تعتبر أنظمة الزراعة بدون تربة واحدة من الابتكارات الزراعية الحديثة التي تساهم في تلبية احتياجات الغذاء للسكان المتزايدة في العالم، وفي نفس الوقت تساهم في مقاومة التغيرات المناخية. تعتمد هذه الأنظمة على استخدام تقنيات مبتكرة لزراعة النباتات في بيئات غير قابلة للزراعة التقليدية، مثل الأراضي الصحراوية أو الأماكن ذات المساحات المحدودة.
حول هذا الموضوع، قال الدكتور محمد حسن باحث أول بالمعمل المركزي للمناخ، إن المعمل تنبأ مسبقا بالتغيرات المناخية، حيث أنه يمتلك محطات لرصد مثل هذه التغيرات على مستوى الجمهورية، ولذا اتجه المعمل إلى العمل على أنطمة الزرعة بدون تربة.
لا يفوتك: أنظمة الزراعة بدون تربة ومقاومة التغيرات المناخية
وأضاف حسن خلال لقائه في برنامج “مراكز وأبحاث” المذاع على شاشة قناة “مصر الزراعية”، أنه في هذه الأنظمة يتم الحفاظ على المياه، حيث أن الدائرة مقلة يتم من خلالها الري والتسميد في الوقت ذاته، دون أن يكون هناك هدر للمياه.
أهمية أنظمة الزراعة بدون تربة وقدرتها على مقاومة التغيرات المناخية
تعتمد أنظمة الزراعة بدون تربة على استخدام وسائط بديلة للتربة التقليدية، مثل الهيدروبونيكس والأكوابونيكس والزراعة المائية والزراعة العمودية. تعتبر تلك الوسائط بديلاً فعالًا للتربة، حيث توفر الدعم المادي والغذائي لنمو النباتات. وتمتاز هذه الأنظمة بعدة مزايا:
- توفر استخدامًا فعالًا للموارد: تستخدم أنظمة الزراعة بدون تربة كمية أقل من الماء بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالزراعة التقليدية. كما تستخدم كمية أقل من المساحة والمواد الكيميائية والأسمدة، مما يقلل من استنزاف الموارد الطبيعية ويحسن كفاءة استخدامها.
- مقاومة للتغيرات المناخية: تعتبر أنظمة الزراعة بدون تربة أكثر مرونة وقدرة على مقاومة التغيرات المناخية. فهي تسمح بزراعة النباتات في بيئات محكومة تمامًا، حيث يمكن ضبط درجة الحرارة والرطوبة وتوفير الإضاءة الاصطناعية. وبالتالي، يمكن تجنب تأثيرات الجفاف والفيضانات والأحوال الجوية القاسية على النباتات.
- زيادة إنتاجية الزراعة: تتيح أنظمة الزراعة بدون تربة زيادة إنتاجية الزراعة بشكل كبير. فبفضل تحكم دقيق في الظروف البيئية، يمكن تحقيق نمو أفضل للنباتات وتسريع دورة النمو، ممايؤدي إلى زيادة حجم الإنتاج وتقليل فترة النمو. كما يمكن زراعة النباتات على مدار السنة بغض النظر عن الموسم، مما يزيد من إنتاجية الزراعة.
- تقليل التلوث البيئي: تساهم أنظمة الزراعة بدون تربة في تقليل تلوث البيئة بشكل كبير. فهي تقلل من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية، وبالتالي تحد من تفريغ المواد الضارة في البيئة. كما أنها تحافظ على نقاء المياه وتقلل من الترسبات الصلبة والتلوث البكتيري.
- تعزيز الأمان الغذائي: تساهم أنظمة الزراعة بدون تربة في تعزيز الأمان الغذائي، حيث توفر إمكانية زراعة النباتات في المناطق التي يصعب فيها زراعة التربة التقليدية. كما أنها تقلل من الاعتماد على الزراعة التقليدية المعرضة للمخاطر المناخية والكوارث الطبيعية.
ونظرا لهذه المميزات تعد أنظمة الزراعة بدون تربة حلاً مبتكرًا ومستدامًا لتلبية احتياجات الغذاء في ظل التغيرات المناخية، حيث توفر هذه الأنظمة فرصًا جديدة للزراعة في بيئات غير مألوفة، وتحافظ على الموارد الطبيعية وتحسن كفاءة استخدامها.
اقرأ أيضا:
الزراعة والفاو يدربان 120مزارعا على أفضل الممارسات الزراعية في أسوان
الإرشاد الزراعي بمطروح يزرع 3 حقول إرشادية لمحصول الشعير
لا يفوتك: حصاد عام 2023 للثروة الداجنة