أصداء القمح واحدة من أكثر الهواجس المزعجة لمزارعي الغلة، نظرًا لحجم الخسارة الاقتصادية المترتبة عليها، ومعدلات الفقد الناجمة عنها نتيجة سوء إدارة الأزمة، وهي المسألة التي تفرض ضرورة الاستماع إلى رأي الخبراء والمتخصصين، للخروج بأفضل التوصيات والحلول للتعامل معها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عاطف عبد الفتاح شاهين – رئيس بحوث ورئيس قسم بحوث أمراض القمح – ملف أهم إجراءات مكافحة أمراض القمح بالشرح والتحليل.
أصداء القمح
استراتيجيات الحماية الواجبة
في البداية تحدث الدكتور عاطف عبد الفتاح شاهين، عن أهمية الالتزام باتباع السياسة الصنفية، لافتًا إلى أنها نتاج مجموعة من الدراسات والتجارب لنخبة من الأساتذة والمتخصصين بأربعة صروح علمية عريقة، وهي “معهد المحاصيل، قسم بحوث القمح، معهد بحوث أمراض النباتات، قسم بحوث أمراض القمح”.
وأوضح أن هذه الدراسات والتجارب حددت مدى ملائمة كل صنف للطبيعة الجغرافية والمناخية، للوصول لأفضل النتائج الممكنة، على صعيد معدلات جودة الحبوب وحجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد.
تداعيات عدم الالتزام بالسياسة الصنفية
حذر “شاهين” من تبعات عدم الالتزام بتطبيق السياسة الصنفية المعتمدة، أو الاعتماد على بذور وتقاوي مجهولة المصدر، موضحًا أن مثل هذه الأخطاء تعزز احتمالات حدوث الإصابة بالأمراض، والتي تنعكس سلبًا على حجم الإنتاجية المتوقعة، ومعدلات الربحية المأمولة من قِبل المزارعين.
وأكد رئيس قسم بحوث أمراض القمح أن أي تجاوز “بالزيادة أو النقصان” في تطبيق المعاملات الزراعية الأساسية كـ”الري أو التسميد أو برامج المكافحة”، يترتب عليه حدوث خلل كبير في معدلات النمو والإنبات والتفريع وبالتبعية حجم الحصاد المتوقع ومدى قابلية النبات للإصابة بالأمراض.
خطة الدفاع الأولى
وضع “شاهين” خطة الدفاع الأولى ضد الإصابة بـ”الصدأ الأصفر”، والتي أوجزها في عدة نقاط هامة:
- اختيار التقاوي المعتمدة والأصناف المقاومة
- الالتزام بمواعيد الزراعة المثلى
- تجهيز التربة “الحرث والتهوية والتخطيط” على النحو المطلوب
- إضافة الجرعات السمادية بمعدل “20% تنشيطية، و40% مع رية المحاياة، و40% مع الرية التالية”
- المتابعة الدورية للنباتات بداية من آخر يناير وبداية فبراير
- تطبيق برامج المكافحة الموصى بها
أصداء القمح
تطرق الدكتور عاطف عبد الفتاح شاهين إلى ملف أصداء القمح، موضحًا أنها تضم مجموعة من الأمراض تحت هذا المسمى العام والأوسع، فيما يندرج تحتها “البرتقالي والأسود والأصفر”، ويظل الأخير هو الأشرس والأكثر خطورة على محصول الغلة.
وأوضح أن خطورة أصداء القمح تتمثل في حدوثه أثناء تواجد النبات في الأرض، علاوة على زيادة احتمالات تكرار الإصابة في ذات الموسم، مؤكدًا أن سقوط الجرثومة على نبات قابل للإصابة، يعزز قدرتها على تكرار نفسها لـ3 أو 4 أجيال، ما يفسح المجال لانتقال العدوى إلى حقول أخرى.
ولفت “شاهين” إلى البرامج والاحتياطات التي اتخذتها المراكز والمعاهد المتخصصة للتغلب على أصداء القمح، عبر إنتاج مجموعة من الأصناف المقاومة والمبكرة، حتى لا يلحقها المسبب المرضي، وهي المسألة التي قللت إلى حد بعيد من احتمالات الإصابة بالصدأ الأسود.
أسباب الإصابة بـ”أصداء القمح”
عزا مشكلة استمرار مشكلة الصدأ الأصفر، إلى وجود بعض الدول في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، والتي تزرع في توقيت مبكر عنا، ما يعزز فرص العائل الثاني على إنتاج سلالات جديدة، تنتقل إلينا عبر الهواء، ومن ثم تحدث الإصابة.
وأكد أن نجاح خطة مكافحة أصداء القمح وبخاصة الأصفر، تعتمد بالأساس على استخدام التقاوي والأصناف المقاومة، ثم تطبيق البرامج الموصى بها والتي وضعتها لجنة المبيدات، بمجرد ظهور أول باثرة على النباتات.