ارتفاع الملوحة واحدة من أبرز الإشكاليات التي تُهدد خطط كافة الحكومات، الرامية للتوسع الأفقي في مساحات الأراضي المُنزرعة بها، لحماية ملف الأمن الغذائي، كصورة جلية وملحوظة للتداعيات السلبية الخطيرة الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي تسعى مصر من خلال رئاستها للنسخة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف أعضاء الأمم المُتحدة المعنية بهذا الملف، للخروج بحلول أكيدة وجدية لتجاوزها والحد من مخاطرها على حياة البشر.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور علاء طنطاوي – أستاذ الخضر والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث – ملف ارتفاع الملوحة بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على سبل مُعالجتها، وأبرز التقنيات والتوصيات الفنية الواجب اتباعها للتغلب على هذه الإشكالية، بوصفها أحد التداعيات السلبية الملموسة لظاهرة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري.
الخسائر الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع الملوحة
في البداية تحدث الدكتور علاء طنطاوي عن تداعيات ارتفاع الملوحة، موضحًا أن عام 2019 لفت إلى خطورة هذا الأمر، والذي تسبب في انخفاض إنتاجية 45 مليون هكتار من المساحات المُنزرعة حول العالم.
وأوضح أن ارتفاع الملوحة يؤدي طبقًا للدراسات والإحصائيات إلى فقدان 1.5 هكتار سنويًا، بسبب زيادة وارتفاع مُعدلاتها عن الحدود المسموحة، بما يُعيق إمكانية تحقيقها للعوائد الاقتصادية المأمولة منها.
أنواع ارتفاع الملوحة
فرق أستاذ الخضر والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث بين نمطين من أشكال ارتفاع الملوحة، موضحًا أن الشق الأول يختص بارتفاع ملوحة التربة، فيما يتمثل الجانب الأخطر والأصعب من هذه الأزمة في ارتفاع ملوحة مياه الري.
حلول ارتفاع ملوحة التربة
أكد “طنطاوي” أن التعامل مع ملف ارتفاع الملوحة الخاص بالتربة، هو الجانب الأقل حدة وخطورة لهذه المشكلة، حيث يُمكن اللجوء إلى عدة حلول لتخطي أثارها السلبية، أبرزها غسل التربة، أو استخدام بعض المركبات الكيميائية التي تُعيد التوازن والتعادل المطلوب إلى الرقعة الزراعية موضع الأزمة.
موضوعات قد تهمك
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
الأراضي الصحراوية.. جدوى وأهمية مُعاملات تجهيز التربة
تداعيات إشكالية الملوحة
سلط أستاذ الخضر والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث الضوء على أبرز المشاكل المُترتبة على ارتفاع الملوحة، موضحًا أنها تؤثر سلبًا على نسبة الإنتاجية والنبات بشكل عام في كافة مراحل نموه المختلفة، بدءًا من مرحلة الإنبات، والنمو الخضري، التزهير والعقد، ما يؤدي لخسائر اقتصادية قد لا يتحملها المُزارعين.
محاصيل حساسة ضد الملوحة
لفت إلى الحساسية الشديدة التي تتميز بها بعض المحاصيل تجاه ارتفاع الملوحة، وفي مُقدمتها “الفاصوليا”، التي لا يُمكن زراعتها بأي تربة تتجاوز مُعدلات الملوحة فيها حدود الـ1 جزء في المليون، والأمر عينه بالنسبة لـ”الموز” في الفاكهة.
وأشار إلى أن التغلب على هذه الإشكالية يتطلب اتباع برنامج مُتكامل وصارم، يتم تطبيقه على مدار مراحل نمو النبات المُختلفة، وذلك لتقليل الأثر السلبي الضار لهذه الإشكالية، التي تُهدد بعض الأراضي على مستوى الجمهورية، وبالأخص المناطق الساحلية منها.
إقرأ أيضًا
السياسة الصنفية لـ”الفول البلدي”.. أفضل التقاوي المقاومة لـ”الهالوك” و”الأمراض الورقية”
الأسمدة الزراعية.. “الذبابة البيضاء” و”عفن الطرف الزهري” وعلاقتهما بأخطاء التسميد
لا يفوتك