المخلفات الزراعية واستراتيجيات وتقنيات تعظيم الاستفادة المتحققة منها، ورفع درجة وعي المزارعين بسبل استخدامها كقيمة مضافة تقلل من تكاليف مدخلات الإنتاج، وتعظم في الوقت عينه حجم الإنتاجية والربحية الاقتصادية المتوقعة، كانت ضمن أبرز الملفات التي تطرق إليها الدكتور فوزي محمد أبو دنيا، المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني ورئيس قسم بحوث استخدام المخلفات الزراعية الأسبق – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
إعادة تدوير المخلفات الزراعية للتغلب على ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج
في البداية تحدث الدكتور فوزي محمد أبو دنيا عن فوائد إعادة تدوير المخلفات الزراعية، كأحد ركائز عملية إنتاج الأسمدة العضوية، كأحد البدائل التي فرضت نفسها بقوة، للتغلب على إشكالية ارتفاع أسعار الأسمدة التقليدية، موضحًا أن تدوير المخلفات الزراعية بشكل علمي سليم، يعظم حجم وإجمالي العوائد المتوقعة، علاوة على تحسين خواص التربة وإنتاجية المحاصيل.
وأوضح “أبو دنيا” أن الفلاح المصري يواجه تحديات كبيرة، لكن إعادة استخدام المخلفات الزراعية يمكن أن يكون حلاً فعالاً لتقليل المصاريف وزيادة العوائد، لافتًا لوجود كميات كبيرة من المتبقيات الزراعية بعد الحصاد، والتي يمكن استخدامها لإنتاج أعلاف وأسمدة عضوية، مما يساعد في مواجهة ارتفاع أسعار الأعلاف والأسمدة.
جهود معهد بحوث الإنتاج الحيواني
أكد رئيس قسم بحوث استخدام المخلفات الزراعية الأسبق أن معهد بحوث الإنتاج الحيواني يعمل على تقديم حلول فعّالة وبسيطة للمزارعين، تهدف إلى الاستفادة من هذه المتبقيات بطريقة سليمة وغير مكلفة، سواء تم توجيهها لإنتاج الأعلاف أو الأسمدة العضوية، موضحًا أن بعض المزارعين يواجهون “أحيانًا” صعوبة في استخدامها بشكل صحيح، ما قد يؤدي إلى عدم تحقيق الاستفادة الكاملة منها، مشيرًا إلى أهمية تدريبهم على كيفية إعداد الأسمدة العضوية بطرق تضمن لهم عائدًا اقتصاديًا جيدًا.
أنواع المخلفات الزراعية
أشار إلى وجود نوعين من المخلفات الزراعية التي يمكن استغلالها، الأول هو المخلفات الخضراء التي يمكن تحويلها إلى سيلاج، مثل عيدان الذرة الشامي، والتي تتميز ببقائها خضراء لفترات طويلة بعد نضج المحصول، مما يزيد من قيمتها الغذائية للحيوان. مشيرًا إلى فوائدها الغذائية والصحية، نظرًا لإسهاماتها الملموسة في تسريع عملية الهضم، وزيادة معدلات استهلاك الحيوان منها، سواء تم فرمها أو تحويلها إلى سيلاج.
وانتقل “أبو دنيا” إلى النوع الثاني وهو “المخلفات الجافة”، مثل عيدان الذرة والأرز، وغيرها من بقايا المحاصيل الزراعية، بالإضافة لنواتج تقليم الأشجار، لافتًا إلى احتواء هذه المخلفات على نسبة عالية من العناصر الغذائية، خاصة في الأوراق، والتي تعتبر مركزًا لتجميع المكونات الغذائية، وموضحًا أنه يمكن معالجتها بعد “الفرم”، لزيادة قيمتها الغذائية، وتحسين عملية الهضم ومضاعفة معدلات استهلاك الحيوان لها، ما يسهم في تقليل الاعتماد على الأعلاف التقليدية المركزة، التي ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ.
“المفيد”.. أحدث بدائل الأعلاف التي ينتجها معهد بحوث الإنتاج الحيواني
كشف الدكتور فوزي محمد أبو دنيا عن منتج “المفيد”، الذي يتم إنتاجه بواسطة معهد بحوث الإنتاج الحيواني، موضحًا أنه يتكون من العسل الأسود واليوريا وبعض العناصر المعدنية، ومشيرًا إلى فوائد إضافة هذا المنتج إلى المخلفات الجافة “المفرومة”، ما يسهم في تقليل تكاليف الأعلاف المركزة، مع تحقيق وفر يقدر بـ20 جنيهًا تقريبًا لكل كيلو جرام من الأعلاف المركزة، علمًا بأنه يتمتع بنفس القيمة الغذائية، مما يوفر للمزارع حلاً اقتصاديًا فعّالًا.
دورات تدريبية للتوعية بكيفية الاستفادة من المخلفات الزراعية
أوضح الدكتور فوزي أن معهد بحوث الإنتاج الحيواني يقدم دورات تدريبية للمزارعين تهدف إلى تعليمهم كيفية استغلال المخلفات الزراعية، وتعظيم الاستفادة منها عبر استخدامها في تغذية الحيوانات بشكل صحيح، مؤكدًا أن هذه الدورات تشمل تعليم المزارعين كيفية إعداد الأعلاف، بناءً على نوع الحيوان واحتياجاته الغذائية، مشيرًا إلى أن المعهد يعمل بجد لتطوير هذه الحلول وتقديمها للمزارعين بأبسط الطرق الممكنة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
إعادة تدوير المتبقيات الزراعية واستراتيجيات مضاعفة القيمة الاقتصادية
بدائل الأعلاف.. 3 فوائد مباشرة لاستخدام “أوراق التوت” كعلائق للدواجن