النيماتودا كانت المحور الرئيسي لحديث الدكتورة سماء محمود شوقي – رئيس قسم بحوث الأمراض النيماتودية السابق، أستاذ النيماتولوجي بمعهد بحوث أمراض النباتات، مركز البحوث الزراعية – خلال حلولها ضيفةً على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
نبذة عامة عن النيماتودا
في البداية عرفت الدكتورة سماء محمود شوقي “النيماتودا” بأنها كائن حي يتبع المملكة الحيوانية، ولا يرى بالعين المجردة، موضحةً أنه ينضوي تحت هذه العائلة الكبيرة، مجموعة متنوعة بعضها مفترس وبعضها مترمم، فيما يعيش بعضها داخل الأوساط المائية كالبحار والمحيطات، بينما يسبب البعض الآخر منها العديد من الأمراض التي تهدد المملكة النباتية، سواء بالنسبة للمجموع الجذري أو الخضري.
وأوضحت “شوقي” أن كلمة النيماتودا يعود أصلها للغة الإغريقية، حيث تتكون من شقين “نيما” بمعنى “شبه” و”أويت” بمعنى “خيطية”، وهي كائن حي شفاف ولا يحتوي على أي صبغات، ولا يمكن ملاحظته أو رؤيته بالعين المجردة، ويبلغ من الصغر ما يتيح لـ8 آلاف يرقة العيش داخل قطرة مياه واحدة.
ولفتت أستاذ النيماتولوجي إلى تعدد أشكال الإصابة الممكنة، بفعل النيماتودا، حيث تهدد المجموع الخضري والجذري، والبذور والحبوب والأبصال، فيما يكتفي بعضها بالتطفل على الجذور من الخارج، بينما يمضي البعض الآخر منها جزءًا من حياته داخلها، على أن يستكمل دورة حياته خارجها.
“التسرطن” أو “نيماتودا تعقد الجذور”
تطرقت “شوقي” إلى نيماتودا تعقد الجذور، بوصفها الأوسع انتشارًا، موضحةً أنها تقوم بتحويل البروتينات الموجودة داخل النسيج النباتي، إلى أحماض أمينية أهمها “حمض التربتوفان”، والذي ينشط بدوره عملية انقسام الخلايا مخلفًا ما يعرف بـ”العقد النيماتودية”، أو “التسرطن” كما يصطلح عامة المزارعين على تسميتها.
الموت الرجعي
أشارت “شوقي” لقدرات النيماتودا، والتي تتيح لها إصابة أشجار الموالح والزيتون والعنب، مسببة ما يعرف بـ”الموت الرجعي” أو “التدهور البطيء”، حيث تؤدي لجفاف الشجرة المصابة من الأعلى إلى الأسفل، مؤكدةً أن إهمال وتأخر كشف الإصابة، يحتم على المزارع ضرورة تقليع الأشجار المصابة، والقيام بعمليات التعفير وبعض المعاملات الزراعية الواردة بهذا الشأن.
أيهما أكثر عرضة للإصابة.. التربة الطينية أو الأراضي الجديدة؟
كشفت الدكتورة سماء محمود شوقي أن النيماتودا تنتشر بكثافة وبشكل أكبر في الأراضي الجديدة والمستصلحة، نظرًا لاتساع مسام التربة فيها، ما يتيح لهذه الآفة حرية الحركة بشكل أكثر يسرًا وسهولة، على عكس الأراضي الطينية الثقيلة، التي تحد من قدرتها على الانتشار وتقلل تعدادها.
أشهر الأعراض الدالة على وجود الإصابة
سلطت أستاذ النيماتولوجي الضوء على بعض أشهر الأعراض الظاهرية، التي يمكن للمزارع من خلال رصدها، الكشف عن وقوع الإصابة، وأوجزتها في النقاط التالية:
- تقزم النباتات
- اصفرار النباتات
- تعقد الجذور
- تقرح الجذور
ونوهت “شوقي” إلى خطورة نيماتودا تقرح الجذور، موضحةً أن الجروح السطحية الناجمة عنها، تفسح المجال لانتشار وهجوم باقي المسببات المرضية الفطرية والبكتيرية والفيروسية، فيما يعرف بـ”المرض المركب”، ما يفرض على المزارع ضرورة علاج النيماتودا أولًا، كخطوة أساسية للتخلص من باقي الأمراض الأخرى.
إجراءات الوقاية
وضعت رئيس قسم بحوث الأمراض النيماتودية السابق، خطة الإجراءات الوقائية التي يتوجب على المزارعين تطبيقها قبل بدء الزراعة، للحيلولة دون انتشار النيماتودا، والتي جاءت كالتالي:
- تحليل التربة بشكل دوري
- التعامل مع مصدر موثوق منه لشراء الشتلات
- تحليل الشتلات قبل الزراعة
- استخدام الأصناف والشتلات المقاومة
- تطبيق البرامج السمادية المنضبطة والصحيحة
- استخدام أسمدة عضوية خالية من الملوثات
- تعقيم الجرارات والمحاريث أو أي أدوات قبل استخدامها
- تعقيم إطارات أي مركبة قبل الدخول للمزرعة
- تعقيم أحذية المزارعين والعمالة قبل الدخول للمزرعة
أسباب الإصابة وانتقال العدوى
لفتت أستاذ النيماتولوجي بمعهد بحوث أمراض النباتات، إلى بعض أسباب انتشار عدوى الإصابة بالنيماتودا، ووزعتها على عدة أنماط كالتالي:
- استخدام الأسمدة البلدية الملوثة، يمثل أحد أبرز أسباب الإصابة بتلك الآفة
- نقل التربة يعزز فرص انتقال العدوى من مكان لآخر
- الاستعانة بأدوات ملوثة سبق استخدامها في أراض موبوءة
- عدم التخلص من بقايا المحصول السابق الذي يحمل الإصابة
- انتقال الحيوانات من الأراضي الموبوءة إلى مناطق أخرى
- ما قد يعلق بأحذية المزارع من بقايا التربة المصابة
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
محاصيل الموالح.. اشتراطات تطبيق برامج مكافحة “النيماتودا” و”الأعفان”
مخاطر “تبرعم البنجر” واشتراطات الري قبل الحصاد والزراعة في الأراضي المصابة بـ”النيماتودا”
النيماتودا.. قواعد واشتراطات سحب عينات التحليل من “مزارع الفاكهة”