أمراض محاصيل الموالح مثلها كسائر النباتات تحتاج لعدد من الإجراءات الواجب اتباعها، لتقليل معدل الإصابات وتخفيف حدة الخسائر المترتبة عليه، وهذا يتطلب معرفة كاملة وإلمامًا تامًا بقائمة الأوبئة التي تتعرض لها هذه النباتات، وكيفية التعامل مع كل منها على حدة بالشكل الصحيح للحفاظ على هذه المحاصيل الاستراتيجية الهامة.
وخلال حلوله ضيفًا على آيه طارق مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أبو غنيمة سعد فتح الباب، أستاذ معهد بحوث أمراض النباتات، عن أثر الصقيع والتغيرات المناخية على محاصيل الموالح، وأهم الإجراءات الواجب اتباعها، وسُبل علاج والحد من الأضرار الناتج عنها.
أمراض محاصيل الموالح وعلاقة ملوحة التربة بالإصابة بها
في البداية تحدث الدكتور أبو غنيمة سعد فتح الباب، عن ملف أمراض محاصيل الموالح، موضحًا أن أسباب حدوث الإصابة مُتعددة، ويمكن تناولها من خلال عدة محاور تتعلق بأقسام النبات، حيث يتعلق كل عرض مرضي بجزء معين من جسد المزروعات.
وتناول أبو غنيمة ملوحة التربة بوصفها أحد العوامل المُنشطة للمسببات المرضية، والتي يترتب عليها ظهور عوارض الإصابة ببعض الأمراض وأشهرها عفن الجذور، مؤكدًا أن توافر هذا الشرط يلعب دورًا مؤثرًا في تمهيد البيئة المناسبة للإصابات الفطرية.
أمراض محاصيل الموالح وتقسيماتها
أوضح أبو غنيمة أن أمراض محاصيل الموالح تتعدد تبعًا للجزء المُصاب، مُشيرًا إلى أن كل جزء من جسد النبات تختص به فئة مُعينة من الأوبئة والمُسببات المرضية، فهناك أعراض خاصة بالمجموع الخضري، وأخرى للمجموع الثمري، وثالثة للساق، ورابعة للجذع، بالإضافة لتلك المشهورة بإتلاف ومهاجمة الجذور.
إقرأ أيضًا:
الصوبة الزراعية.. كيف تؤسس “بيت حقلي” سليم وآمن؟ باحث يجيب
الأشنات.. معناها وأسباب الإصابة بها
عرف الدكتور أبو غنيمة سعد فتح الباب الأشنات بوصفها أحد أمراض محاصيل الموالح، مؤكدًا أنه عبارة عن معيشة تكافلية بين فطر وطحلب، وتظهر أعراض الإصابة به على هيئة بقع برتقالية اللون تتكون على سطح الأوراق.
وأوضح أن الإصابة بهذا المرض تترتب على وجود عدد من العوامل البيئية ممثلة في الصقيع وانخفاض درجات الحرارة، والعوامل الأرضية ممثلة في ارتفاع درجة الرطوبة، والتي تتفاعل مع بعضها لتُهيئ البيئة المناسبة له.
وقدم شرحًا لمخاطر الإصابة بمرض الأشنات، موضحًا أنه يؤدي لقفل الثغور الموجودة على سطح الأوراق الخضراء، ما يعوق اكتمال عمليات البناء الضوئي، وهو الأمر الذي يترتب عليه العديد من الأضرار، والتي تتمثل في عدم نمو الثمار بالشكل الطبيعي، علاوة على انخفاض جودة المحصول.
طرق الوقاية من الإصابة بمرض الأشنات
قدم الدكتور أبو غنيمة طريقة الوقاية من الإصابة بمرض الأشنات، والتي أوجزها في عدم الإفراط في ري المحصول، علاوة على توفير التهوية المُناسبة وإجراء معاملات التقليم الصحيحة، بالإضافة لإزالة والتخلص من الحشائش، بوصفها جميعًا تؤدي لخفض معدلات الرطوبة، كونها أبرز العوامل المُسببة لهذا العرض.
