أمراض الجهاز الهضمي مثل المرارة والقولون العصبي والكبد الدهني وارتجاع المريء وغيرها من الأعراض الشائعة، التي تُمثل هاجسًا مُزعجًا لقطاع عريض منا، والتي غالبًا ما ترتبط ببعض علامات الإصابة الأخرى، أو يحدث الخلط بينها وغيرها من التشخيصات التي اعتاد البعض منا، على الاعتماد على خبراته الشخصية فيها، وإبداء وجهة نظره غير الصحيحة لصاحب الشكوى، ما قد يُفضي إلى بعض الأخطاء في بروتوكول العلاج، ويؤدي لإطالة أمد المشكلة وتفاقهما، وهي الأمور التي تستوجب الاستماع لرأي ذوي الخبرة والتخصص.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور وليد البوشي، مُقدم برنامج كونسلتو، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أحمد مراد هاشم – أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب القصر العيني – عن أمراض الجهاز الهضمي، وأشهر 5 تشخيصات شائعة لدى عموم المواطنين، وأهم السمات المميزة لكلٍ منها، وطُرق العلاج والاستشفاء الصحيحة.
أمراض الجهاز الهضمي.. وأبرز الفوارق بين المرارة والقولون
في البداية فرق الدكتور أحمد مراد هاشم بين أشهر أمراض الجهاز الهضمي، كالمرارة والقولون، موضحًا عدم صحة الاعتقاد الشائع لدى عموم الناس، والذي عادة ما يربط بين الحصوات، والأعراض المُصاحبة لها، والتي يفسرها البعض بأنها دليل على الإصابة بالقولون العصبي.
ولفت الدكتور أحمد مراد هاشم لعدم وجود أي علاقة بين الإصابة بأمراض المرارة وحدوث انتفاخات القولون، مُقدمًا عددًا من العلامات الظاهرية الأكيدة، التي تفصل ما بينهما، لإنهاء أي خلط أو التباس على ذهن المرضى.
وأكد وجود تشابه كبير بين أعراض الإصابة بأمراض المرارة والقولون، مُقدمًا لعدد من النصائح التي تفيد المرضى في التفريق ما بينهما، موضحًا أن الأول يتميز ببعض الأعراض التي تختلف عن الأخير إلى حد بعيد، ما يُسهم في التوجيه للطبيب المُختص بكل منهما.
كيف تعرف إنك مُصاب بـ”المرارة”
أوضح أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد، أن أعراض الإصابة بـ”المرارة” يمكن اكتشافها بسهولة، حال ظهور أيًا من هذه الأعراض، وأبرزها ارتكاز الألم في الجهة اليمنى أعلى منطقة البطن، وأسفل القفص الصدري، والتي غالبًا ما تمتد أثارها حتى الكتف.
وكشف الدكتور أحمد مراد هاشم عن أهم أسباب الشعور بآلام المرارة، والتي غالبًا ما يشعر بها المريض، عقب تناوله للأكلات الدسمة، التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون، واصفًا إياها بأنها بمثابة العنصر المُحرك والمُحفز لظهور تقلصات المرارة.
وشدد على أن الأكلات الدسمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون، تُعد بمثابة المُسبب الأول لحدوث حصوات المرارة، والتي يترتب عليها حدوث التهابات شديدة بهذا الجزء من الجسم، والتي غالبًا ما يُصاحبها آلام شديدة في منطقة أسفل القفص الصدري، والتي يشخصها بعض العامة خطئًا على أنها عرضًا من أعراض مرض القولون العصبي.
ارتجاع المريء.. أشهر 5 تشخيصات خاطئة لهذا المرض
وفيما يخص ارتجاع المريء الذي يُعد أحد أشهر أمراض الجهاز الهضمي، والذي يرتبط بالشعور الدائم بالحُرقة وتهيج منطقة المعدة، علاوة على بعض الأعراض الجانبية الأخرى التي تختلف من شخص لآخر، حسب شدة درجة الإصابة، والأنماط الغذائية المُتبعة، فسر الدكتور أحمد مراد هاشم ارتجاع المريء هذه الظاهرة المرضية، بأنها تأتي نتيجة خروج الطعام والسائل الحمضي الخاص بالمعدة إلى منطقة المريء، على عكس طبيعة عمل الجهاز الهضمي.
