أصناف الزيتون المحلية وطرق مضاعفة إنتاجيتها، واستراتيجيات تعظيم عوائدها الاقتصادية ومستخلصات الزيت منها، وسبل الحد من تداعيات التغيرات المناخية عليها، كانت واحدة من أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور السيد مصطفى قاعود، أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية جامعة قناة السويس، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية عبير صلاح، مقدمة برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
مزايا أشجار الزيتون.. قدرات خارقة
في البداية تحدث الدكتور السيد مصطفى قاعود عن مزايا أشجار الزيتون، التي تجعلها أحد الخيارات المثلى لقطاع عريض من المزارعين، موضحًا أنها تصلح للزراعة في الظروف غير المؤهلة لعدد كبير من المحاصيل الأخرى، نظرًا لقدرتها الكبيرة على تحمل ندرة المياه وارتفاع مستوى ملوحة التربة والمياه.
وعزا “قاعود” أهمية أشجار الزيتون لارتفاع معدل الطلب العالمي على الزيت المستخلص منها، موضحًا أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميًا في إنتاج زيتون المائدة المستخدم في التخليل، فيما نحتل المركز العاشر في إنتاج زيت الزيتون، ما يحتم مضاعفة إنتاجيتنا منه، بالنظر لمميزاته الفريدة التي تجعله الأفضل عالميًا، علاوة على انخفاض درجة حموضته.
ولفت إلى كيفية استغلال مزايا الزيت المصري عالميًا، والتي تدفع بعض الدول الأوروبية لاستيراده كمادة خام، مع خلطه بزيوتهم المحلية، لرفع درجة جودتها، بما يفسح المجال لاتساع قاعدتها التسويقية وإعادة طرحها للتصدير كمنتج جديد.
أبرز الأصناف المتحملة لتقلبات الظروف المناخية
عقد أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية مقارنة بين عدد من أصناف الزيتون، لتوضيح الفوارق بينها، وتحديد واختيار الأصناف التي يتوجب زيادة المساحات المنزرعة، موضحًا أن صنف “العجيزي العقصي” يتفوق على “التفاحي”، في تحمله لظروف الطقس غير المواتية والتقلبات الجوية، علاوة على طول فترة صلاحيته للاستخدام والتي قد تمتد لعامين.
وضرب “قاعود” المثل بصنف زيتون “الكالاماتا”، موضحًا أنه حساس جدًا ضد تقلبات الطقس والتغيرات المناخية، علاوة على تذبذب مستوى إنتاجيته، واحتمالات توقف إنتاجه لثلاث وأربع مواسم متتالية، وهي المسألة التي تحتم ضرورة تغيير ثقافة المزارعين تجاه الأنواع والأصناف التي يتوجب زراعتها.
وأكد أن صنف “الدولسي” يعد أحد أفضل الخيارات المتاحة للزراعة كبديل لزيتون “الكالاماتا”، بالنظر لارتفاع معدلات إنتاجيته، وقدرته على تحمل الظروف غير المواتية، وتقلبات الطقس والمناخ، لافتًا إلى أن اتباع التوصيات الفنية المعتمدة لعمليات الخف والتقليم والتسميد، تتيح إمكانية تجاوز بعض المشاكل الطارئة، كانخفاض مستوى جودة الثمار بعد الموسم العاشر.
أفضل أصناف الزيت المحلية
تطرق أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية بعدها إلى أفضل أصناف زيت الزيتون المحلية، وأشهرها “الوتيقن”، وأصناف الواحات وسيوة ومطروح، مؤكدًا أنها قادرة على منافسة الأصناف المستوردة المشهورة، كـ”الكورناكي، الكوراتينا، أربسوانا، أربكوين”.
تصحيح المعتقدات الخاطئة
وصحح “قاعود” بعض المعتقدات الخاطئة لدى قطاع كبير من مزارعي الزيتون، والتي تقلل من إقبالهم على زراعة بعض أصناف زيتون العصر المحلية، والمتعلقة بانخفاض نسبة الزيوت المستخلصة منها، مقارنة بأصناف الزيت التقليدية.
وأوضح أنه يمكن التغلب على هذه الإشكالية وزيادة معدلات الزيت المستخلصة من هذه الأصناف، حال اتباع بعض التوصيات الفنية وتطبيق عدد من المعاملات الزراعية الواجبة، والتي تقلل من معدلات الرطوبة في الزيتون، بما يضاعف من نسبة الزيت فيها، وزيادة مستوى وهامش الربحية الاقتصادية المتوقعة بالتبعية.