ارتفاع أسعار اللحوم بات يُمثل واحدة من المشاكل الأساسية لغالبية الأسر المصرية، وهي الأزمة التي تشابكت أسبابها ومحاورها، لتلقي بتبعاتها السلبية على مستوى الصحة العامة، وهي المسألة التي تدعو لضرورة البحث عن حلول بديلة، بالإضاف لتضافر كافة الجهود، لعودة الأمور لسابق عهدها، بما لا يُخل باحتياجات المواطن.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد سليمان -أستاذ تغذية الحيوان بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية- ملف استراتيجية الدولة للنهوض بملف الثروة الحيوانية.
في البداية تحدث الدكتور أحمد سليمان على الآثار المُترتبة على ارتفاع أسعار اللحوم، والتي تُلقي بتبعاتها السلبية على انخفاض مستوى الصحة العامة، موضحًا أن أدت لانخفاض حصة الفرد من البروتين الحيواني لتتوقف عند حدود الـ17 جرام يوميًا.
وأوضح أن هذا الرقم “المُتدني” مُقارنة بالدول المُحيطة النامية منها والمتقدمة، له مردوده السلبي على مستوى مناعة الفرد، ويقلل مدى قدرته على مُقاومة الأمراض، وهي المسألة التي تنعكس بشكل مُباشر على مُقدرات الدول والشعوب، كونها مؤشرًا لقوتها البشرية.
وأكد “سليمان” إلى القفزات الجنونية في أسعار اللحوم غير مبررة على الإطلاق، موضحًا أن 50% من قدرتنا على حل المشكلة تكمن في دراسة أسبابها الحقيقية، وهي الأرضية التي تُمهد للوصول للنهاية الصحيحة.
وتطرق أستاذ تغذية الحيوان إلى إجمالي إنتاجنا المحلي من اللحوم بمختلف أنواعها، ما قبل اندلاع أزمة ارتفاع الأسعار الأخيرة، مُؤكدًا أن الإحصاءات الرسمية تشُير إلى أن الإنتاج المحلي كان يفي بـ60% من احتياجاتنا، مع استكمال الـ40% المتبقية من النوافذ الاستيرادية سواء حية أو مذبوحة.
وكشف “سليمان” أن إنتاجنا المحلي من اللحوم الحمراء كان يصل 600 ألف طن، لافتًا إلى أن إنتاجنا الداجني وصل إلى 1.4 مليار دجاجة، و14 مليار بيضة، 6 مليون طن ألبان، موضحًا أن هذه الأرقام تُمثل إجمالي حجم الإنتاج سنويًا.
وسلط الضوء على الخريطة الاستيرادية التي كنا نعتمد عليها لتلبية احتياجات السوق المحلي من اللحوم، والتي ضمت عدة دول على مستوى العالم، أبرزها كرواتيا، البرازيل، المكسيك، أمريكا، إيطاليا، الهند، فيما كانت الفلبين هي مصدر غالبية حصتنا الاستيرادية من الأسماك، لافتًا إلى التحذيرات التي وردت بشأنها كونها تُربي الأسماك داخل الجوارير.
وتطرق “سليمان” إلى أزمة ارتفاع أسعار البيض، الذي كان لدينا اكتفاء ذاتي فيه حتى وقت قريب، قبل القفزات الجنونية التي شابته، والتي أدت لتجاوز سعر الكرتونة حدود الـ100 جنيه، مؤكدًا أن هذا الرقم يتجاوز قدرات المواطن العادي، ما وضعه أمام واحد من خيارين، إما الاستغناء عن هذه السلعة، أو ترشيد حدود استهلاكه اليومي منها.
ولفت إلى تبعات أزمة الحرب “الروسية – الأوكرانية” السلبية على السوق المصرية، وساهم بشكل مباشر في أزمة ارتفاع أسعار اللحوم، موضحًا أن كلتا الدولتان يُمثلان المصدر الأساسي لـ90% من احتياجاتنا الفعلية سواء كانت أعلاف كالذرة أو كُسب فول الصويا، بالإضافة للزيوت التي يتم إضافتها لعلائق الدواجن لرفع قيمتها الغذائية، علاوة على زيوت الطعام.
واستطرد حديثه مُشيرًا إلى أننا نستورد 900 ألف طن لحوم بمُختلف أنواعها “حمراء، بيضاء، أسماك”، وهو رقم يحتاج لتوفير مبالغ ضخمة من العملة الصعبة، في وقت ارتفعت فيه أسعار الدولار لتتجاوز حدود الـ29 جنيه، مُلخصًا الأزمة في عدم توافر الأعلاف.
وأوضح أن حل مُشكلة الأعلاف تستدعي البحث عن حلول بديلة، يتوجب على الدولة والمُربين التعاون فيها، لافتًا إلى ضعف إنتاجية الحيوانات المحلية، والتي عزاها لواحد من سببين، إما خلل في تركيبتها الوراثية أو عدم حصولها على الحد الأعلى من احتياجاتها الغذائية.
وشدد “سليمان” على وجود ضرورة مُلحة لإطلاق مشروعات قومية عملاقة، تستهدف زراعة محاصيل العلف الأساسية كالذرة وفول الصويا، مع إنشاء الصناعات القائمة عليها، والتي تُمثل قيمة مُضافة لها مثل كسب فول الصويا، والنشا والجلوتوفيد من الذرة.
وأوضح أن تفعيل قرار الزراعة التعاقدية لمحاصيل الذرة وفول الصويا، يمثل أحد الركائز الأساسية التي تُسهم بشكل إيجابي في حل أزمة العلف، بما يشجع المُزارعين لتوسيع رقعة زراعتها، وينعكس إيجابًا على تنامي حصتنا الإنتاجية، وتوفير احتياجات السوق والمربين بسعر عادل، ما يترتب عليه انخفاض أسعار المُنتج النهائي.
وكشف عن الشق الثالث لحل المشكلة، والذي يتمثل في توفير بدائل الأعلاف، بما يلبي احتياجات الحيوان الغذائية، ويقلل من إجمالي تكاليف مستلزمات الإنتاج على المُربين، وذلك باللجوء إلى عدة حلول أبرزها إضافة مفروم حطب الذرة، أو تبن الفول السوداني إلى العلائق.
وسلط “سليمان” الضوء على عدة بدائل يمكن الاعتماد عليها في ملف التغذية الحيوانية، مثل مخلفات مصانع مشروبات الشعير، وأهمها التبن، بالإضافة لمحاولة الاستفادة من المخلفات الزراعية والتي تصل إلى 40 مليون طن سنويًا، ما يُسهم في حل مشكلة العلف تمامًا.
إقرأ أيضًا
حمى اللبن.. أسبابها وأعراضها وطرق علاج الماشية المصابة بها
دوار الرأس في الأغنام.. أسباب الإصابة والأعراض وأبرز الإجراءات الواجب اتباعها
براغيث الماعز والأغنام.. أفضل الإجراءات الواجب اتباعها للقضاء على تلك الآفة
الندوة المتأخرة في البطاطس.. أسباب الإصابة وتوقيت حدوثها وجدول المبيدات المُعتمدة للمكافحة
لا يفوتك