وأوضح أن سير حركة الطعام الطبيعية هي مرور الطعام بعد البلع إلى منطقة المريء، ومنها إلى منطقة المعدة التي تُفرز سوائلها “الحمضية” لهضم الطعام، والتي يعقبها مروره إلى باقي الجهاز الهضمي لإتمام عملية الامتصاص، وانتهاءًا بعملية الإخراج لمُتبقيات الطعام من منطقة الشرج.
وأشار إلى أن الطبيعة الخاصة لمنطقة المريء تجعلها مُجرد بوابة لمرور الطعام، فيما لا تستطيع استيعاب وتحمل السوائل الحمضية الخاصة بالمعدة، موضحًا أن حدوث مثل هذا الأمر يستتبعه بعض الأعراض المرضية التي يمكن رصدها بدقة، لتكون قيد تشخيص الحالة بأنها ارتجاع المريء.
أمراض الجهاز الهضمي.. أبرز أعراض الإصابة بارتجاع المريء
قدم الدكتور أحمد مراد هاشم توصيفًا دقيقًا لأعراض ارتجاع المريء كواحد من أشهر أمراض الجهاز الهضمي، وحصرها في عدة نقاط أبرزها:
1. الشعور بآلام شديدة في منطقة الصدر.
2. الشعور بالتهيج والحُرقة المُستمرة في منطقة الصدر.
3. تهيج شديد في منطقة الحنجرة.
4. انقباضات شديدة في منطقة الصدر.
5. صعوبة البلع.
6. تغير في الصوت.
أبرز الأمراض المُترتبة على الإصابة بـ”ارتجاع المريء”
كشف الدكتور أحمد مراد هاشم النقاب، عن وجود علاقة وثيقة الصلة، بين ارتجاع المريء وقائمة طويلة من الأمراض، التي قد لا يعلم البعض، أنها تحدث نتيجة تدهور حالة هذا الجزء من الجهاز الهضمي، ما يتطلب اللجوء لطبيب مُتخصص لتحديد سُبل العلاج المُناسبة، ورصدها بدقة في النقاط الخمس التالية:
1. التهابات الأذن الوسطي
أكد الدكتور أحمد مراد هاشم عن وجود ارتباط وثيق بين ارتجاع المريء، والإصابة بالتهابات الأذن الوسطى، والتي تأتي على خلفية ارتداد سوائل المعدة الحمضية إلى المريء، والذي لا يستطيع تحملها أو التعامل معها بالشكل المُناسب، ما ينتج عنه حدوث التهابات شديدة في جدار المريء، والتي تصل تبعاتها إلى بعض الأجزاء الداخلية للأذن.
2. التهابات الجيوب الأنفية
لفت الدكتور أحمد مراد هاشم إلى وجود تبعات صحية مُتعددة، تترتب على ارتجاع المريء، والتي لا يدركها سوى بعض الأطباء المُتخصصين، ومنها التهابات الجيوب الأنفية، والتي عادة ما تكون عرضًا مرضيًا مُصاحبًا للالتهابات الشديدة التي تُصيب هذا الجزء من الجهاز الهضمي، ما يتطلب التعامل مع المُسبب الرئيسي قبل علاج الآثار الجانبية الناجمة عنه.
3. ارتجاع المريء وعلاقته بجلطات القلب.. خطأ شائع يقع فيه بعض الأطباء
نبه الدكتور أحمد مراد هاشم إلى خطأ فادح يقع فيه بعض الأطباء الشباب، والذين يخلطون بين الإصابة بجلطات القلب وارتجاع المريء، نتيجة التشابه الكبير لبعض الأعراض المُصاحبة لكلا المرضين، مُشددًا على ضرورة إجراء كافة الفحوصات الاستدلالية المطلوبة، قبل الشروع في مرحلة العلاج، للتأكد من صحة التشخيص المبدئي، والذي قد ينتج عنه مُضاعفات صحية خطيرة للمريض، حال وجود أي خطأ في التوصيف المرضي الخاص بالحالة.
