى، كأعظم دلائل بديع خلق الله، لإحداث التوازن الطبيعي المطلوب في الكون.
موضوعات قد تهمك:
الطحالب.. ودورها في علاج التقلبات المناخية “حقائق مُذهلة”
استخدامات الطحالب في مُعالجة العناصر الثقيلة
واصل الدكتور رضا مغازي شرحه لطرق الاستفادة من الطحالب في مُعالجة المياه من ترسيبات العناصر الثقيلة، المُتمثله في مياه صرف المصانع، موضحًا أن النوع الثاني من هذه المخلوقات “الماكرو ألجي”، يتم الاعتماد عليه بشكل كبير في إعادة التدوير المعملية، لاستغلال قدراتها المُذهلة في امتصاص العناصر الثقيلة بمُختلف أشكالها، قبل تمريرها على وحدة فلاتر مُعدة لهذا الغرض، لتكون صالحة للاستخدام مرة أخرى.
إقرأ أيضًا:
زراعة الطحالب.. تعرف على أبرز 15 تطبيقًا لـ”سلة غذاء المُستقبل”
التسميد بالطحالب.. وأثره على زيادة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل
أوجه الاختلاف بين طحالب المياه العذبة والمالحة
أكد الدكتور رضا مغازي على وجود عدة فوارق ملحوظة بين طحالب المياه العذبة ونظيرتها الموجودة بالبحار والمسطحات المائية المالحة، موضحًا أن الأولى تكون مُتناهية الصغر – مايكرو ألجي – ولا يمكن رؤيتها بالعين المُجردة، إلا بعد إجراء الفحوصات المجهرية، فيما تظهر الأخيرة بعدة أشكال، سواء “مايكرو ألجي” أو “ماكرو ألجي” والتي تتبدى على الصخور المُنتشرة على الشواطىء أو في أعماق المُحيطات والبحار.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: