أمراض العمود الفقري واحدة من أكثر المشاكل الصحية التي تتعرض لها شريحة كبيرة من المواطنين على اختلاف ثقافاتهم وأنماطهم السلوكية وأوضاعهم الاجتماعية، والتي غالبًا ما يكون التحرك تجاه علاجها بالشكل العلمي الصحيح متأخرًا جدًا، وهو الخطأ الذي يؤدي لتفاقم الإصابة، ويُصعب من مهمة الأطباء في علاجها على نحو سريع، ما يستدعي إلقاء الضوء عليها والتعريف بمآلاتها الصحية، عبر نافذة الأساتذة المُتخصصين.
وهو الملف الذي تناوله الدكتور سامح أحمد صقر – أستاذ جراحة المخ والأعصاب، بكلية طب القصر العيني – بالشرح والتحليل، خلال حلوله ضيفًا على الدكتور وليد البوشي، مُقدم برنامج “كونسلتو”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
أمراض العمود الفقري.. خطأ شائع يقع فيه الكثيرين
في البداية أكد الدكتور سامح أحمد صقر على خطورة التحرك المتأخر نحو علاج أمراض العمود الفقري، وهو الخطأ الذي غالبًا ما تقع فيه شريحة كبيرة من الحالات، والتي عادة ما تلجأ للمسكنات كحل مؤقت، أملًا في التغلب على الألم الناتج عنها، فيما يتجه البعض الآخر إلى الحلول والعلاجات الشعبية، ووسائل الطب البديل مثل “الحجامة”، وغيرها من الطُرق الشائعة بالمناطق العشوائية.
أمراض العمود الفقري.. العلامات الدالة على ضرورة زيارة الطبيب المُختص
أوضح “صقر” أن الإحساس بالألم غالبًا ما يكون بمثابة جرس إنذار ومؤشر على حتمية التحرك العاجل لعلاج مشكلة أمراض العمود الفقري من جذورها، وهو الحل الذي يأتي كمحطة أخيرة، في مشوار طويل يسلكه قطاع عريض من المرضى، بسبب غياب الوعي الكافي بأسباب المُشكلة، والطريق الصحيح للاستشفاء والتعافي بشكل نهائي.
موضوعات قد تهمك:
التهابات جدار المعدة.. علاقتها بالأنظمة الغذائية وأهم الإجراءات الواجب اتباعها
ولفت أستاذ جراحة المخ والأعصاب، إلى أن أبرز الأعراض الواضحة، الدالة على وجود مُشكلة صحية، تتعلق بأمراض العمود الفقري، تنحصر في ثلاث نقاط رئيسية:
– الشعور بآلام تتفاوت درجة شدتها تبعًا لحجم الإصابة، وتنحصر في منطقة “الرقبة، الذراعين، أسفل الظهر، القدمين”.
– عدم القدرة على الحركة بشكل سليم وفشل التحكم في القدمين، والذراعين، مع وجود صعوبة في حمل الأشياء مهما صغر حجمها أو خف وزنها.
– عدم التحكم في وظائف الإخراج.
مُشيرًا إلى أن ظهور هذه العلامات، يُمثل إشارة خطيرة لضرورة التحرك العاجل، عبر القنوات الصحيحة والأطباء المُتخصصين، لإيجاد الحل والعلاج المناسب، للمُضي قُدمًا في طريق التعافي والاستشفاء بشكل علمي سليم من أمراض العمود الفقري.
لا يفوتك.. فوائد الجرجير
استشاري “مخ وأعصاب” القصر العيني يفجر مفاجأة
أكد الدكتور سامح أحمد صقر أن 90% من الحالات المرضية، يمكن علاجها بالطرق الدوائية، شريطة التوجه للطبيب المُختص في التوقيت المُناسب، قبل تفاقم المُشكلة وخروجها عن نطاق السيطرة، بالشكل الذي يُحتم ضرورة التدخل الجراحي معها.
وكشف أستاذ جراحة المخ والأعصاب حقيقة التداوي من أمراض العمود الفقري بالطب الشعبي “البديل” والحجامة”، وغيرها من الطرق التقليدية الشائعة في المناطق الريفية، مؤكدًا أن 90% من الحالات تزول أعراضها المرضية من تلقاء نفسها، دون الحاجة لأي علاج، وهي الفئة التي يلعب بعض الدجالين ومُدعي العلم على أوتار مشاعرها، استغلالًا لعدم درايتها بطبيعة حالتها، وذلك في سبيل تحقيق مكاسب مادية غير مشروعة، وهم على دراية تامة بأن ما يفعلونه يدخل تحت بند “الاحتيال”.
إقرأ أيضًا:
الكبد الدهني.. 3 مُسببات للإصابة وعلاج وحيد ومشروط “تعرف عليها”
التدخل الجراحي
وأكد “صقر” أن نسبة ضئيلة من الـ10%، التي تُعاني من أمراض العمود الفقري، تحتاج للتدخل الجراحي العاجل، لإصلاح العطب والضرر الذي أصابها، للوصول لأفضل النتائج المُمكنة، والتخلص من الآلام المُزمنة المُتواصلة، ومظاهر عدم القدرة على الحركة، التي تُصاحبها طوال الوقت، كأخر الحلول التي يُمكن اللجوء إليها في نهاية المطاف.