ونصح هاشم الأطباء الشباب بإجراء الفحوصات الأساسية للتأكد من عدم وجود التهابات في منطقة الشرايين التاجية، قبل الشروع في توصيف الأدوية والمُستحضرات الطبية الخاصة بعلاج ارتجاع المريء، والتي قد تودي بحياة بعض المرضى نتيجة عدم الوصول للتشخيص الصحيح.
4. تسوس الأسنان
فجر الدكتور أحمد مراد هاشم مفاجأة كبيرة، مؤكدًا أن ارتجاع المريء يُعد سببًا مُباشرًا، وعاملًا رئيسيًا في إصابة البعض بمرض “تسوس الأسنان”، مُشيرًا إلى أن السوائل الحمضية المُندفعة عبر المعدة، والتي تصل إلى منطقة المريء “الهشة”، يترتب عليها تصدير آثارها الضارة، إلى جميع المناطق الحساسة بالجسم، ما يؤدي لحدوث التهابات شديدة بـ”اللثة” والأسنان.
5. حساسية الصدر
أنهى الدكتور أحمد مراد هاشم حديثه عن حزمة الأمراض التي تنتج عن الإصابة بـ”ارتجاع المريء”، وأبرزها حساسية الصدر، والتي يشكو منها بعض الناس، اعتقادًا منهم بأنها أحد أعراض أمراض الجهاز التنفسي على خلاف الحقيقية.
وفسر أستاذ الجهاز الهضمي العلاقة التي تربط بين أعراض حساسية الصدر، والإصابة بمرض ارتجاع المريء، موضحًا أن السوائل الحمضية التي تخرج من المعدة، لا تتوقف في منطقة المريء – في بعض الحالات – لتواصل طريقها وصولًا لمنطقة الحنجرة، ومنها إلى القصبة الهوائية ثم الشُعب الهوائية، ما يترتب عليه إصابة هذه المنطقة بالتهابات شديدة، قد يتم تشخيصها خطأً على أنها “حساسية”، في حين أنها مُجرد عرض للإصابة الأصلية بارتجاع المريء.
موضوعات قد تهمك:
أمراض الظهر والعمود الفقري.. أشهر 4 تشخيصات شائعة وطرق علاجها
3 مُسببات مرضية لـ”الكبد الدهني” وعلاج وحيد مشروط
انتقل الدكتور أحمد مراد هاشم إلى عرض جديد من أمراض الجهاز الهضمي، ألا وهو “الكبد الدهني”، مؤكدًا أنه يُعد ضمن قائمة الأمراض الأكثر شيوعًا، بين قطاع عريض من المواطنين، والتي تصل نسبة الإصابة بها إلى 30%، موضحًا تفاوت واختلاف شدة الإصابة من شخص لآخر، وهو الأمر الذي ينعكس على مدى الحاجة للعلاج من عدمه.
زيادة الوزن.. أبرز أسباب الإصابة
وأوضح أن الكبد الدهني يُعد عرضًا مرضيًا مُلازمًا لزيادة الوزن، وهو الأمر الشائع لدى فئة مُعينة من الناس، والتي لا تلتزم بجدول غذائي مُنضبط، علاوة على عدم ممارستها للرياضة، كأحد الوسائل الفاعلة للتخلص من الدهون الزائدة، التي يترسب جزء منها بالتبعية بمنطقة الكبد.
وربط “هاشم” بين الكبد الدهني وقائمة من الأعراض المرضية الأخرى، والتي يُعد ظهور أيًا منها، مؤشرًا قويًا لضرورة التوجه للطبيب المُختص، لتحديد البروتوكول العلاجي المُناسب، والفترة الزمنية اللازمة للتعافي.
