المتطلبات الأساسية لنجاح تربية الإبل، واشتراطات البنية التحتية وأساسيات اختيار القطيع، وغيرها من الركائز الأساسية للاستثمار في هذا المجال الواعد، كانت محور حديث الدكتور حمدي عبد الله النجار، أستاذ تريية الإبل بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تربية الإبل.. هل يمكن البدء بعدد صغير؟
في البداية أوضح الدكتور حمدي عبد الله النجار أن البعض قد يتساءل عما إذا كان من الممكن البدء بمزرعة صغيرة بعدد أقل من الإبل بدلًا من الالتزام بالعدد المثالي لكل ذكر (جمل) مقابل 20 ناقة، مؤكدًا أنه يمكن للمربي أن يبدأ المشروع تدريجيًا، لكن بشرط أن يكون على دراية بأن الخدمة المقدمة لمجموعة صغيرة من الإبل ستكون بنفس مستوى الخدمة المطلوبة لمجموعة كبيرة، ما يجعل التشغيل بأعداد صغيرة غير مجزٍ اقتصاديًا.
وأشار إلى أن البدء بذكر واحد وعدد قليل من الإناث لا يمكن اعتباره مزرعة متكاملة، لكنه قد يكون خيارًا جيدًا لمن يرغب في خوض التجربة أولًا، قبل اتخاذ قرار التوسع في المشروع.
أخطاء شائعة عند المربين الجدد
كشف الدكتور النجار عن أكثر الأخطاء التي يقع فيها المربون الجدد، مشددًا على ضرورة *اختيار الحيوانات بعناية* قبل إدخالها إلى المزرعة. وأكد أن شراء الإبل مباشرة من الأسواق دون التحقق من حالتها الصحية يمثل خطأ كبيرًا قد يؤدي إلى خسائر فادحة.
المواصفات المثالية عند اختيار الإبل
– يجب أن يكون الحيوان نشيطًا وتظهر عليه علامات الحيوية.
– التأكد من لمعان عينيه وخلو جسمه من أي أمراض جلدية مثل الجرب.
– فحص فتحة الشرج للتأكد من عدم وجود أي إسهالات أو التهابات.
– التأكد من استقامة الجسم وسلامة القوائم.
– متابعة سلوك الحيوان أثناء الأكل للتأكد من شهيته الطبيعية.
أهمية الحجر الصحي قبل إدخال الإبل إلى القطيع
شدد الدكتور النجار على ضرورة إجراء حجر صحي للإبل الجديدة لمدة 21 يومًا قبل إدخالها إلى المزرعة، موضحًا أن هذا الإجراء يساعد في الكشف عن أي أمراض معدية قد يحملها الحيوان الجديد. وخلال هذه الفترة، يتم:
– قياس درجة حرارة الحيوان يوميًا للتأكد من عدم وجود التهابات داخلية.
– إجراء فحوصات الدم للتحقق من سلامته من الأمراض الشائعة.
– مراقبة سلوكه العام وشهيته للتأكد من أنه لا يعاني من أي مشكلات صحية غير ظاهرة.
وأوضح أن تجاوز هذه الخطوة يعرض المزرعة لخطر انتشار الأمراض المعدية بين القطيع، مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة.
أنظمة تربية الإبل في مصر
أشار الدكتور النجار إلى أن هناك ثلاثة أنظمة رئيسية لتربية الإبل، ويختلف كل منها من حيث التكاليف والإنتاجية:
1- النظام الرعوي التقليدي
في هذا النظام، يتم إطلاق الإبل للرعي في الصحراء خلال النهار، ثم إعادتها إلى حظائر مسورة في الليل لحمايتها من الحيوانات المفترسة، موضحًا أن هذا النظام مناسب للمناطق ذات المساحات الواسعة ولكنه يتميز بإنتاجية ضعيفة نظرًا لاعتماد الحيوان على الرعي الطبيعي فقط، والذي قد لا يوفر جميع احتياجاته الغذائية.
2- النظام شبه المكثف
يتم في هذا النظام السماح للحيوان بالرعي خلال النهار، لكن يتم تقديم *وجبات إضافية من العلف المركز* في المساء لضمان حصوله على احتياجاته الغذائية الكاملة. وأكد الدكتور النجار أن هذا النظام *يوفر إنتاجية أعلى* مقارنة بالنظام الرعوي، لكنه يتطلب *تكاليف إضافية* لتوفير العلف.
3- النظام المكثف (المزارع المتخصصة)
يعد هذا النظام الأكثر كفاءة وإنتاجية، حيث يتم تربية الإبل داخل حظائر منظمة مع تقديم وجبات غذائية متكاملة تحتوي على البروتينات والطاقة وجميع العناصر الغذائية اللازمة، مؤكدًا أن هذا النظام يوفر أفضل بيئة للنمو والإنتاج، لكنه يتطلب استثمارات أكبر في البنية التحتية والأعلاف.
أعلاف الإبل.. هل هناك تركيبات غذائية متخصصة؟
أوضح الدكتور النجار أنه حتى وقت قريب، لم تكن هناك *تركيبات علفية متخصصة للإبل، حيث كان يتم إطعامها باستخدام **أعلاف الأبقار والجاموس* دون مشكلات كبيرة. لكنه كشف أن هناك *مشروعًا بحثيًا جاريًا* حاليًا في *معهد الإنتاج الحيواني* لإعداد *عليقة متخصصة للإبل* بناءً على احتياجاتها الغذائية في مختلف المراحل الإنتاجية.
وأشار إلى أنه سيتم تطوير أنواع مختلفة من الأعلاف تناسب:
– الإبل الصغيرة (العجول).
– الإبل الحلابة (المخصصة لإنتاج الحليب).
– الإبل المخصصة للتسمين.
وأكد أن هذه الأعلاف ستساهم في تحسين الإنتاجية وتقليل الاعتماد على الأعلاف غير المتخصصة، مما يساعد المربين على تحقيق نتائج أفضل بأقل تكلفة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
الأعلاف الخضراء وتحسين الإنتاج الحيواني.. نصائح هامة للمربين والمزارعين
الأزولا.. الحقائق الغائبة نحو استخدامها كـ”علائق” بمشروعات الإنتاج الداجني
تربية الإبل وملامح برنامج «قطيع النواة» للحفاظ على نقاء السلالة المصرية
تربية الإبل.. قواعد واشتراطات “نجاح التلقيح” ومعايير “تقييم النوق”