التبقع الالترناري
أكد أبو غنيمة أن أشهر الأمراض التي تظهر على أوراق المجموع الخضري للموالح هي التبقع الالترناري، فيما يُعد الألترناريا سترويد أشرسها على الإطلاق، موضحًا أن هذا الداء يضرب كافة أجزاء النبات فيما عدا الجذور.
وأشار إلى أن هذه الفطريات تدخل إلى النبات بطريقتين معروفتين إما عن طريق فتحات “الثغور” المُنتشرة على سطح أوراق النبات، وإما عن طريق الجروح والإصابات التي تحدث لهذا الجزء، والتي قد ينتج بعضها عن المعاملات الزراعية الخاطئة، أو الصقيع وما يترتب عليه من تجمد لمادة السليلوز، والتي يعقبها انفجار خلايا الأوراق.
ولفت إلى أن مُسببات الإصابة بمرض التبقع الألترناري مُتعددة، موضحًا أن هطول الأمطار بكثافة يمهد الطريق لظهورها، بالإضافة للرطوبة التي تُعد أحد أهم العوامل المؤدية للإصابة بالتبقعات على وجه العموم.
إزالة الحشائش.. أولى خطوات علاج مُسببات التبقع
أكد أبو غنيمة أن تكامل العوامل البيئية المُسببة للمرض، هي أحد السُبل المُهمة التي يمكن استغلالها في العلاج، موضحًا أن ضرب أحد أضلاع هذه المعادلة المرضية، يؤدي لفتح الباب على مصراعيه لاتخاذ الإجراءات الملائمة للمكافحة الصحيحة.
ضاربًا المثل بأحد الإجراءات الهامة التي يمكن استغلالها في مكافحة العوامل البيئية المُسببة لمرض التبقع، موضحًا أن إزالة الحشائش من التربة، تُمثل الخيار الأفضل والعلاج الأمثل لتقليل معدلات الرطوبة في التربة.
لا يفوتك.. تعرف على أبرز الإرشادات لتربية الأغنام والماعز بطريقة سلمية
الاعتدال في معاملات التسميد الآزوتي
تابع أستاذ معهد أمراض النباتات شرحه لكيفية مكافحة أمراض محاصيل الموالح، مؤكدًا أن المغالاة في معاملات التسميد الآزوتي، تؤدي لزيادة إنماءات المجموع الخضري، على حساب تلك الخاصة بالنمو الثمري، ما يخلق البيئة المناسبة للإصابة بالأمراض الفطرية، وهو الأمر الذي ينبغي تقليله والحد منه قدر الإمكان، كأحد سُبل الوقاية والعلاج.
موضوعات قد تهمك:
زراعة الطحالب.. تعرف على أبرز 15 تطبيقًا لـ”سلة غذاء المُستقبل”
استخدام طرق الري الحديثة
شدد الدكتور أبو غنيمة سعد فتح الباب على ضرورة اللجوء لتقنيات الري الحديثة، مؤكدًا أن سياسة الري بالغمر أثبتت عدم جدواها، بالإضافة لكونها أحد مُسببات الإصابة بأمراض أعفان الجذور والتبقعات على مختلف أنواعها، علاوة على أنها لا تتناسب على الإطلاق مع محدودية الموارد المائية التي نُعاني منها في ضوء الزيادة السكانية الرهيبة، ما يستدعي الانتقال إلى النُظم التي تتفق مع مفاهيم التنمية المُستدامة.
اختيار تقنية الري المُناسبة للتربة
ونصح أستاذ معهد أمراض النبات بضرورة استخدام تقنيات الري، التي تتناسب مع نوع التربة والمحصول المزروع، مؤكدًا أن بعض أنواع التربة لا يتناسب مع أنماط بعينها، ضاربًا المثل بالأراضي التي تحتوي على مزيج من الطفلة والأراضي الرملية، مُشيرًا إلى أن استخدام خطوط الأنابيب الـGR، لا تتماشى مع هذه الحالة، حيث تُساعد في الإصابة بأمراض أعفان الجذور، علاوة على كونها لا تستطيع توزيع المياه بين الجورات بشكل مُنضبط، ما يدعو لاستخدام طريقة الري بالرش بدلًا منها.