المبيدات الزراعية واحدة من الركائز والعناصر التي لا يمكن الاستغناء عنها، ضمن حزمة الإجراءات التي يتم اتباعها للتغلب على تداعيات التغيرات المناخية، والتي أثرت بالسلب على أغلب الحاصلات والنباتات، وقلصت من قدرتها على التأقلم مع الظروف المحيطة، شريطة الالتزام بالقواعد والاشتراطات المنظمة لاستخدام هذه المركبات الكيميائية، وهي الملفات التي تطرق إليها الدكتور طارق عبد العليم – الباحث بالمعمل المركزي للمبيدات – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
أثر المبيدات الزراعية على البيئة والمخاطر المرتبطة بها
في البداية أوضح الدكتور طارق عبد العليم أن بعض المبيدات الزراعية التي كانت تُستخدم بفعالية عالية، قد تم وقف استخدامها لاحقًا، بسبب ظهور مشاكل بيئية غير متوقعة، ضاربًا المثل بمادة “الفوبرنيل” التي كانت تستخدم ضد سوسة النخيل، وحققت نجاحات كبيرة في مكافحة هذه الآفة، قبل صدور قرار وقف استخدامها، بعدما كشفت الدراسات البيئية أنها تُضعف قشرة البيض لدى الطيور، مما يهدد التكاثر الطبيعي لها، ما يوضح أهمية الدراسات البيئية الدقيقة، التي يتم إجرائها قبل وبعد تسجيل المبيد.
وأكد “عبد العليم” أن هناك مجموعة أخرى من المبيدات الزراعية تم تقييد استخدامها، مثل مجموعة “النيونيكوتينويد”، التي كانت توصف بأنها سحرية في مكافحة الآفات الحشرية، لكنها أثرت على النحل بشكل غير مباشر، مشيرًا إلى الدراسات التي أثبتت أن هذه المركبات لا تقتل النحل، لكنها تؤثر على ذاكرته وتجعله غير قادر على العودة إلى خلاياه، مما يضعف من معدلات الإنتاجية المتوقعة، وهي المسألة التي عجلت باستصدار قرار من لجنة المبيدات أواخر عام 2021، بتقييد استخدام هذه المبيدات في بيئات محكمة مثل الصوب الزراعية.
فترة الأمان (PHI) ودورها في سلامة المحاصيل
أشار “عبد العليم” إلى فترة الأمان (PHI) كأحد العناصر الأساسية في تقييم سلامة استخدام المبيدات الزراعية، والتي تشير إلى المدة الزمنية التي يجب أن ينتظرها المزارع بعد رش المبيد، حتى يكون المحصول صالحًا للاستهلاك الآدمي، موضحًا أن هذه الفترة تعتمد على نوع المبيد ونوع المحصول، وتتراوح عادة بين يوم إلى أسبوع أو أكثر، مؤكدًا أن عدم الالتزام بفترة الأمان يؤدي لوجود بقايا ضارة من المبيد على المحصول، مما يهدد صحة المستهلك، ويقلص من الفرص التصديرية للمنتج النهائي.
وأوضح أن الحدود القصوى المسموح بها لبقايا المبيدات (MRL) تُحدد من خلال المعمل المركزي للمبيدات، والتي تُعتبر معيارًا أساسيًا خاصة في المنتجات المُصدرة، مؤكدًا أن أي شحنة تحتوي على نسب متبقيات تتجاوز هذه الحدود يتم رفضها ومنعها من الوصول إلى المنافذ التصديرية، مما يبرز أهمية الامتثال للمعايير الدولية والمحلية على حد سواء.
إرشادات استخدام المبيدات الزراعية بطريقة سليمة
قدّم “عبد العليم” عدة نصائح للمزارعين حول كيفية استخدام المبيدات بشكل آمن وفعال، موجزًا تلك التوصيات في النقاط التالية:
- تحديد نوع الآفة الموجودة في الحقل
- المرحلة الحرجة التي تستوجب استخدام المبيد
- استخدام المبيد المحدد لنوع المحصول والآفة المستهدفة
- الالتزام بالجرعة الموصى بها بدقة دون زيادة أو نقصان، حيث يؤدي الإفراط في الجرعة لمشاكل للنبات، فيما يعزز النقصان فرص تطوير المقاومة لدى الآفة.
وشدد على أهمية اختيار الوقت المناسب لتطبيق المبيد، مشيرًا إلى أن أفضل الأوقات هي الصباح الباكر أو آخر النهار، حيث تكون درجات الحرارة أقل والرياح أقل شدة، موضحًا أن التطبيق في أوقات الرياح أو المطر قد يقلل من فعالية المبيد، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون المزارع على دراية بطبيعة المياه التي يستخدمها في الرش، حيث أن المياه القاعدية أو الحمضية قد تؤثر على تكسير المبيد وتقليل فعاليته.
وأكد على أن استخدام المبيدات يتطلب وعيًا بيئيًا وصحيًا من المزارعين، وذلك من خلال الالتزام بالتوصيات والإرشادات العلمية لضمان سلامة المحاصيل وصحة الإنسان، مشددًا على أهمية القوانين والتشريعات التي تنظم تداول واستخدام المبيدات في مصر، بهدف حماية البيئة وضمان فعالية المحاصيل الزراعية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
قواعد تسجيل المبيدات وعلاقتها بالصادرات الزراعية
موضوعات قد تهمك..
مكافحة حشائش القمح والتوقيت الأمثل لتنفيذ معاملات الرش ودور مطبقي المبيدات
مطبقي المبيدات وأبرز الاشتراطات التي يتوجب مراعاتها أثناء المكافحة