ارتفاع معدلات الدهون في الدم
أكد الدكتور أحمد مراد هاشم أن زيادة وارتفاع نسبة الدهون في الدم – يُقصد بها “الكوليسترول، الدهون الثلاثية، الدهون الكلية الكثافة، مُنحفضة الكثافة” – تؤدي بالتبعية إلى تراكم جزء منها تدريجيًا في الجهاز الهضمي، وصولًا لمرحلة الكبد الدهني، والتي تستوجب استشارة الطبيب المُختص، لبدء مرحلة التداوي وتحديد السبيل الأمثل للعلاج.
الكبد الدهني وعلاقته بارتفاع السكر
شدد “هاشم” على وجود علاقة وثيقة بين ارتفاع نسبة السكر في الدم، وإصابة الشخص بأعراض الكبد الدهني، موضحًا أن التهاون في تنظيم معدلات السكر، يؤدي بالتبعية إلى تضرر أجزاء كثيرة من أجهزة جسم الإنسان، وعلى رأسها الكبد، الذي تتجمع حوله الدهون بشكل يتجاوز الحدود المسموحة، ما يستدعي زيارة الطبيب المُختص، لتصحيح المسار قبل تفاقم الحالة.
وكشف أن الأمراض الثلاثة السابق ذكرها، تُعد سببًا رئيسيًا وأصيلًا، في وصول الشخص إلى مرحلة الكبد الدهني، مُشيرًا إلى أن علاج هذا العرض لا يخرج عن طريقة واحدة، يتحتم على المريض اتباعها.
روشتة علاج الكبد الدهني
قدم الدكتور أحمد مراد هاشم حلًا وحيدًا ومشروطًا للتخلص من أعراض الكبد الدهني، والذي لخصه في حتمية التخلص من الوزن الزائد، بوصفة يمثل 99% من أسباب الإصابة، شريطة أن يكون هذا الإجراء تدريجيًا، لعدم حدوث مُضاعفات تزيد من وتيرة تدهور حالة المريض.
وأكد أستاذ أمراض الجهاز الهضمي على اتفاق كافة الأبحاث العلمية، على ضرورة ألا تتجاوز معدلات إنقاص الوزن المطلوبة، نسبة الـ1 كجم أسبوعيًا، وصولًا لخسارة 10% من إجمالي الوزن، مُحذرًا من مغبة اللجوء إلى برامج الريجيم السريعة وغير المدروسة، والتي عادةً ما تؤدي لنتائج عكسية كارثية، ترفع معدلات وجود الدهون على الكبد.
البدائل الدوائية لعلاج الكبد الدهني
نفي الدكتور أحمد مراد هاشم وجود حلول علاجية دوائية أثبتت فاعليتها في علاج الكبد الدهني حتى هذه اللحظة، مُؤكدًا أن جميع المُستحضرات المُستخدمة لا تؤدي للوصول إلى النتائج المرجوة منها، مُشيرًا إلى أن نسبة نجاحها لا ترتقي لما يمكن تحقيقه حال اتباع الحمية الغذائية الصحيحة، التي تؤدي لإنقاص الوزن وفقًا للنسب العلمية الواردة في هذا الشأن.
إقرأ أيضًا:
جرب وقرادة الإبل.. طُرق العلاج والتطهير الصحيحة للتخلص الآمن منهما
البصمة المائية للبلح.. معدلات الاستهلاك مقارنةً بحجم العوائد الاقتصادية المُتوقعة
التهابات جدار المعدة.. علاقتها بالأنظمة الغذائية وأهم الإجراءات الواجب اتباعها
التهابات جدار المعدة واحدة من سلسلة أمراض الجهاز الهضمي والتي عادة ما يُصاحبها عدد من الأعراض الظاهرية التي يمكن رصدها بسهولة، وتتعلق أغلبها ببعض العادات الغذائية، التي يتبعها الإحساس بآلام شديدة في هذه المنطقة.
وأوضح “هاشم” أن أغلب شكاوى المرضى، تظهر عقب تناولهم لبعض الأكلات الحريفة، أو التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون، والتي غالبًا ما يُصاحبها ظهور العلامات الدالة على الإصابة، وتدهور حالة الجهاز الهضمي وأبرزها التهابات جدار المعدة.
