أشعة البلازما واحدة من التوجهات العلمية الحديثة، التي تم استغلالها مؤخرًا لتدخل ضمن حيز التنفيذ والتجارب الساعية لاستيعاب مزاياها وفوائدها المباشرة في مجال الصناعات الغذائية، وهو الملف الذي يستدعي تسليط المزيد من الضوء، للتعريف بها والحديث عنها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حاتم حلمي عمر – الأستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية، عضو اللجنة الوزارية لمشروع التثقيف وتنمية الأمومة والطفولة بالريف المصري – ملف استخدامات أشعة البلازما وفوائدها للصناعات الغذائية بالشرح والتحليل.
أشعة البلازما
معناها ومكوناتها
في البداية عرف الدكتور حاتم عمر “البلازما”، موضحًا أن يتعدى المفهوم الشائع عنه لدى جمهور العامة من غير المتخصصين، والذي حصره في تركيب الدم فقط، موضحًا أن أن هذه الكلمة تعني باللغة اللاتينية “الوسط”، فيما تتعدد أشكالها في الطبيعة من حولنا، حيث تمثل أحد أنواع الأشعة المحيطة بالغلاف الجوي، بينما نجح العلماء الغربيين في تخليق صورة صناعية منها.
وأشار إلى أن أشعة البلازما تتولد من 5 غازات أساسية هي “الهيدروجين، الأوكسجين، النيتروجين، الأرجون، الهيليوم”، على أن يتم تمريرها عبر جهاز صنع خصيصًا لهذا الأمر، لتوليد الدفقة المطلوبة.
آلية عمل جهاز أشعة البلازما
قدم “عمر” شرحًا مبسطًا لآلية عمل الجهاز، موضحًا أن تمرير كل غاز من الغازات الخمسة السابقة داخل الجهاز – منفردًا – يعزز فرصة تحرر ذراته وإلكتروناته، ما يؤدي لإطلاق طاقة هائلة الحجم.
وأردف أن كل الطاقة المنطلقة من كل غاز لها تردداتها الخاصة، يتم استغلالها جميعًا لخلق مجال جديد يؤثر على الغاز، لتكون “أشعة البلازما” هي ناتجه النهائي.
انتصار علمي بـ”صناعة محلية”
لفت أستاذ معهد بحوث الإنتاج الحيواني إلى استخدامات أشعة البلازما التي كانت مقصورة حتى وقت سابق في علاج الأورام “Tumor”، لتدمير الخلايا السرطانية بشكل تام، دون ترك أي أثر سلبي على الخلايا السليمة، فيما توجد صورة أخرى للاستفادة منه في المجالات الطبية، لعلاج “البرص والبهاق” والأمراض الجلدية.
وأوضح أن هذا الاتجاه تبناه الدكتور عبد المنصف الحضري، أستاذ الجينات والأورام بهيئة الطاقة الذرية، بالتعاون مع الدكتور جمال جابر العريجي، رئيس قسم البلازما والإندماج النووي مركز البحوث النووية “رحمة الله عليه”، وفريقهما البحثي المتخصص في هذا المجال.
وكشف أن هذا الفريق العلمي والبحثي المكون من الدكتور عبد المنصف الحضري، والراحل الدكتور جمال جابر العريجي، تمكن من تحدث كافة الصعاب لتصنيع هذا الجهاز محليًا، لتوسيع دائرة الاستفادة من إمكاناته الجبارة، دون اللجوء إلى استيراده من الخارج.
نطاق جديد من الاستخدامات
أكد أنه اقترح على الفريق العلمي المصري، توسيع دائرة الاستفادة من قدرات هذا الجهاز، واستخدامه في مجال الصناعات الغذائية، وهو الأمر الذي لاقى تجاوب كبير منهم، ليتم إخضاعه للتجارب البحثية بشكل مكثف.
وأشار إلى أن تسليط التردد المصاحب لأشعة البلازما – له طول موجي معين وتردد خاص به – على اللبن مثلًا، له القدرة على تدمير الغشاء الخلوي الخاص بالخلية البكتيرية الخاصة بالميكروب المُلوث.
مزايا جهاو أشعة البلازما
تابع شرحه لمزايا أشعة البلازما موضحًا أن قدراتها الواسعة في القضاء على الخلية الملوثة، سواء كانت بكتيرية أو فطرية أو خميرة، دون إحداث أي تغيير في خواص المنتج الغذائي أو تركيبته، أو أي تداعيات صحية ضارة بالإنسان.
وأكد أن استخدام أشعة البلازما سيؤدي لإحداث ثورة علمية كبيرة، ونهضة حقيقية في مجال الصناعات الغذائية، علاوة على توفير مليارات الجنيهات، الخاصة باستيراد أجهزة التعقيم والبسترة، ناهيك عن توفير وترشيد استهلاك الطاقة.
وتطرق “عمر” إلى إمكانية توجيه نطاق عمل أشعة البلازما إلى مجال الزراعة، للمساعدة في القضاء على أعفان البذور والتقاوي الناجمة عن سوء التخزين، علاوة على توسيع نطاق الاستفادة منها، لتقليل نسب إصابة وتلف الصادرات الزراعية والصناعية كـ”الزيوت” والحيوانية كـ”اللحوم” وما في حكمها.
شاهد..