الجمبري واستراتيجيات تعظيم الإنتاج كان محور حديث الدكتور عبد العزيز نور – أستاذ الإنتاج الحيواني والسمكي بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، رئيس المؤتمر العالمي للإنتاج المستدام للأحياء المائية والمأكولات البحرية – خلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج صوت الفلاح، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”.
إنتاج الجمبري بتقنيات “التربية الانتقائية”
في البداية تحدث الدكتور عبد العزيز نور عن التجربة التي خاضها مزارعو الإكوادور، والتي تم الاعتماد فيها على تقنيات “التربية الانتقائية – selective breeding“، وسلالات “الجمبري الفانمي”، نظرًا لارتفاع درجة مقاومته للأمراض، التي أصابت أنواع الجمبري العملاقة التي يتم تربيتها في السعودية وغالبية دول جنوب شرق آسيا.
وأوضح أن الشركات الأمريكية المتخصصة التقطت طرف الخيط، وبدأت في تطويع وتطوير التجربة الاكوادورية، في فلوريدا وهاواي لإنتاج الأمهات، لتتكلل جهودهم بالنجاح، وتصبح هذه الشركات هي المسؤولة عن تصدير الأمهات إلى كافة دول العالم.
وأكد رئيس المؤتمر العالمي للإنتاج المستدام للأحياء المائية والمأكولات البحرية على إمكانية استلهام هذه التجربة واستنساخها وتكرارها، اعتمادًا على الكوادر والخبرات العلمية والأكاديمية الموجودة في المراكز البحثية المصرية.
ذبابة الجندي الأسود وعلاقتها بتربية وإنتاج الجمبري
تطرق أستاذ الإنتاج الحيواني والسمكي بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية إلى أحد الحلول التي تم الاعتماد عليها للتغلب على مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف، والتي تستند إلى محورين هامين، الأول يختص ببدائل البروتين، والتي تم تدبيرها عن طريق تقنيات تربية الحشرات وأشهرها ذبابة الجندي الأسود “Black soldier fly”، والثاني يختص بتربية الطحالب والكائنات وحيدة الخلية.
وكشف “نور” أن جسم ذبابة الجندي الأسود أو “Black soldier fly” يحتوي على 50% بروتين و20% دهن، ما يعني أنه يمكن الاعتماد عليها، كبدائل صحية للذرة المستخدم كعلف، والذي يتم استيراده بالعملة الصعبة، لافتًا إلى أن نسبة تحويل النفايات العضوية يكون بمعدل 5 إلى 1، وهو رقم يوضح كيفية الاستفادة من مواردنا الذاتية، وتطويعها لتقليل كلفة الإنتاج.
تحويل المخلفات العضوية إلى علف
سلط “نور” الضوء على واحدة من المفاجآت العلمية، التي يمكن الاعتماد عليها لتدبير الغذاء الطبيعي الذي يحتاجه الجمبري داخل أحواض التربية، وهي التقنية التي توفر على الدولة، رقمًا ضخمًا من العملة الصعبة، التي يتم توجيهها لاستيراد الأعلاف.
وأكد رئيس المؤتمر العالمي للإنتاج المستدام للأحياء المائية والمأكولات البحرية أن بيئة “كرش” الحيوانات الضخمة، تساعد على هضم وتحويل أي شيء يصل إليها، موضحًا أن نفس هذه البيئة موجود في مياه الأحواض التي يتم فيها تربية الجمبري والأسماك، ما يعزز استغلال هذه المعلومة في إنتاج بدائل الأعلاف، ويوفر على الدولة مليارات الدولارات.
حل مشكلة مخلفات صرف المزارع السمكية
لفت إلى التجربة التي اتجهت أغلب دول العالم إلى تطبيقها، والتي تقوم على إلقاء زريعة المفرخات في المسطحات المائية، موضحًا أن التوسع في تطبيق هذه التجربة، يقلص الفجوة الإنتاجية الموجودة حاليًا، ويلبي احتياجات السوق المحلي، ويقلص فرص لجوئنا إلى الاستيراد.
وانتقل “نور” إلى واحدة من الإشكاليات التي تواجه مستقبل الثروة السمكية في مصر، والمتمثلة في إيقاف إصدار التراخيص اللازمة للمزارع السمكية، بسبب إلقاء الصرف الخاص بها في المسطحات المائية، موضحًا أن “تايلاند” واجهت هذه المسألة منذ عشرة سنوات، بحل سلس وبسيط، عن طريق تجريم إلقاء المخلفات في المسطحات المائية، مع توفير وإيجاد نظم داخلية لتنقية ومعالجة المياه، وإعادة استخدامها مرة أخرى.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الاستزراع السمكي.. معاملات “الأمان الحيوي” واشتراطات “الصيد والحصاد”
الاستزراع السمكي.. أسباب تراجع إنتاجية البحيرات وملامح خطة 2030
الاستزراع السمكي.. جهود “المركز الدولي” وتحديات الإنتاج والطاقة المتجددة