ولفت إلى أن بعض الحالات المرضية، تأخذ مسارًا مُغايرًا لما تم الإجماع عليه، وهو الأمر الذي أثبتته أحدث الدراسات التي تمت مُناقشتها خلال آخر المؤتمرات العلمية المُنعقدة بهذا الشأن، مُشددًا على الارتباط الوثيق بين الأنظمة الغذائية التي يتبعها المريض، وظهور أعراض الإصابة الدالة على وجود التهابات جدار المعدة.
وأشار أستاذ أمراض الجهاز الهضمي إلى أن المُصابون بالتهابات جدار المعدة، يختلفون في أسباب الشعور بالألم، فيما يتفقون في المسمى والتشخيص، موضحًا أن كل شخص لديه حساسية ضد أكلات بعينها، تُسبب تهيجًا في منطقة المعدة، وإزعاجًا شديدًا لاحقًا لتناولها، بشكل يختلف عن الآخرين.
وقدم “هاشم” روشتة لأهم الإجراءات الواجب اتباعها، للتأكد من صحة التشخيص المرضي، والتي تبدأ بإجراء الفحوصات الخاصة بالكشف عن “الجرثومة الحلزونية”، مؤكدًا أنها أولى خطوات الوصول للتوصيف الطبي الدقيق للحالة.
وأوضح أن ثاني الإجراءات الواجب اللجوء إليها، هو عمل منظار تشخيصي للمنطقة المُصابة، للتأكد من عدم وجود تقيحات في جدار المعدة، ورصد درجة الإصابة بدقة، حتى يتسنى تحديد العلاج الدوائي الصحيح، وبدء رحلة التعافي من المرض.
اللجوء لمرحلة العلاج الدوائي
كشف الدكتور أحمد مراد هاشم، عن وجود قائمة طويلة من الأنظمة الدوائية العلاجية، التي أثبتت فاعلية كبيرة في القضاء على التهابات جدار المعدة، والتي يمكن اللجوء إليها والاستعانة بها، بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، مؤكدًا توافرها بالأسواق بدرجة كافية.
وشدد على ضرورة التزام المُصاب بالخطة العلاجية الموضوعة، شريطة اللجوء لأحد استشاريي أمراض الجهاز الهضمي والكبد، لتقديم الحلول والبدائل الدوائية المُناسبة، مع عدم وجود أي فواصل زمنية خلال رحلة العلاج والتعافي، للوصول للنتائج المأمولة والشفاء الكامل.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
أسباب الإصابة بمرض السكر وطرق العلاج والتعافي
مرضى القولون العصبي.. البروتوكول العلاجي وعلاقته بمضادات الاكتئاب
وبالنسبة لمرضى القولون العصبي، أكد الدكتور أحمد مراد هاشم أن الأطباء يستمعون إلى شكوى المريض، للتعرف على أهم المشاكل والأعراض التي يشعر بها، كخطوة أولى في طريق التشخيص السليم، والتي غالبًا ما تُستكمل عن طريق إجراء بعض التحاليل، للتأكد من عدم وجود أي إصابات مرضية مُشابهة، قبل إصدار القرار النهائي.
أهم التحاليل المطلوبة من مرضى القولون العصبي
وأوضح أن تشخيص حالة مرضى القولون العصبي بشكل صحيح وحاسم، يعتمد إلى حد بعيد، على إجراء بعض الفحوصات الطبية، قبل إعلان القرار النهائي، والبدء في رحلة العلاج والاستشفاء والتعافي.
ولفت أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب القصر العيني، إلى أن اختبار صورة الدم الكاملة “سرعة الترسيب”، يُعد واحدًا من أهم التحاليل الطبية المطلوبة، للوصول إلى تشخيص سليم وحاسم، يليه فحص مُعامل الالتهاب، فيما يأتي اختبار “الدم الخفي بالبراز”، كأخر الفحوصات التي يتم الاحتكام إليها، للقضاء على أي شك لدى الطبيب المُعالج.
وأشار إلى أن نتائج الاختبارات والفحصوصات الطبية السابقة إذا ما جاءت سلبية، فإن هذا يعني أن تشخيص الحالة لا يخرج عن كونه أحد مرضى القولون العصبي.
