المتبقيات الزراعية وطرق الاستفادة منها، وتعظيم الناتج الاقتصادي الناجم عنها، من خلال تطبيق تقنيات إعادة التدوير، كانت أحد أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور فوزي محمود أبو دنيا – المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، رئيس قسم بحوث استخدام المخلفات الزراعية الأسبق – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
إعادة التدوير وتصحيح المفاهيم المغلوطة
في البداية صحح الدكتور فوزي محمود أبو دنيا، بعض المفاهيم الشائعة والمغلوطة حول إعادة تدوير “المخلفات الزراعية” بشكل عام، موضحًا أن غالبية علماء وباحثي النبات والبيئة والزراعة استقروا على عدم جواز استخدام هذا المصطلح.
طرق الاستفادة من “المتبقيات الزراعية” بعد الحصاد
أوضح المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني أن تم الاستقرار في النهاية على وضع توصيف علمي آخر، أكثر دقة وملائمة وهو إعادة تدوير “المتبقيات الزراعية”، ضاربًا المثل بإعادة تدوير أعواد الذرة، كعنصر ذو قيمة يتم استغلاله في العديد من الصناعات الأخرى، بما يمهد للحصول على منتج جديد كـ”العلف والسماد العضوي أو الكمبوست”.
وتطرق “أبو دنيا” إلى زاوية أخرى لهذا الملف الاستراتيجي، موضحًا أن معاملات جمع وحصاد المحاصيل الزراعية، ينجم عنها ما يعادل 38 مليون طن من المتبقيات النباتية، التي يمكن إعادة تدويرها واستغلالها في إنتاج بدائل أعلاف طبيعية خالية من المواد الكيميائية، بما يساعد على تحسين مواصفات جودة وإنتاجية مشروعات الإنتاج الحيواني سواء التسمين أو الحلاب.
إنتاج الأسمدة والأعلاف
أكد المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني أن ملف إعادة تدوير المتبقيات النباتية، يمكن استثماره في إنتاج أسمدة عالية الجودة لتحسين خواص التربة ومعدلات خصوبتها، مع تقليص احتياجات المزارعين من الأسمدة الكيميائية، وهي المسألة التي تنعكس بالإيجاب على إجمالي الإنتاجية.
ولفت “أبو دنيا” إلى التقنيات العلمية الحديثة التي أدخلها العلماء لتحسين مستوى الأسمدة البلدية التقليدية، ورفع قيمتها عشرات المرات، بما يخدم أهدافهم الطموحة لتحسين خواص التربة، وما يترتب عليه من مضاعفة إنتاجيتها دون المساس بالبيئة، مع الارتقاء بمستوى دخل المزارعين.
مكاسب بيئية
أشار المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني إلى بعض فوائد إعادة تدوير المتبقيات النباتية، موضحًا أنها أتاحت الفرصة لتعظيم حجم الاستفادة من تلك المواد الطبيعية، التي كان يتم التخلص قديمًا بالحرق، ما يؤدي لإهدار كمية ضخمة من المواد العضوية، دون تحقيق أي استفادة ممكنة منها، علاوة على تبعاتها السلبية على البيئة وصحة الإنسان.
خيارات إضافية
طرح “أبو دنيا” عدة خيارات ممكنة، لتعظيم حجم الاستفادة من المتبقيات الزراعية لمحصول الموز، نظرًا لطول فترة مكثه بالتربة والتي تستمر على مدار العام، علاوة على ارتفاع بصمته المائية والكربونية نتيجة الاستعانة بنظم الميكنة الزراعية أكثر من مرة.
وأكد المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني أن المتبقيات الزراعية لمحصول الموز – تتجاوز حدود الـ40 طنًا – يمكن استغلالها في عدة مجالات، أبرزها إنتاج الألياف التي تدخل في صناعات الغزل والنسيج والملابس والسجاد والأخشاب والكراسي والورق، و35 صناعة قائمة على متبقيات هذا المحصول الاقتصادي الهام.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
مخلفات دودة القز والعذراوات.. 4 مكاسب اقتصادية من إعادة تدويرها كـ”علائق”
الزراعة الذكية مناخيًا.. “الأقلمة” وتعظيم الاستفادة من “المتبقيات”