أمراض القمح الفطرية التي تهدد محصول الغلة، غالبًا ما تتفاوت حدتها وشدة تأثيرها، وتداعياتها على حجم الحصاد المتوقع، وهي المسألة التي تفرض ضرورة الاستماع إلى رأي الخبراء والمتخصصين، للخروج بأفضل التوصيات والحلول للتعامل مع كل منها على النحو الأمثل.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عاطف عبد الفتاح شاهين – رئيس بحوث ورئيس قسم بحوث أمراض القمح – ملف أهم إجراءات مكافحة أمراض القمح بالشرح والتحليل.
أمراض القمح
أبرز الفوارق وحجم الخسائر المتوقعة
في البداية فرق الدكتور عاطف عبد الفتاح شاهين بين بعض أمراض القمح كـ”التفحم الأسود والبياض الدقيقي والصدأ الأصفر”، موضحًا أن الأخير هو الأشد ضررًا وتأثيرًا، نظرًا لحجم الفقد والخسارة الاقتصادية المترتبة عليه، وهي المسألة التي تستدعي التزامًا أكبر بتنفيذ التوصيات الفنية والإرشادية الواردة بشأنه.
وأوضح أن التفحم الأسود واحد من أمراض القمح الشائعة، لافتًا إلى أنه لا يشكل خطورة كبيرة على محصول الغلة، حال اتباع التوصيات الفنية الواردة بشأنه وفي مقدمتها الالتزام بالسياسة الصنفية، وزراعة تقاوي الأصناف المقاومة لهذا المرض.
خطة التعامل مع البياض وبرنامج المكافحة المعتمد
تطرق “شاهين” إلى البياض الدقيقي موضحًا أنه يمكن مكافحته بنفس البرنامج المقرر لـ”الصدأ الأصفر”، والذي يشمل 9 مبيدات كيميائية، وهي المسألة التي تقلل من حجم الضرر، وتساعد على مرور الموسم بلا مشاكل أو خسارة اقتصادية يتكبدها المزارعين.
وأكد رئيس قسم بحوث أمراض القمح أن ظهور بضعة نباتات مصابة بالتفحم الأسود لا يشكل أي خطورة على باقي المحصول، على العكس من الصدأ الأصفر، الذي يمثل رصد أي باثرة له على النباتات جرس إنذار، يستوجب تطبيق برنامج المكافحة الموصى به، مع تكرار معاملات الرش مرة أخرى بعد 10 أيام على الأقل، للتخلص من المسبب المرضي على النحو المطلوب.
وكشف “شاهين” أن تجاوز الكثافة النباتية الموصى بها، يعزز فرص الإصابة بالبياض الدقيقي، حال توافر الظروف المناخية ودرجات الحرارة الملائمة لانتشار المرض، وهي المسألة التي يتوجب التعامل معها بشكل أكثر وعيًا، من خلال الزراعة على مصاطب.
ولفت إلى مزايا الزراعة على مصاطب موضحًا أنها أحد أهم الخطوات التي تعزز حماية محصول الغلة من ظهور بعض أمراض القمح الشائعة ومنها البياض، بالتوازي مع استخدام كمية التقاوي والمسافات البينية الموصى بها.