تربية وصناعة الدواجن واحدة من المشروعات الاقتصادية الاستراتيجية، التي تعزز قدرة أي دولة على التحكم في أمنها الغذائي، وتلبية احتياجات مواطنيها من البروتين الحيواني، كبديل هام وفاعل للحوم الحمراء، وهي المسألة التي تحتم ضرورة اهتمام المربين والمستثمرين بقواعد وركائز نجاح هذه الصناعة، وهو الملف الذي تناوله الدكتور عبد الرحيم ريحان – باحث تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
التغذية كعامل رئيسي في تكلفة الإنتاج
في البداية أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان أن التغذية تشكل أكثر من 70% من التكاليف المتغيرة في صناعة الدواجن، مشيرًا إلى أن أي خلل في هذه المنظومة يؤثر بشكل كبير على الإنتاج، ويصبح من الصعب تداركه، موضحًا أن الأبحاث العلمية تركز على كيفية تعظيم الاستفادة من المكونات العلفية التي يتناولها الطائر، لافتًا إلى أن الشركات العالمية تتجه نحو توفير العناصر الغذائية بأقل كمية ممكنة لتحقيق أقصى استفادة للطائر.
التقنيات الحديثة في تحسين كفاءة العلف
أوضح باحث تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني أن هناك اتجاهًا لإجراء عمليات حيوية على بعض الخامات العلفية قبل تقديمها للطائر، مثل عمليات التخمير (Fermentation) التي تُطبق على كسب فول الصويا وبعض الأكساب الأخرى، مضيفًا أن هذه العمليات تشمل إضافة إنزيمات أو بكتيريا نافعة، تساعد على تحليل مكونات العلف، مما يتيح للطائر امتصاصها بكفاءة أكبر، وبالتالي تقليل الفاقد وتحسين الاستفادة الغذائية.
أهمية التغذية السليمة في تحقيق إنتاجية أعلى بأقل تكلفة
لفت “ريحان” إلى أن التغذية السليمة هي مفتاح نجاح عملية التربية، حيث أن التغذية غير المدروسة تؤدي إلى خسائر اقتصادية وصحية للطائر. وأضاف أن صناعة الدواجن تحتاج إلى حساب دقيق لكل المدخلات والمخرجات، مشيرًا إلى أن أي استثمار في هذا المجال دون دراسة كافية للمتطلبات الغذائية سيؤدي إلى خسائر كبيرة.
ارتفاع تكاليف الإنتاج وأهمية تقليل المخاطر
أشار “ريحان” إلى أن تكلفة تربية الدواجن ارتفعت بشكل كبير مقارنة بالماضي، موضحًا أن سعر الكتكوت عمر يوم كان في السابق حوالي جنيه واحد، أما اليوم فقد وصل إلى 50 جنيهًا، مما يشكل عبئًا على المربين، مؤكدًا على ضرورة حماية المنتجين لضمان استمرارية الإنتاج وزيادته، مما يساهم في خفض الأسعار وتحقيق استدامة المنظومة الإنتاجية.
صناعة الدواجن وأهمية فهم الاحتياجات الغذائية لكل مرحلة عمرية
شدد باحث تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، على أن عدم معرفة الاحتياجات الغذائية للطائر، قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحته وإنتاجيته، موضحًا أن التغذية ليست عملية عشوائية، بل تستند إلى دراسات دقيقة تحدد الاحتياجات لكل مرحلة عمرية.
وأضاف أن المراحل العمرية للطائر تُقسم إلى “بادي، نامي، وناهي”، بالإضافة إلى مرحلة “بريستارتر” قبل البادي، والتي تحتوي على 24-25% بروتين في أول 7-10 أيام. وأشار إلى أن بعض الشركات العالمية تعتمد على خمس مراحل تغذية بدلاً من أربع، وذلك حسب الهدف الإنتاجي المطلوب، سواء كان لبيع الفرخة كاملة أو لاستخلاص أجزاء معينة منها مثل “الفيليه”.
صناعة الدواجن ودور التكنولوجيا الحديثة في إدارة التغذية
أوضح “ربحان” أن أنظمة التغذية الحديثة لم تعد تعتمد على الحسابات اليدوية أو برامج الإكسل، بل يتم تطويرها باستخدام برامج متخصصة تتيح حساب كمية الأحماض الأمينية المهضومة داخل الجسم، مما يساعد على ضبط نسب التغذية بدقة لتجنب أي خلل قد يؤثر على صحة الطائر.
تأثير سوء التغذية على صحة الدواجن
وأكد أن سوء التغذية قد يكون أحد الأسباب الرئيسية لإصابة الدواجن بالأمراض، مشيرًا إلى أن زيادة نسبة البروتين في بعض المراحل العمرية يؤدي إلى ارتفاع نسبة حمض اليوريك، مما يشكل عبئًا على الكلى، ويؤدي إلى تراكم العناصر المعدنية داخل الجسم، مما قد يسبب مشكلات صحية خطيرة.
وشدد على أن التغذية السليمة والمتوازنة هي الأساس في الحفاظ على صحة الطيور وضمان تحقيق أعلى إنتاجية بأقل تكلفة.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الفنية والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
أسباب فشل تحصينات الدواجن.. قائمة التوصيات والمحاذير الواجب مراعاتها
تحصينات الدواجن.. 15 معيارًا حاكمًا لاختيار نوع التطعيم الملائم لمزرعتك “تعرف عليها”