خطة علاج مرضى القولون العصبي
أكد الدكتور أحمد مراد هاشم أن خطة علاج بعض أمراض الجهاز الهضمي كـ”القولون العصبي” بسيطة، ولا تستدعي القلق، موضحًا أنها لا تتعدى الحصول على بعض المُهدئات ومُسكنات الألم، بالإضافة لبعض المُستحضرات الدوائية، الخاصة بتنظيم الإخراج “أدوية الإسهال أو الإمساك”.
علاقة مرضى القولون العصبي بمضادات الاكتئاب
كشف الدكتور أحمد مراد هاشم عن وجود علاقة وثيقة بين مرضى القولون العصبي وحالات الاكتئاب، موضحًا أن بروتوكول العلاج قد يُراعي ذلك الأمر، ما يفسر أهمية أدوية مُضادات الاكتئاب بالنسبة للحالات المرضية التي تدخل ضمن تلك الدائرة.
الديدان الدبوسية.. طُرق انتقال العدوى وأسباب فشل العلاج الدوائي
الديدان الدبوسية أو الشرجية “pinworm”، واحدة من أمراض الجهاز الهضمي الُمزعجة، والشائعة بين قطاع عريض من المصريين، والتي لا يتم التخلص منها عادة، بمجرد تعاطي الكورس العلاجي، نظرًا لوجود بعض الإجراءات الصحية المُصاحبة الواجب اتباعها، لإتمام التعافي بشكل صحيح، وهو الأمر الذي يحتاج لاستشارة الطبيب المُختص، للوقوف على الأسباب الأساسية، وسُبل العلاج الصحيحة التي يمكن الاعتماد عليها، للتخلص منها بشكل نهائي.
تحدث الدكتور وليد البوشي عن أسباب الإصابة بعدوى الديدان الدبوسية “الشرجية”، موضحًا أنها تُصيب أمعاء المريض بشكل أساسي، لافتًا إلى أن أهم طُرق انتقالها هو عدم الاعتناء بالنظافة الشخصية، والتي تُساهم في انتشار وتفاقم المُشكلة بين جميع أفراد الأسرة.
وغالبًا ما تكون بداية الإصابة وانتشار العدوى داخل الأسرة من الأطفال في سن ما بين 5 إلى 10 سنوات، ويمكن مُلاحظتها واكتشافها عن طريق بعض العلامات وأبرزها:
1. حكة شديدة بمنطقة الشرج
2. عدم انتظام النوم
3. هزال شديد
4. فقدان الشهية
5. كما يمكن ملاحظة الديدان بالعين المُجردة عند فتحة شرج الطفل المُصاب
وأوضح أن إصابة أحد أفراد العائلة يعني حتمية انتقال وإصابة باقي أعضاء الأسرة بالعدوى، ما يستدعي القيام بعدد من الخطوات الاحترازية، والتي لخصها في مجموعة من النقاط:
1. غسل الملاءات وأغطية الفراش بشكل يومي منتظم
2. قص الأظافر والاعتناء بالعناية الشخصية لجميع أفراد الأسرة
3. غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام
4. تطهير دورة المياه بالديتول يوميًا لمرة واحدة على الأقل
5. نقع وغسل الملابس الداخلية لمدة ربع ساعة في مياه مغلية عند 100 درجة مئوية
6. تناول الكورس العلاجي والذي تختلف جرعاته بحسب السن Metronidazole
7. ميترونيدازول
وقدم الدكتور وليد البوشي شرحًا وافيًا لأسباب انتقال عدوى الإصابة بـ”الديدان الشرجية” بين أفراد الأسرة، موضحًا أنها بويضات هذه الديدان توجد على حواف فتحة شرج الشخص المُصاب، ويمكن ملاحظتها بالعين المُجردة، فيما يُشبة “حبات السمسم”.
ولفت إلى أن بيض الديدان الشرجية يخرج ليلًا أثناء نوم الشخص المُصاب، وينتشر بكثافة على أغطية الفراش والملاءات، ما يعني إصابة أي فرد بالعدوى حال تواجده أو نومه في نفس المكان.
