أمراض القمح الفطرية واحدة من أكثر الإشكاليات التي تُهدد المحصول بخسائر اقتصادية ضخمة، حال إهمال التعامل معها على النحو الأمثل، ووفقًا لجدول وبرنامج المُكافحة المُوصى به، وقائمة المُبيدات المُعتمدة لهذا الملف، وهي المسألة التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء عليها، للتوعية بسبل الوقاية منها والحد من أضرارها على المحصول.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عاطف شاهين – أستاذ ورئيس قسم أمراض القمح، بمعهد بحوث أمراض النباتات التابع لمعهد البحوث الزراعية – هذا الملف الشائك بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أستراتيجيات المكافحة، وطُرق الحد من تلك الآفات، والوصول لأفضل النتائج المُمكنة.
أمراض القمح
اختلاف المناطق الجغرافية وتأثيره على شدة الإصابة
في البداية تحدث الدكتور عاطف شاهين عن مدى أهمية المتابعة المُستمرة للمحصول، نظرًا لحجم الخسائر الاقتصادية المُترتبة على الإصابة بـ”أمراض القمح”، والتي تصل في بعض الحالات فقد كامل المحصول.
وأوضح أن حجم وشدة الإصابة تختلف بحسب شدة المرض والمنطقة الجغرافية، مُشيرًا إلى وجود نوعين من أمراض القمح، الأول هو الأشد خطورة مثل الصدأ الأصفر، فيما يأتي البعض بصفة ثانوية لا تُسبب ضررًا كبيرًا للمحصول.
أمراض القمح
الأصداء الأشد ضررًا
سلط “شاهين” الضوء على جهود الباحثين وأساتذة أقسام التربية، في سبيل إنتاج أصناف جديدة أكثر كفاءة وقدرة على مُقاومة أمراض القمح، واصفًا إياها بخط الدفاع الأول لحماية هذا المحصول الاستراتيجي.
وأشار إلى أن الأنواع الأخرى من الأصداء “البرتقالي، الأسود”، لا تُمثل أي خطورة على محصول الغلة في الأراضي المصرية، فيما يُعد “البياض الدقيقي” واحد من أمراض القمح التي تأتي في المرتبة التالية، موضحًا أنه يُمكن مُكافحتها والقضاء عليها بذات المبيدات والبرامج المُعتمدة للأصداء، بينما يُمكن الحد من التفحم بواسطة مُعاملة التقاوي قبل الشروع في الزراعة، شريطة استخدام الأصناف المُعتمدة ومن مصادرها الموثوقة.
وأكد أن غالبية امراض القمح، تُصنف ضمن قائمة الأمراض الفطرية، ومنها الإصداء والبياض الدقيقي والتفحم، مُشيرًا لعدم وجود أي تهديدات أخرى من الناحية البكتيرية أو الفيروسية.
أمراض القمح
الأسباب الأولية للإصابة بالأصداء
تحدث أستاذ ورئيس قسم أمراض القمح عن الأصداء مُؤكدًا أن أعراض الإصابة الأولى تنتقل إلينا من الدول المجاورة إلينا والتي سبقتنا في توقيت زراعة الغلة، لتظهر أعراضها خلال الفترة من منتصف يناير وحتى نهاية فبراير.
وأكد أن الظروف المناخية قللت من فُرص الإصابة بـ”الصدأ الأصفر”، علاوة على ارتفاع مستوى وعي المُزارعين بخطورتها وحجم الخسائر الاقتصادية المُترتبة عليها، ما دعاه للالتزام بالخريطة الصنفبة، وزراعة تقاوي عالية المُقاومة، للخروج من دائرة هذا المرض.
أمراض القمح
الظروف المناخية ووعي المُزارعين
استطرد “شاهين” شرحه لملف أمراض القمح، مؤكدًا أن شروط وركائز قاعدة “المثلث المرضي” -مُسبب مرضي، عائل قابل للإصابة، ظروف مناخية- لم تتوافر بالقدر الكافي خلال الموسم الحالي، ما قلص من نسب ومُعدلات الضرر المُمكنة.
وكشف أن المصائد المستخدمة لرصد الجراثيم والمسببات المرضية لم تُسجل أي علامات أو مؤشرات حتى الآن، موضحًا أن الأصداء تتبدى على النبات في صورة تشريط طولي أصفر اللون، يُمكن للمُزارع الشعور به بمجرد تمرير إصبعه على الأوراق.
إقرأ أيضًا..
المكافحة المتكاملة.. 12 خطوة تضمن القضاء على آفات القمح
آفات القمح.. أشهر 6 أمراض تُهدد محصول الغلة وبرنامج المكافحة المُعتمد لها
لمزارعي القمح.. أهم 5 توصيات خلال شهر فبراير
لا يفوتك..