النيماتودا واحدة من الهواجس المقلقة، والتحديات المزعجة، نظرًا للتداعيات السلبية والخسائر المتوقعة وكلفة العلاج المرتفعة، التي يتحمل فاتورتها المزارع وحده، وهي المسألة التي تفرض ضرورة تسليط المزيد من الضوء عليها، والتوعية بسبل وكيفية التعامل معها على النحو الصحيح.
وخلال حلولها ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة – انتصار حلمي – أستاذ علم النيماتودا بقسم وقاية النباتات بكلية الزراعة جامعة عين شمس – هذا الملف بالشرح والتحليل.
أنواع النيماتودا
في البداية تحدثت الدكتورة انتصار حلمي عن النيماتودا بشكل عام، موضحةً أنها عبارة عن كائنات حية دقيقة، لا يمكن رصدها بالعين المجردة، حيث يقاس حجمها بـ”المايكرون”، فيما عدا الأنواع خارجية التطفل، ويمكن رؤيتها بصعوبة دون الاستعانة بالميكروسكوبات، وتتعدد مسمياتها وأشهرها النيماتواد الثعبانية أو الديدان الخيطية.
4 أنواع رئيسية أخطرها النباتية
قسمت “حلمي” عالم النيماتودا الواسع إلى عدة أقسام، تبعًا للحقل الذي تنتشر فيه، يمكن إيجازها في النقاط التالية:
- نيماتودا البحار والمحيطات “50%”
- نيماتودا المياه العذبة وتمثل 25% من إجمالي تلك الكائنات
- نيماتودا الحيوانات والإنسان والحشرات “15%”
- نيماتودا النبات وتمثل 10% فقط من إجمالي توزيع هذه الكائنات في مختلف البيئات
المعاملات الزراعية والمكافحة الطبيعية
أشارت الأستاذ بكلية الزراعة جامعة عين شمس إلى أن كافة أنواع هذه الآفة تندرج تحت مظلة الكائنات المائية، التي تحتاج لوجود غلاف خارجي رقيق من الرطوبة حول جسمها، لضمان بقائها واستمرار حياتها، لافتةً إلى أنها تموت بمجرد زوال هذا الشرط الوجودي.
وأكدت “حلمي” أن حرث التربة وتركها دون زراعة لفترة زمنية، يعد واحدًا من الطرائق والاستراتيجيات المتبعة، ضمن خطة العلاج التقليدية للتخلص من تلك الآفة، ولكنها قد لا تكون حلًا ناجعًا بشكل مطلق، نظرًا لوجود بعض “الأطوار المقاومة” للظروف البيئية غير الملائمة، والتي تدخل في فترة سكون طويلة، انتظارًا لتوافر الظروف التي تعزز عودتها لنشاطها مرةً أخرى.
النيماتودا النافعة بين الحقائق والشائعات
فجرت الأستاذ بكلية الزراعة جامعة عين شمس مفاجأة، بتأكيدها على وجود بعض أنواع النيماتودا النافعة، والتي يتم تصنيفها بالكائنات حرة المعيشة، لافتةً إلى أن هذا النوع يتغذى على المواد العضوية الموجودة حول النبات، ما يسهل تحليلها وتيسير وصول العناصر الغذائية للنبات.
وواصلت الدكتورة انتصار حلمي شرحها لأهمية بعض أنواع تلك الكائنات، وأبرزها النيماتودا المفترسة، والتي تؤدي دورًا فاعلًا للمزارعين، نظرًا لإسهاماتها الإيجابية في مقاومة الآفات الموجودة في التربة.
وشددت على ضرورة الترشيد في إجراءات المكافحة التي يلجأ إليها بعض مزارعينا، مؤكدةً أنه يتوجب عليهم الالتزام بالمقننات الموصى بها، لعدم الإضرار بالكائنات الدقيقة النافعة، التي تساعد في القضاء على الآفات الضارة والتخلص منها.
التحليل والمراكز المعتمدة
نصحت “حلمي” بضرورة الاتجاه إلى المراكز والمعامل المتخصصة، ومنها مركز الدراسات والاستشارات الزراعية التابع لكلية زراعة جامعة عين شمس، للحصول على نتائج منضبطة وموثوقة فيما يخص العينات التي يتم سحبها من التربة، للتأكد من تصنيف ونوع الآفة الموجودة، لافتةً إلى إمكانية وجود بعض الأنواع غير النباتية، مؤكدةً أنها لا تمثل أي خطر على المحاصيل الزراعية أو النباتات.
لا تفوتك مشاهدة هذا الفيديو..
موضوعات قد تهمك..
تحسين السبلة في زراعات الأرز.. توقيتات الرش وعلاقتها بطرد الحبوب
الإجهاد البيئي.. أضراره على “المحاصيل الزراعية” وعلاقته بـ”التوصيل الكهربي” و”معاملات التسميد”
التغيرات المناخية وتأثيرها على زراعات الموالح
رعاية الجاموس العشر.. أهمية “الدفع الغذائي” وأبرز الإجراءات الواجبة “قبل وبعد الولادة”