وحذر “البوشي” من بعض الأشياء التي تدخل في نطاق عدم الاعتناء بالنظافة الشخصية، والتي تُمثل أحد أسباب انتقال عدوى الإصابة بـ”الديدان الشرجية”، وأبرزها “الأظافر”، والتي تختبىء فيها البويضات، لتنتقل منها بكل سهولة عبر الفم.
وكشف الدكتور وليد البوشي عدم جدوى العلاج الدوائي في التخلص من الديدان الشرجية، والتي تُعد النظافة الشخصية والالتزام بالتوصيات السابقة جزءًا أصيلًا في الوصول إلى التعافي التام والنهائي، مُشددًا على أن عدم تنفيذها يؤدي لتكرار الإصابة مرة أخرى.
الجرثومة الحلزونية.. بيت الداء
تُعد الجرثومة الحلزونية أحد أشكال الإصابات البكتيرية، التي تمثل جانبًا من أمراض الجهاز الهضمي، بما تُسببه من أضرار جسيمة بجدار المعدة، ويترتب عليها مُضاعفات خطيرة، تصل في بعض الأحيان إلى الإصابة بـ”السرطان”، ما يُحتم ضرورة استشارة الطبيب المُختص للتعرف على أفضل الطُرق للتعامل معها، والحيلولة دون وصول آثارها الجانبية إلى الحد المؤرق.
نظرة عامة على الجرثومة الحلزونية
في البداية أكد الدكتور أحمد مراد هاشم أن الجرثومة الحلزونية تُعد أحد الأعراض المرضية شيوعًا، مُشيرًا إلى أن نسب الإصابة بها لا تقل عن 60% من إجمالي سكان العالم على اختلاف ثقافاتهم الغذائية ومستواهم التعليمي.
وأوضح أن حالات الإصابة بعدوى الجرثومة الحلزونية لا تستدعي اللجوء للعلاج إلا وفق شروط وضوابط مُحددة، تتعلق بظهور بعض الأعراض المرضية التي تُنذر بخطورة الموقف، وضرورة البدء الفوري في عمل الفحوصات اللازمة، وبدء مرحلة التعافي والتعامل بالأدوية المُصرح بها.
ضوابط خاصة لبدء مرحلة العلاج من الجرثومة الحلزونية
ربط “هاشم” بين بدء مرحلة العلاج من جرثومة المعدة، وظهور أعراض بعينها أبرزها الإحساس الدائم بآلام المعدة، أو الشعور بالميل إلى القيء، أو عدم الشعور بالراحة بعد تناول الوجبات، مؤكدًا أن ظهور هذه المؤشرات، يعني الحصول على الضوء الأخضر لبدء إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة، والتي تتأكد حال ظهور إيجابية عينة المريض.
وأكد أن ظهور بوادر الإصابة بقرحة المعدة، التي تُثبتها التحاليل والفحوصات والمنظار الاستكشافي، تعني ضرورة خضوع المريض للعلاج الدوائي اللازم، وفقًا للجداول الواردة بهذا الشأن.
أسباب قصر بروتوكول علاج الجرثومة الحلزونية على حالات بعينها
فسر “هاشم” سبب عدم فتح باب العلاج – على عواهنه – أمام جميع حالات الإصابة بالجرثومة، موضحًا أن هذا الإجراء سيأتي بنتائج عكسية، نظرًا لقدرة الميكروب الكبيرة على التحور، والتي تمهد لعدم استجابته لأي مستحضر دوائي فيما بعد، ما يعوق نجاح الأجندة العلاجية في المستقبل.
وشدد الدكتور أحمد مراد هاشم على أن بدء مرحلة العلاج الدوائي دون اللجوء للطبيب المُختص، والذي يدرك جيدًا مدى احتياجه للجوء لهذه التقنية من عدمها، ما قد يؤدي لعواقب وخيمة على صحة المريض، أبرزها صعوبة وصوله لمرحلة الشفاء، نظرًا لتحور الجرثومة وتغلبها على الحلول الطبية المُتاحة.