إعداد وتجهيز "مزارع الموالح" واشتراطات استخدام "المادة العضوية" الحيوانية

إعداد وتجهيز “مزارع الموالح” واشتراطات استخدام “المادة العضوية” الحيوانية

مزارع الموالح ومعايير إضافة المادة العضوية خلال تجهيز التربة استعدادًا للموسم الجديد، واحدة من المعاملات التي تخضع لاشتراطات صارمة، وتنفذ وفق قواعد خاصة يتوجب الالتفات إليها، للوصول للنتائج المأمولة بحلول نهاية الموسم، وهي المسألة تستدعي تسليط المزيد من الضوء عليها والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين، للتوعية بأهم توصياتها ومحاذيرها.

وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة – الباحث بقسم الموالح بمحطة جنوب التحرير – أبرز التوصيات الفنية الخاصة بملف إضافة المادة العضوية لمزارع الموالح، في إطار التجهيز للموسم الجديد بالشرح والتحليل، لبيان أهم ضوابطها واشتراطاتها الفنية الصحيحة.

تجهيز مزارع الموالح للموسم الجديد

اشتراطات إضافة المادة العضوية

في البداية تحدث الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة عن بعض المعاملات الزراعية الهامة، والتي تلي الانتهاء من إجراءات تقليم مزارع الموالح، وتنفيذ الرشات الوقائية المعتمدة، ضد الإصابات الفطرية والحشرية، ضمن خطوات الاستعداد للموسم الجديد.

وأوضح أنه يتوجب على مزارعي الموالح، الانتباه إلى معايير واشتراطات إضافة واستخدام المادة العضوية، مشيرًا إلى أن التوصيات الواردة بهذا الشأن تجمع على استخدام “الكمبوست”، بوصفه أفضل الخيارات المتاحة.

مزايا الكمبوست

عدد “عجوة” مزايا الكمبوست، موضحًا أن الاعتماد عليه يضمن للمزارعين وجود مادة عضوية “كاملة التحلل”، مع خلوها من أي مسببات مرضية سواء فطريات أو غيرها، شريطة أن يكون ذا تركيبة متوازنة بين “المادة العضوية النباتية والحيوانية”.

وكشف الباحث بمحطة بساتين جنوب التحرير، عن لجوء بعض المصانع، إلى مضاعفة نسبة المادة العضوية النباتية على حساب الحيوانية، بسبب أزمة ارتفاع الأسعار المخلفات الحيوانية، وهي المسألة التي تفقد “الكمبوست” للكثير من مميزاته، سواء بالنسبة للتربة أو النبات.

قواعد تحضير المادة العضوية الحيوانية

نصح “عجوة” باللجوء إلى الحل الثاني، حال عدم وجود الكمبوست المطابق للمواصفات، وذلك عبر إضافة المادة العضوية الحيوانية “مخلفات المواشي”، شريطة اتباع التوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن، والتأكد من اكتمال تحللها وخلوها من بذور الحشائش.

وأوصى الباحث بمحطة بساتين جنوب التحرير، بوضع المادة العضوية الحيوانية على رأس الحقل قبل بدء الموسم بشهرين على أقل تقدير، مع إضافة نسب اليوريا الموصى بها إليها، واضعًا في الاعتبار إمكانية استخدام السوبر فوسفات في عملية “كمر وتحليل” هذه المخلفات.

اشتراطات إضافة “حامض الفسفوريك” و”السوبر فوسفات”

لفت “عجوة” إلى بعض المعايير التي يتوجب على مزارعي الموالح وضعها في الاعتبار، عند تجهيز وتحضير المادة العضوية الحيوانية، وفي مقدمتها أن يتم تخفيض المقننات السمادية المقررة، من “حامض الفوسفوريك” و”نترات الكالسيوم”، على مدار الموسم، حال إضافة السوبر فوسفات إلى “المخلفات الحيوانية” التي سيتم كمرها.

ووجه باستخدام المقننات السمادية المقررة من “حامض الفوسفوريك” و”نترات الكالسيوم” والحصص التسميدية الموزعة على مدار الموسم، حال عدم إضافة واستخدام “السوبر فوسفات”، في إجراءات تحضير وكمر المخلفات العضوية الحيوانية”.

محاذير استخدام الأسمدة البلدية

حذر “عجوة” من اللجوء إلى استخدام الأسمدة البلدية – خليط الطمي والمخلفات الحيوانية – التي قد يستخدمها البعض عند التحضير للموسم الجديد، مؤكدًا أنها تمثل أحد أبرز مسببات الإصابة، بالعديد من الأمراض والآفات، ما يترتب عليه التأثير بالسلب على حجم الإنتاجية والحصاد، علاوة على ارتفاع تكاليف المكافحة والعلاج، والتي تترجم خصمًا من نسبة الأرباح المتوقعة.

معدل إضافة المادة العضوية

تابع الباحث بمحطة بساتين جنوب التحرير شرحه لاستراتيجيات إعداد وتجهيز مزارع الموالح للموسم الجديد، مسلطًا الضوء على واحدة من أهم القواعد الحاكمة لعملية إضافة المادة العضوية، من واقع التجربة العملية والتطبيقية، وتوصيات الأساتذة المتخصصين.

وأكد أن أغلب الدراسات والتجارب العملية والتطبيقية أجمعت على إضافة المادة العضوية، المطابقة للمواصفات وكاملة التحلل، بمعدل 20كجم للفدان، مرة واحدة كل عامين بالنسبة للأراضي الرملية – يتم إضافتها في موسم مع حجبها في الموسم التالي – لترشيد وتخفيض كلفة مدخلات الإنتاج، لافتًا إلى أنها تؤدي للحصول على نفس حجم الحصاد المتوقع والمأمول.

واختتم توصياته الخاصة بإضافة المادة العضوية لمزارع الموالح، بأن تعميم هذه القاعدة، لا يجوز بالنسبة للأراضي الطينية، والتي يتوجب فيها الالتزام بإضافة المقنن المسموح مرة واحدة، ثم إراحة التربة لمدة عامين، مع تكرار الإضافة في العام الثالث، وهكذا بنفس المتوالية.