أمراض شتلات الفراولة واحدة من المُعضلات والأعراض التي تؤثر على نمو النبات، ونجاح عملية الزراعة على مدار الموسم، ويترتب عليها ارتفاع نسبة الفقد والهالك، والتي تُترجم إلى خسائر اقتصادية قد لا يتحملها المُزارع، ما يستدعي معرفة أبرز أسباب الإصابة، وطُرق تلافيها وتخفيف أضرارها على المحصول.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية مها سميح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عارف منصور – رئيس بحوث أمراض الفراولة بمعهد بحوث أمراض النبات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف أمراض شتلات الفراولة بالشرح والتحليل، لتوضيح أفضل الطرق والاستراتيجيات التي يمكن اتباعها، لتحقيق أفضل النتائج وحصاد محصول جيد.
تعريف أمراض شتلات الفراولة
في البداية عرف الدكتور عارف منصور أمراض شتلات الفراولة بأنها أي تغير يطرأ على النبات سواء من ناحية الشكل أو اللون أو الخواص الفسيولوجية، وكافة التحولات التي يُمكن رصدها بالعين المُجردة، وملاحظتها بشكل ملموس داخل المشتل.
أضرار أمراض شتلات الفراولة ومُسبباتها
وأوضح أن أمراض شتلات الفراولة غالبًا ما تختص تُهدد بنسبة كبيرة المجموع الجذري، لافتًا إلى أن تضرر الشتلة الأم يعني بالتبعية فقدان ما بين 70 إلى 400 من خِلفاتها، وهي خسارة اقتصادية كبيرة، تُهدد إنتاجية المحصول بنهاية الموسم.
وأشار إلى أن أي مرض يصيب المجموع الجذري، يؤدي بالتبعية لتأثير كبير على الشتلة ما يحكم عليها إما بالموت أو إصابتها بضعف عام، ومسبباتها عادة ما تنحصر ما بين الفطريات أو النيماتودا.
موضوعات قد تهمك:
البكتيريا العقدية.. بـ”20 جنيه” طريقك للاستغناء عن الأسمدة الآزوتية
مُسببات الأمراض الفطرية وأشكالها
ولفت “منصور” إلى أن المُسببات الفطرية لـ”أمراض شتلات الفراولة”، يندرج تحتها كافة أنواع أعفان الجذور والذبول بالكامل، موضحًا أن لون الجذر الطبيعي يكون إما أبيض أو سمني، فيما تظهر بودار وعلامات الإصابة على هيئة تغير لوني، يتراوح ما بين درجات البني الغامق والأسود.
وقدم توصيفًا لحجم وشكل الأضرار الناجمة عن الإصابة بأمراض أعفان الجذور، والتي تتبدى على هيئة ضعف وتهتك لكامل الأنسجة، مع تغير لوني واضح يسهل مُلاحظته عند إجراء عملية الفحص، مُشيرًا إلى وجود العديد من الفطريات المُسببة لهذا المرض أشهرها الفيوزاريوم الريزوكتونيا والبيثيوم.
أفضل التوصيات للحد من الإصابة بأمراض أعفان الجذور
وشدد “منصور” على أهمية القيام بتعقيم التربة، كإجراء وقائي واحترازي يقوم به المُزارع، للحيلولة ضد إصابة الأمهات بـ”أمراض شتلات الفراولة”، نظرًا لأهمية هذه الخطوة في حماية الجيل الأول، والتي تحكم نجاح عملية الزراعة منذ بداية الموسم.
ولفت إلى أهمية تطهير الشتلات أو الأمهات داخل أحد المُعقمات الفطرية المُوصى بها، بغمسها داخلها لمدة لا تزيد عن 10 دقائق، قبل نقلها للزراعة داخل الأرض المُستديمة.
إقرأ أيضًا:
الذرة الشامية.. أبرز التوصيات الواجب تنفيذها لتهيئة التربة للزراعة
مكافحة أمراض شتلات الفراولة
أوصى الدكتور عارف منصور بزراعة الأمهات في أكواب – تحوي البيتموس ومُعقمات الأمراض – داخل الصوب، قبل نقلها وزراعتها في الأرض المستديمة، كأفضل الطرق التي يمُكن الاعتماد عليها، لتقليل فُرص الأصابة بـ”أمراض شتلات الفراولة”، وتحقيق أعلى نسبة نجاح يُمكن الوصول إليها، أو ظهور علامات الإصابة عليها خلال فترة الحضانة، ما يُسهل استبعادها قبل بداية الموسم.
احذر الوقوع في هذا الخطأ
ألقى الدكتور عارف منصور الضوء على أحد أبرز الأخطاء الشائعة في طريقة زراعة الأمهات داخل الأكواب، والتي يترك فيها المُزارع الأم داخل البيئة الحاضنة لفترة طويلة، ما يسفر عن التفاف الجذور وتغير لونها، موضحًا أن هذا الأمر لا يعني إصابته بالمرض، وإنما يُعد مؤشرًا بأن جذر النبات أصبح “مُسنًا”، ما يُضعف درجة إنتاجيته وعدد الخِلفات الخاصة به، ويؤخر مُعدل نمو المجموع الجذري داخل التربة المستديمة.
وأوصى “منصور” بضرورة نقل الشتلة أو الأم بمجرد استقامة الجذور وتلسينها من قعر الكوب، كأفضل موعد للزراعة في الأرض المستديمة
توصيات خاصة بالزراعة
حذر رئيس بحوث أمراض الفراولة المُزارعين حديثي العهد أو المُبتدئين، من اتباع طريقة الزراعة “الملش”، التي يتم فيها زراعة الشتلة في التربة مُباشرة، نظرًا لاحتمالية إصابة “الأم” ببعض المُسببات المرضية، والتي قد تؤدي لموتها أو تنتقل بالتبعية إلى الخِلفات التالية.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
الثروة الحيوانية وسُبل حمايتها من الأوبئة والأمراض خلال فصل الصيف