أنفلونزا الطيور واحد من الأمراض الخطيرة التي كانت حتى وقت قريب تُهدد الثروة الداجنة واستثماراتها في كافة دول العالم، قبل أن توليها الدولة وجهاتها البحثية العناية والاهتمام للحد من خطورتها، وتقليل حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها، وتحجيمها بالشكل الكافي الذي يمكن التحكم فيه.
ولإلقاء الضوء على هذا الملف انتقل الإعلامي أحمد عبد الحميد وكاميرا برنامج “مراكز وأبحاث”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، إلى معهد بحوث الصحة الحيوانية، لمناقشة أساتذة المعمل المرجعي للرقابة البيطرية، عن مرض أنفلونزا الطيور، وآخر ما وصلنا إليه في هذا الملف، وإجراءات السلامة الواجب اتخاذها، من قِبل المربين والمستثمرين، لمواجهة الآثار السلبية الناتجة عنها.
بداية ظهور وباء أنفلونزا الطيور
في البداية تحدث الدكتور عبد الستار عرفة، مدير المعمل المرجعي للرقابة البيطرية عن مرض أنفلونزا الطيور، موضحًا أن الوباء ظهر داخل الأراضي المصرية مطلع عام 2006، بعد اعتماد وإنشاء المعمل بعام واحد.
وأكد أن المعمل وفروعه المُنتشرة على امتداد ست من محافظات الجمهورية، تعمل جميعها على مدار الساعة، للحد من خطورة وباء أنفلونزا الطيور، والحيلولة دون انتشاره في قطعان الثروة الداجنة، بشكل علمي مدروس بعناية.
موضوعات ذات صلة:
التشخيص المبكر لأمراض الدواجن.. صمام أمان وحماية لاستثمارك
ولفت إلى أن الطور الأول من مرض أنفلونزا الطيور “H5N1” استوطن الأراضي المصرية مطلع عام 2006، مُسببًا خسائر اقتصادية فادحة للمُربين والمُستثمرين في مجال الثروة الداجنة، ما حتم ضرورة التدخل ومكافحة الوباء باستخدام اللقاحات.
وأوضح أن استخدام العلاج واللقاحات يستلزم أن يسير جنبًا إلى جنب مع الحملات التوعوية، التي تستهدف صغار المُربين والمستثمرين في مجال التربية الداجنة، والذين يمثلون عصب وقوام تلك الصناعة الحيوية الضخمة، للتعريف بأهم التوصيات الواجب اتباعها للحد من انتشاره والتحكم فيه بشكل كامل.
أقرأ أيضًا:
أمراض الطيور الوافدة.. خريطة تواجدها وخطط المكافحة والعلاج
كشف الدكتور عبد الستار عرفة عن مراحل انتشار وباء أنفلونزا الطيور، وتمحوراته التي أسفرت عن ظهور سلالات جديدة، تغلبت على اللقاحات الموجودة، ما استدعى إخضاعها للبحث والدراسة، للوصول إلى البدائل المُناسبة التي تتيح السيطرة على هذا المرض، والحد من انتشاره بين قطعان الثروة الداجنة الموجودة على الأراضي المصرية.
السلالات الوافدة
أكد مدير المعمل المرجعي للرقابة البيطرية أن السلالات الجديدة من أنفلونزا الطيور، والتي تم اكتشافها منذ ظهور الوباء للمرة الأولى عام 2006، لم تتوقف عند حدود التحورات الجينية فحسب، موضحًا أن الطيور الوافدة والمُهاجرة من البلدان الأوروبية والآسيوية، لعبت دورًا بارزًا في نقل عدة أجيال من الوباء إلينا ومنها “H5N8”.
لا يفوتك.. دور اتحاد نحالين العرب في دعم صناعة العسل
طرق مواجهة التحورات
أشار الدكتور عبد الستار عرفة إلى أن خطة مواجهة التحورات كانت تتبع خطوات ثابتة ومنهج علمي صارم، يبدأ بإجراءات الفحص السريع، والتحليل والتوصيف الجيني، للوقوف على أهم صفاته وتحديد طرق انتشاره، بالإضافة لاختبارات التي تتم على العائل الأصلي له “الدجاج”، للتعرف على مدى قوته وضراوته، ومدى قدرة اللقاحات المُتاحة على التعامل معه ومقاومة أعراضه.